قاد الدولي الجزائري رياض محرز نادي الأهلي إلى التتويج بلقب كأس السوبر السعودي على حساب نادي النصر ونجمه كريستيانو رونالدو، ليضيف لقبًا جديدًا إلى سجله مع الفريق الأخضر. المباراة النهائية التي جرت في أجواء مثيرة انتهت بالتعادل (2-2)، قبل أن تحسم ركلات الترجيح النتيجة لصالح "الراقي".
ولم يكن رياض مجرد لاعب حاضر في اللقاء، بل أسهم بشكل مباشر في أحد أهداف فريقه بتمريرة دقيقة من ركنية ترجمها زميله إيبانيز إلى هدف حاسم في اللحظات الأخيرة. بهذا الأداء، أكد قائد "الخضر" أنه لا يزال رقماً مهماً في المعادلة، سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.
التتويج الأخير يجعل رياض محرز أمام موسم استثنائي بكل المقاييس، فبقدر ما كان رفع كأس السوبر لحظة مميزة، فإن القادم سيكون أصعب وأكثر تعقيداً، حيث تنتظره تحديات ضخمة على المستويين المحلي والدولي.
وسيكون على نجم مانشستر سيتي السابق مواجهة تحديات جديدة في موسم قد يشهد نهاية مشواره مع "الخضر". في هذا التقرير من موقع "winwin" نسلط الضوء على أبرز 4 تحديات أمام لاعب الجزائر، سواء مع الأهلي أو مع "محاربي الصحراء".
التتويج بلقب الدوري السعودي
أول وأكبر تحدٍ يواجه رياض محرز هذا الموسم هو قيادة الأهلي لتحقيق لقب الدوري السعودي. اللاعب وعد الجماهير صراحة بعد تتويجه بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة الموسم الماضي بأن الفريق سيتوج بالدوري المحلي، وهو وعد يرفع سقف التطلعات ويضعه تحت ضغط مضاعف.
المنافسة في الدوري السعودي هذا الموسم مشتعلة بشكل غير مسبوق، في ظل قوة الهلال والنصر والاتحاد المدعومة بنجوم عالميين. ومع ذلك، يبقى الدولي الجزائري أحد أعمدة الأهلي الذين يمكنهم صناعة الفارق بفضل خبرته الأوروبية وقدرته على الحسم في المباريات الكبيرة.
تحقيق لقب الدوري السعودي سيمثل تتويجًا لمشروع الأهلي الجديد، ويمنح قائد الجزائر فرصة لإضافة لقب تاريخي آخر إلى تجربته في المملكة. فبعد التتويج بالسوبر والإنجاز الآسيوي، يبقى لقب الدوري الحلم الأكبر لجماهير الراقي لإكمال مسيرة المجد.
الحفاظ على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة
التحدي الثاني لا يقل صعوبة عن الأول، ويتمثل في الحفاظ على لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، الذي تُوج به الأهلي الموسم الماضي بقيادة محرز، الذي كان من أبرز نجوم البطولة، حيث سجل 9 أهداف وصنع 8، ليكون الأكثر إسهاماً تهديفياً.
الأرقام التي حققها رياض محرز في النسخة السابقة تضعه أمام مسؤولية تكرار نفس المستوى، خصوصاً أن المنافسين سيسعون بقوة للإطاحة بالأهلي من القمة. وسيكون على الجناح الجزائري أن يثبت أنه قادر على اللعب بنفس القوة رغم تقدمه في السن (34 عامًا).
الحفاظ على اللقب الآسيوي سيمنح اللاعب مكانة استثنائية في تاريخ الأهلي، إذ لن يكون مجرد نجم عالمي جاء لتجربة قصيرة، بل قائداً صنع أمجاد النادي قارياً، قبل عام واحد من نهاية عقده في يونيو 2027.
كأس أمم أفريقيا مع المنتخب الجزائري
على الصعيد الدولي، يواجه رياض محرز تحدياً ضخماً يتمثل في بطولة كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب. قائد "الخضر" يسعى لقيادة الجزائر نحو لقب قاري جديد بعد تتويج 2019، وتعويض الخيبتين المتتاليتين في 2021 و2023، حيث خرج المنتخب من الدور الأول.
المنافسة هذه المرة أشد تعقيداً، فالمنتخبات الأفريقية طورت مستوياتها بشكل لافت، والجزائر بحاجة إلى نسخة قوية من محرز لقيادة اللاعبين نحو منصة التتويج. ويعتبر "الكان" فرصة مثالية له لإثبات أنه لا يزال قادراً على صنع الفارق دولياً.
إعادة الجزائر إلى قمة أفريقيا قد تكون الهدية الأجمل للجماهير قبل اعتزاله دوليًا، كما أن ذلك سيمنحه فرصة إنهاء مسيرته الدولية بإنجاز يوازي قيمته ومسيرته الطويلة مع المنتخب.
رياض محرز وحلم كأس العالم 2026
آخر وأكبر التحديات يتمثل في كأس العالم 2026، حيث صرح نجم الأهلي أنه يطمح لإنهاء مسيرته بعد المشاركة في المونديال. بالنسبة له، ستكون البطولة العالمية بمثابة محطة الوداع المثالية لمسيرته التي شهدت نجاحات استثنائية في أوروبا وآسيا وأفريقيا.
لكن المشاركة في المونديال ليست مضمونة، فالجزائر مطالبة أولاً بضمان التأهل. إضافة إلى ذلك، يواجه اللاعب السابق لمانشستر سيتي منافسة متزايدة من لاعبين شباب صاعدين قد يهددون مكانته الأساسية في تشكيلة المنتخب.
رغم ذلك، تبقى رغبة رياض محرز في لعب المونديال واقعية، خاصة أن قيمته وخبرته قد تمنح "الخضر" الإضافة المطلوبة. وإذا تحقق الحلم، فإن مونديال 2026 سيكون نهاية ملحمية لقصة واحد من أبرز اللاعبين العرب والأفارقة في العقد الأخير.