يواصل نادي برشلونة الإسباني مراقبة السوق الأفريقية عن كثب، في إطار استراتيجيته الجديدة لتعزيز أكاديميته بأفضل المواهب الشابة، ومحاولة استباق الأندية الأوروبية الكبرى في اكتشاف وتطوير اللاعبين الواعدين من القارة السمراء.
وفي هذا السياق، وقّع النادي الكتالوني مؤخرًا اتفاقية شراكة مع أكاديمية "أفريكا فوت"، والتي أثمرت بالفعل عن أولى صفقاتها، بضم الجناح المالي إبراهيم ديارا، الذي التحق بصفوف الفريق الرديف ولفت الأنظار مع الفريق في الموسم الماضي.
موهبتان جديدتان على رادار برشلونة
وبحسب تقارير من صحيفة "سبورت"، فإن برشلونة يضع أنظاره حاليًّا على موهبتين أخريين من مالي، وهما أبوبكر مايغا ومصطفى تراوري، اللذان تحصلا بالفعل على الضوء الأخضر من كشافي النادي للقدوم إلى البارسا لفترة تجريبية، تمهيدًا للتوقيع معهما بشكل رسمي في حال تأقلمهما مع أسلوب اللعب.
يُعد مايغا لاعب الوسط الأقرب لأسلوب "البارسا"، إذ يتمتع بقدرات فنية عالية، ويوصف بأنه "منظم لعب" يتمتع برؤية مميزة للملعب، وقدرة على التحكم بإيقاع المباراة.
يتابع مسؤولو برشلـونة اللاعب منذ عدة أشهر، ويؤمنون بأنه يملك مقومات التألق في مركز "الرقم 6"، وهو الدور المحوري في فلسفة النادي الكتالوني.
أما مصطفى تراوري، فهو جناح سريع ومهاري، يجيد المراوغة في المواجهات الفردية والاختراق من الأطراف، كما يتميز بتمريراته العرضية الدقيقة، رغم حاجته لتحسين أرقامه التهديفية، وتشبهه مصادر من داخل الأكاديمية مستواه بأسلوب زميله ديارا، الذي ترك انطباعًا إيجابيًّا منذ انضمامه للنادي.
خطة برشلـونة لاستقطاب المواهب الأفريقية
الخطة المتبعة من طرف برشلونة، والتي تم تطبيقها بنجاح مع إبراهيم ديارا، تقضي بجلب اللاعبين إلى فرق الفئات السنية للتأقلم تدريجيًّا مع أجواء الكرة الأوروبية وأسلوب "التيكي تاكا"، وفي حال أظهروا إمكانات واعدة، يوقع معهم النادي بشكل رسمي عند بلوغهم 18 عامًا.
وحتى الآن، يعد مايغا وتراوري الوحيدين اللذين أبدى البلوغرانا اهتمامه بضمهما هذا الموسم، بانتظار اكتشاف مواهب أخرى مستقبلاً. ويمتد الاتفاق بين برشلونة وأكاديمية "أفريكا فوت" حتى عام 2028، ويشمل دعمًا ماليًّا من النادي الإسباني لأنشطة الأكاديمية، مقابل أولوية اختيار اللاعبين المتألقين، والذين يُمثل بعضهم بالفعل منتخبات بلادهم في الفئات السنية.
ويؤمن مسؤولو البلوغرانا بأن هذه الشراكة تمثل استثمارًا استراتيجيًّا على المدى المتوسط والبعيد، وقد بدأت نتائجها بالظهور بالفعل، وسط تفاؤل بأن تكون أفريقيا مصدرًا دائمًا للمواهب في "لاماسيا" خلال السنوات المقبلة.