حفِلت رحلة مجسم كأس العالم على مدار التاريخ بمجموعة من القصص والمواقف الغريبة والعجيبة، انطلاقًا من عام 1930، موعد أول منافسة عالمية، والتي أُقيمت في الأوروغواي.
وحمل جول ريميه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وقتها الكأس بنفسه، وفي حقيبته الخاصة، من فرنسا إلى الأوروغواي، على متن سفينة "كونتي فيردي".
وقبل أيام قليلة على انطلاق كأس العالم قطر 2022، نسرد لكم عبر موقع "winwin" قصة مجسم كأس العالم، الذي تعرض للسرقة مرتين، الأولى بإنجلترا والثانية بالبرازيل.
الكأس المسروقة وقصة الكلب
بينما كانت الكأس بحوزة المنتخب الإيطالي الفائز بالنسخة الثالثة عام 1938، كانت الأجواء قد بدأت بالتوتر قبل الحرب العالمية الثانية.
شعر المسؤولون بالقلق على تلك الجائزة القيمة، لذا قرر رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم آنذاك، أوتورينو باراسي، إخفاء الكأس بطريقة تبدو وكأنها قد سرقت، فأخفاها في صندوق أحذية تحت سريره.
في 20 مارس/ آذار عام 1966، سُرقت كأس العالم حقًا من إنجلترا، قبل انطلاق المونديال بأربعة أشهر، بينما كانت تُعرض في معرض طوابع بالقاعة المركزية في وستمنستر، وهو ما أثار حالة من الذعر والارتباك بين مسؤولي اللعبة الأولى في العالم.
وأُعلن عن مكافآت تصل إلى 15 ألف جنيه إسترليني لمن يتمكن من العثور على كأس العالم المفقودة.
ثم تم العثور على مجسم الكأس بعد أسبوع من سرقته، ملفوفًا في صحيفة أسفل سياج حديقة في أحد ضواحي نوروود جنوب لندن، من طرف كلب مُسمى "بيكلز" في جنوب لندن، بينما كان يسير الكلب مع صاحبه ديفيد كورييت.
نسخة طبق الأصل.. والفيفا يتدخل
بعد هذه الواقعة، قام الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم سرًا بصنع نسخة طبق الأصل من الكأس لاستخدامها في الاحتفالات بعد المباراة كإجراء أمني.
واستخدمت هذه النسخة أيضًا في مناسبات لاحقة حتى عام 1970، عندما اكتشف الاتحاد الدولي لكرة القدم أمرها، ووقتها صرح أنه لم يعطِ الإذن للاتحاد الإنجليزي بذلك، وقد أسفر الأمر عن إخفاء هذه النسخة تمامًا فيما بعد، بواسطة النحات الذي صنع هذه النسخة.
وظهرت هذه الكأس مرة أخرى عام 1997 وتم عرضها في مزاد علني وتم بيعها لفيفا بقيمة 254,500 جنيه إسترليني. ووضِعَت في المتحف الإنجليزي الوطني في بريستون، وهي حاليًا معروضة في مدينة مانشستر بإنجلترا.
رغم الزجاج المقاوم للرصاص.. الكأس تُسرق مجددًا بالبرازيل
وفي عام 1970، فاز المنتخب البرازيلي بالبطولة للمرة الثالثة، مما سمح لهم (طبقًا للقوانين) بالاحتفاظ بالكأس الحقيقية للأبد، بموجب ما نص عليه ريميه في 1930.
وضعت الكأس في مقر اتحاد البرازيل لكرة القدم في ريو دي جانيرو، داخل كابينة مصنوعة من الزجاج المقاوم للرصاص.
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 1983، سُرق الكأس من الكابينة من قِبل أربعة رجال، حيث تقول الروايات إن اللصوص قاموا بإذابة الكأس.
ولم يتم استعادة هذه الكأس، وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم بصناعة كأس بديلة، وتم ذلك باستخدام 1.8 كلغ من الذهب، وقُدِّمت هذه النسخة إلى البرازيل.
كلّفت الفيفا بصنع بديل للكأس في بطولة 1974، وتلقى الفيفا 53 عرضًا من نحاتين من 7 دول، قبل أن يقع الاختيار على الإيطالي سيلفيو غازانيغا.
كم يبلغ وزن مجسم كأس العالم وما تكلفته؟
بلغ ارتفاع كأس غازانيغا 36.5 سم، وتكونت من 5 كغم (11 رطل) من الذهب عيار 18 بنسبة 75%، مع قاعدة قطرها 13 سم، مكتوب عليها كأس العالم لكرة القدم، وتحتوي القاعدة على طبقتين من المرمر.
مجسم الكأس مجوف، ولكنه متين، وفي حال كان مصمتًا، فسيتراوح وزنه بين 70 و80 كغ، وسيكون ثقيلًا جدًا للحمل، حسبما يرى الخبراء.
وتمت صناعة الكأس في بيرتوني بميلانو في مدينة باديرنو دونيانو، ووصل وزنه الكلي إلى 6.175 كغ على شكل اثنين من الرياضيين في لحظة النصر يمسكان الأرض.
وبلغت تكلفة إنشاء هذه الكأس وقتها 50 ألف دولار، وأصبحت قيمتها الحالية ما تعادل 10 ملايين دولار.
ويتم نقش اسم الفريق الفائز بالبطولة في خلفية الكأس، وبلغت عدد الأسماء المحفورة على القاعدة 10 أسماء.
وتنص لوائح الفيفا الآن على أن الكأس الحالية، على عكس ما سبق، لا يمكن امتلاكها مدى الحياة، ويحتفظ الفائز بالبطولة بالكأس الأصلية لمدة 4 سنوات، ثم يحصل بعدها على نسخة طبق الأصل منه مطليه بالذهب، ويحتفظ بها مدى الحياة.