يشهد سوق الانتقالات الصيفية في أوروبا حركة غير عادية، في وقت يلتزم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الصمت، في خطوة تثير تساؤلات المراقبين الجماهير على حد سواء.
بينما تكشف الأندية عن صفقاتها تباعًا، يكتفي بطل فرنسا وأوروبا بدور المتفرج، من دون أي الإعلان عن أي شيء رسمي حتى الآن، في ظل استراتيجية جديدة خلف الكواليس تحمل الكثير من الغموض والتكهنات.
باريس سان جيرمان يلتزم الصمت في ميركاتو مشتعل
يلف الغموض أجواء نادي باريس سان جيرمان الذي لم يسجل حتى الآن أي تعاقد جديد. هذا الصمت غير المعتاد من الإدارة الباريسية، يظهر توجهًا مختلفًا عما اعتاد عليه جمهور الفريق في السنوات الماضية.
تشير التقارير إلى أن النادي يعتمد نهج "الترقب والتأني" في قراراته، في محاولة لإعادة ترتيب أولوياته الفنية والمالية، مع إعطاء الأفضلية للاعبين الشباب وتفادي التسرع في الصفقات. وبينما تتقدم المحادثات خلف الكواليس، لم يرتبط الباريسي بأي أسماء جديدة، وهو ما يزيد من فضول المتابعين.
الاستغناء عن رودريغو مورا وتثبيت سيني مايويلو
كشفت مصادر مطلعة أن باريس سان جيرمان قرر إيقاف مفاوضاته مع لاعب بورتو البرتغالي رودريغو مورا، رغم اهتمام الإدارة به سابقًا. ووفقًا لما أوردته "RMC Sport"، فإن النادي فضّل منح الأولوية لنجم أكاديميته الشاب سيني مايويلو.
مايولو، البالغ من العمر 19 عامًا، كان قد أظهر موهبة لافتة بتسجيله هدفًا في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد إنتر ميلان (5-0)، ما دفع الإدارة إلى التفكير بجدية في تمديد عقده خلال الأسابيع القادمة. هذه الخطوة تبرز بوضوح توجه النادي نحو الاستثمار في جيل الشباب كجزء من سياسة الاستدامة الفنية.
يذكر أن اللاعب حظي بفرصته الأولى في الفريق الأول تحت قيادة لويس إنريكي في يناير 2024، ويبدو أن النادي مصمم على منحه دورًا أساسيًّا خلال المرحلة القادمة، رغم اهتمام أندية أوروبية عديدة بخدماته.
الملفات العالقة.. زابارنيي ودوناروما تحت المجهر
على صعيد التعاقدات الخارجية، لا يزال ملف المدافع الأوكراني إليا زابارنيي مفتوحًا. باريس سان جيرمان قدّم عرضًا بقيمة 60 مليون يورو لنادي بورنموث، لكن العرض لم يكن كافيًا لإقناع النادي الإنجليزي الذي يطالب بـ70 مليون يورو. وبحسب المعلومات، فإن رئيس النادي ناصر الخليفي تدخل شخصيًّا لمحاولة حسم الصفقة.
في السياق نفسه، يتواصل الجدل حول مستقبل الحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما. اللاعب الذي ينتهي عقده صيف 2026، لم يتوصل بعد إلى اتفاق لتمديد بقائه، رغم تأكيده سعادته في العاصمة الفرنسية. من جانبه، يراقب نادي تشيلسي الإنجليزي الوضع عن كثب، ويأمل في استغلال فرصة محتملة للتعاقد معه.
الخيارات البديلة قيد الدراسة.. والبحث عن بديل حكيمي مستمر
رغم تخلي النادي عن فكرة ضم رودريغو مورا، لا يزال الباب مفتوحًا أمام صفقات جديدة، خصوصًا في خط الوسط. باريس سان جيرمان يسعى لتأمين عمق في التشكيلة بتوفير لاعبين قادرين على شغل نفس المركز تحسبًا للغيابات أو الإصابات.
الاهتمام يمتد كذلك إلى مركز الظهير الأيمن، نظرًا لمشاركة أشرف حكيمي المنتظرة في كأس أمم أفريقيا نهاية عام 2025، ما يجعل التعاقد مع بديل مناسب أولوية قصوى خلال هذه النافذة.
حتى اللحظة، لم يقدم النادي عروضًا رسمية لأسماء بعينها، إلا أن الكشافين يواصلون مراقبة بعض اللاعبين الذين قد يناسبون استراتيجية الفريق الجديدة. هذا التحرك الهادئ يؤكد أن إدارة النادي لا تزال نشطة في السوق، ولكن بطريقة مدروسة وخالية من الاندفاع.