خيّب النادي الإفريقي آمال جماهيره بسقوطه المبكر في الجولة الثالثة من الدوري التونسي، عقب خسارته المفاجئة على أرضه أمام ضيفه ترجي جرجيس بنتيجة (2-1)، في مباراة كشفت العديد من الثغرات الفنية والتكتيكية، وأبرزت ضعفًا واضحًا لدى عدد من اللاعبين الذين لم يرتقوا إلى مستوى المنافسة.
ورغم البداية الإيجابية التي حققها الفريق في أول جولتين تحت إشراف المدرب فوزي البنزرتي، جاءت هذه الهزيمة لتفتح باب الانتقادات مجددًا وتضع أكثر من علامة استفهام حول خيارات الإطار الفني وجاهزية بعض الأسماء التي لم تثبت نفسها بعد.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على 5 لاعبين كانوا من بين أبرز أسباب هذا السقوط المفاجئ الذي عاشه النادي الإفريقي في الجولة الثالثة من الدوري التونسي.
غيث اليفرني - حارس المرمى
تحوّل اليفرني من عنصر أمان إلى نقطة ضعف واضحة في صفوف النادي الإفريقي خلال هذه المباراة. الحارس ارتكب أخطاء جسيمة، أبرزها خروجه غير المبرر من منطقة الجزاء في الدقيقة 59، وتقديمه تمريرة خاطئة استغلها مهاجم ترجي جرجيس ستانلي ليوقع الهدف الأول.
افتقاده للتركيز والثقة في التغطية الدفاعية، وتسرعه في اتخاذ القرارات، كلف الفريق الكثير في لحظة حاسمة.
غيث الزعلوني – الظهير الأيمن
قدم غيث الزعلوني أداءً متواضعًا على الرواق الأيمن، حيث أظهر ضعفًا كبيرًا في التمركز والتغطية الدفاعية، مما جعل الجهة اليمنى للإفريقي أحد أبرز منافذ الخطورة للفريق المنافس.
افتقر اللاعب إلى الانضباط التكتيكي، وبدت تحركاته بطيئة أمام سرعة أجنحة ترجي جرجيس، ما أجبر وسط الميدان على التراجع للتغطية، وأربك التوازن الدفاعي للفريق.
حمزة بن عبدة – قلب الدفاع
بن عبدة ظهر بأداء مهتز ومرتبك، وكان أحد أضعف عناصر الخط الخلفي. لم يُحسن قراءة تحركات مهاجمي المنافس، وارتكب أخطاء في التغطية والرقابة، ما زاد الضغط على الحارس وزملائه في الدفاع.
كما أظهر ضعفًا في الصراعات الهوائية، وعدم جاهزية بدنية واضحة، وهو ما استغله ترجي جرجيس في كسب عدة كرات خطيرة داخل منطقة عمليات النادي الإفريقي.
معتز الزمزمي – وسط ميدان
خيبة أمل أخرى عاشها النادي الإفريقي في خط الوسط، حيث بدا الزمزمي تائهًا على أرضية الميدان، دون تأثير يُذكر لا دفاعيًا ولا هجوميًا.
افتقد اللاعب للقتالية، ولم يُظهر أي إبداع في بناء اللعب أو الربط بين الخطوط. مرر كرات عشوائية، وخسر الاستحواذ في أكثر من مناسبة، مما ساعد الفريق الضيف على السيطرة على وسط الميدان لفترات طويلة.
فهد المسماري – وسط ميدان هجومي
رغم أن البنزرتي منحه الثقة كأساسي، فإن المسماري لم يبرر هذا الخيار. كان بعيدًا تمامًا عن مستواه المعهود، حيث غابت عنه الفاعلية الهجومية والتمريرات الدقيقة.
لم يُشكّل المسماري أي تهديد يُذكر على مرمى المنافس، وكان من بين أضعف حلقات خط الوسط، في ظل غياب الحلول الفردية والتمريرات الحاسمة.
النادي الإفريقي.. أزمة خيارات فنية أم افتقاد للجودة؟
تحمل هذه الخسارة بصمة واضحة لبعض اللاعبين الذين لم يثبتوا إلى الآن أحقيتهم بحمل قميص نادٍ بحجم الإفريقي، كما تضع المدرب فوزي البنزرتي تحت ضغط متزايد بسبب خياراته التكتيكية المثيرة للجدل، وخاصة الاعتماد على عناصر غير جاهزة بدنيًا وفنيًا.
ما لم تتم مراجعة هذه الاختيارات بشكل عاجل، فإن حلم المنافسة على اللقب قد يتبخر مبكرًا، رغم كل التعزيزات التي قام بها النادي في الميركاتو.