واصل منتخب تونس كتابة التاريخ، بعد أن ضمن تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026 للمرة السابعة في تاريخه، عقب فوزه الثمين على منتخب غينيا الاستوائية بهدف دون رد، في المباراة التي جمعتهما على ملعب "نوفو إيبييان" ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الإفريقية.
هدف المباراة الوحيد جاء بأقدام محمد علي بن رمضان، نجم الأهلي المصري، في الدقيقة (94)، ليقود "نسور قرطاج" إلى إنجاز جديد يفتح الباب أمام جملة من المكاسب الكبيرة على مختلف الأصعدة.
مكاسب مالية تاريخية لمنتخب تونس
تأهل المنتخب التونسي إلى كأس العالم 2026 لا يقتصر فقط على الجانب الرياضي، بل يتعداه إلى مكاسب مالية ضخمة ستعود بالنفع على الاتحاد التونسي لكرة القدم والكرة التونسية عمومًا.
المشاركة في المونديال تضمن لتونس ما لا يقل عن 12.5 مليون دولار كعوائد مباشرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، موزعة بين منح تحضيرية وجوائز مالية للمشاركة في دور المجموعات.
هذا المبلغ قابل للارتفاع في حال نجح المنتخب في تخطي الدور الأول، حيث تصل المكافآت إلى حدود 15 أو 20 مليون دولار للمنتخبات التي تتجاوز دور المجموعات، كما أن التأهل سيُنعش خزينة الجامعة التونسية عبر عقود الرعاية والإعلانات، وحقوق البث التليفزيوني، بالإضافة إلى دعم حكومي متزايد لتطوير البنية التحتية الكروية.
مواجهات ودية من العيار الثقيل
واحدة من أبرز المكاسب الفنية التي تحققها تونس من التأهل هي فرص خوض مباريات ودية قوية ضد منتخبات عالمية، كما حدث في نسخ المونديال السابقة، قبل مونديال روسيا 2018، لعب نسور قرطاج وديات كبيرة أمام إسبانيا والبرتغال، وقبل مونديال قطر 2022 واجه المنتخب البرازيلي في لقاء جماهيري شهير في باريس.
هذه النوعية من المباريات تمنح اللاعبين فرصة الاحتكاك بأفضل مدارس كرة القدم في العالم، وتُعزز من جاهزيتهم الفنية والنفسية قبل خوض غمار البطولة، كما ترفع من قيمة المنتخب التونسي تسويقيًا وتجعل منه خصمًا مطلوبًا في الأجندة الدولية للمباريات التحضيرية.
جاذبية أكبر لمزدوجي الجنسية
من بين المكاسب الإستراتيجية التي تحققها تونس بعد ضمان الظهور في كأس العالم 2026، هي تعزيز قدرتها على استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية الناشطين في أوروبا، فالمشاركة المنتظمة في كأس العالم تُعد عنصر جذب قوياً لهؤلاء اللاعبين الذين يبحثون عن تمثيل منتخبات تشارك في البطولات الكبرى.
وتبرز عدة أسماء مرشحة لتعزيز صفوف المنتخب، على غرار يوسف الشرميطي مهاجم نادي غلاسكو رينجرز الإسكتلندي، إلى جانب لاعبين آخرين ينشطون في دوريات مثل الدوري الفرنسي والبرتغالي والألماني، حيث يعزز التأهل ثقة هؤلاء في المشروع الكروي التونسي، ويمنح الجامعة أفضلية في مفاوضاتهم أمام منتخبات أوروبية منافسة.
مكسب معنوي للجماهير والشعب التونسي
لا يمكن إغفال القيمة المعنوية الكبيرة لهذا التأهل، في ظل الوضع الرياضي والاقتصادي الذي تمر به البلاد، حيث يخلق تأهل المنتخب حالة من الفرح الجماعي والتفاؤل، ويعيد الثقة في المنظومة الرياضية التونسية، ويمنح دفعة معنوية كبيرة للأندية واللاعبين الشبان الذين يحلمون بالسير على خطى نجوم المنتخب.
تأهل تونس إلى مونديال 2026 لا يُعد فقط إنجازًا رياضيًا، بل هو انتصار وطني شامل يحمل بين طياته أبعادًا اقتصادية وفنية واستراتيجية هامة. والرهان اليوم ليس فقط على الظهور المشرف، بل على الذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة، وتثبيت تونس كقوة قارية وعالمية دائمة الحضور.