اقترب حلم خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني (لاليغا)، في نقل مباراة رسمية من البطولة إلى الولايات المتحدة في التحول إلى حقيقة، بعدما وجد في نادي برشلونة الشريك المثالي لتحقيق هذا الهدف الذي يسعى إليه منذ سنوات، في إطار استراتيجية الترويج للبطولة.
وبحسب تقارير مؤكدة، فإن هناك انفتاحًا من قبل الاتحاد الإسباني لكرة القدم على فكرة إقامة مباراة فياريال ضد برشلونة، ضمن الجولة 17 من الليغا، في ملعب هارد روك في ميامي خلال موسم 2025-26.
وبعدما فشل البلوغرانا في محاولاته السابق لاستعادة نجمه السابق ليونيل ميسي، بات الفريق الكتالوني قريبًا من الالتحاق بقائد منتخب التانغو في ميامي.
ووفقًا لصحيفة "موندو ديبورتيفو"، سيُطرح مقترح لعب البلوغرانا في ميامي على طاولة كبار مسؤولي كرة القدم الإسبانية، وإذا تمّت الموافقة عليه مبدئيًّا، فستبدأ الإجراءات الرسمية لطلب إقامة المباراة خارج الأراضي الإسبانية، على أن يُعرض الطلب لاحقًا على الجمعية العمومية للتصويت النهائي.
ودعا الاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى عقد اجتماع لمجلس إدارته غدًا الإثنين، يتضمن جدول أعماله نقطتين أساسيتين، إحداهما تتعلق تحديدًا بهذه المباراة.
وجاء في البند الرابع من جدول الأعمال ما نصه: "رُفع طلب إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبدء الإجراءات اللازمة، للحصول لاحقًا على موافقة الاتحاد الدولي لإقامة مباراة الجولة 17 من بطولة الدوري الإسباني، بين ناديي برشلونة وفياريال على ملعب 'هارد روك ستاديوم' في ميامي".
وفقًا للوائح الفيفا، وبحسب المادة 11، البند 2 من "نظام المباريات الدولية"، فإن إقامة مباراة رسمية خارج أرض بلدها الأصلي يتطلب أولًا موافقة الاتحاد المحلي، شريطة موافقة الناديين المعنيين.
بعد ذلك، يتم إخطار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الطرف المخول بالموافقة الرسمية على إقامة اللقاء، وفي حال وافق مجلس إدارة الاتحاد الإسباني غدًا، فسيعتبر ذلك مؤشرًا قويًّا على التنسيق العالي بين رابطة الدوري الإسباني واتحاد الكرة، ما قد يُمهّد الطريق لنجاح المشروع.
وفي مقابلة حديثة مع قناة "ESPN"، أوضح تيباس أن هدفه هو إقامة أول مباراة "عابرة للأطلسي" بمشاركة نادٍ كبير. وأضاف: "في ظل الظروف الحالية، سيكون من الأسهل إشراك برشلونة مقارنة بريال مدريد"، مشيرًا إلى أن فياريال هو منافس مناسب نظرًا لقوته التنافسية ومشاركته في دوري أبطال أوروبا.
اختيار توقيت مباراة برشلونة وفياريال
اختيار هذا الأسبوع ليس عشوائيًّا، حيث لا تُقام خلاله منافسات أوروبية، في حين أن مباريات كأس الملك (الدور 32) المجدولة بين 16 و18 ديسمبر/ كانون الأول يمكن تعديلها لمنح برشلونة وفياريال وقتًا كافيًا للسفر والتأقلم في فلوريدا.
وليست هذه المرة الأولى التي يقترب فيها برشلـونة من اللعب في ميامي، ففي الموسم الماضي، تم التفاوض على خوض مواجهة بينه وبين أتلتيكو مدريد هناك، وكان الأمر قريبًا من التحقق، ولكن تم إيقاف المشروع بسبب الظروف غير المناسبة آنذاك، بفعل عاصفة "DANA" التي ضربت منطقة فالنسيا، بالإضافة إلى الوضع الانتقالي داخل الاتحاد الإسباني، وكان من المتوقع حينها تأجيل الفكرة إلى موسم 2025-2026، وهو ما يحدث الآن فعليًّا.
فرصة ذهبية لبرشلونة في السوق الأمريكية
بالنسبة لبرشلونة، فإن إقامة المباراة في ميامي تتوافق مع استراتيجيته لتوسيع حضوره العالمي وزيادة دخله التجاري. ويُعد السوق الأمريكي أحد أهم الأسواق الدولية للنادي، خاصة مع الشعبية المتنامية للفريق هناك، والجولات الصيفية السابقة التي أقامها في الولايات المتحدة.
في انتظار التصويت النهائي والموافقات من الاتحادين الأوروبي والدولي، فإن مواجهة برشلونة وفياريال في ديسمبر المقبل قد تدخل التاريخ، باعتبارها أول مباراة رسمية في تاريخ الدوري الإسباني تُلعب خارج إسبانيا.
ومع أن الخطوة قد تمثل إنجازًا إعلاميًّا واقتصاديًّا كبيرًا لكرة القدم الإسبانية، إلا أنها ستثير من جديد الجدل حول تكافؤ الفرص بين الأندية ونزاهة المنافسة في الليغا.