تقترب مسيرة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي مع نادي برشلونة من نهايتها، قبل عام كامل من انتهاء عقده، في خطوة تحمل الكثير من الدلالات بشأن مستقبل الخط الهجومي للنادي الكتالوني.
وكان بطل الدوري الإسباني قد تعاقد مع نجمه صيف عام 2022 قادمًا من بايرن ميونخ الألماني، مقابل 45 مليون يورو، واستطاع منذ البداية أن يثبت نفسه كقناص بارع أمام المرمى.
ففي 149 مباراة خاضها بقميص النادي الكتالوني، أحرز 101 هدف، بينها 42 هدفًا في الموسم الماضي 2024-25 بجميع المسابقات، مما جعله أحد أبرز هدافي الفريق خلال السنوات الأخيرة.
ورغم هذه الأرقام المميزة ومكانته القيادية داخل غرفة ملابس يغلب عليها الطابع الشبابي، فإن إدارة برشلونة قررت فتح صفحة جديدة من دون ليفاندوفسكي.
عقد المهاجم البولندي ينتهي في يونيو المقبل، ومع أن العقد يتضمن خيار التمديد لعام إضافي، فإن صحيفة "سبورت" الإسبانية أكدت أن النادي لن يفعل هذه البند. ورغم أن البالغ من العمر 37 عامًا ما زال يحافظ على مستوى تنافسي مرتفع، إلا أن إدارة الرئيس لابورتا ترى أن الوقت قد حان للشروع في مرحلة انتقالية.
عبء مالي ثقيل
إلى جانب عامل العمر، تلعب الأوضاع المالية دورًا حاسمًا في هذا القرار. فليفاندوفسكي يتقاضى راتبًا سنويًا يناهز 26 مليون يورو، وهو الأعلى في الفريق. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية التي يمر بها النادي، بات من الصعب الاستمرار في تحمل هذا العبء المالي الكبير.
المدرب هانز فليك بدوره بدأ في تقليص دور المهاجم البولندي داخل التشكيلة. وبعد تعرضه لإصابة في الجولة الأولى من الدوري الإسباني، اكتفى اللاعب بالمشاركة كبديل في مباراتين فقط. ليفاندوفسكي نفسه أكد أنه أصبح يفضل التركيز على النوعية لا على كثرة الدقائق داخل الملعب.
نحو نهاية المسيرة
النجم البولندي بدا متفهمًا للواقع الجديد. ففي مؤتمر صحفي مع منتخب بلاده، أشار إلى أنه لا يشعر بضغط اللعب المستمر، معتبرًا أن الموسم يبدأ فعليًا في سبتمبر بعد فترة من التدرج البدني.
وبينما يعترف بقرب نهاية مسيرته، لا يخفي المهاجم المخضرم طموحه في الاستمرار بالتسجيل ومساعدة زملائه. لكن الرسالة من النادي واضحة: آن الأوان للتحضير لمرحلة ما بعد ليفاندوفسكي.
ليفاندوفسكي خارج أسوار برشلونة.. من البديل؟
قبل 9 أشهر بالضبط من نهاية العقد، بدأت الإدارة الرياضية بقيادة ديكو التفكير جديًا في البدائل. ونقلًا عن موقع "فوت ميركاتو" الفرنسي، فإن التعاقد مع نجوم كبار مثل إيرلينغ هالاند أو جوليان ألفاريز مستبعد بسبب الإمكانات المالية المحدودة.
لذلك، يفضّل برشلونة البحث عن حلول داخلية، حيث يبرز اسم فيران توريس كمرشح أول لتولي دور المهاجم الأساسي. فقد سجل 19 هدفًا الموسم الماضي، وأكد انطلاقته القوية هذا الموسم بهدفين في أول ثلاث مباريات. خيار قد يسمح للنادي بانتقال سلس من دون إنفاق ضخم، مع الحفاظ على التوازن التنافسي للفريق.