نجح منتخب سوريا في العودة إلى نهائيات كأس آسيا التي غاب عن نسختيها الأخيرتين بعد أن تصدر المجموعة الحادية عشرة من التصفيات التأهيلية بالعلامة الكاملة بفوزه في المباراة الثالثة على منتخب طاجيكستان بهدف وحيد سجله البديل محمد السراقبي في الدقيقة (90+7).
وكان المنتخب السوري بحاجة إلى الفوز أو التعادل ليضمن صدارة مجموعته بعد أن تغلب في المباراة الأولى على الفليبين (2-1) وفي الثانية على نيبال (4-2)، ليكمل نتائجه الإيجابية بالفوز على المنتخب المضيف لتصفيات المجموعة بهدف وحيد ليرفع رصيده إلى تسع نقاط بفارق ثلاث نقاط عن منتخب الفليبين الذي حل ثانياً.
العلامة الكاملة للمرة الثانية
نجح منتخب سوريا في تحقيق العلامة الكاملة في التصفيات الآسيوية للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد عام 2016 حين تغلب على كل من أوزبكستان والهند وبنجلاديش بتشكيلة ضمت في صفوفها آنذاك عمر خريبين ومحمود المواس ومحمود البحر وغيرهم.
ورغم أن المنتخب السوري الأولمبي تحت 23 سنة لم يخسر في تاريخ مشاركاته بالتصفيات منذ اعتماد البطولة لهذه الفئة العمرية في العام 2013 سوى مباراتين، من خلال التصفيات الأخيرة لنسخة 2024، فشل في بلوغ النهائيات منذ نسخة (تايلاند 2020) عندما بلغ الدور ربع النهائي مع المدرب أيمن الحكيم.
جيل واعد لكرة القدم في سوريا
لم يُخيّب الجيل الحالي للاعبي المنتخب الأولمبي الآمال المعقودة عليه، رغم الظروف الصعبة التي مرت على الفريق في فترة التحضير الأولى التي بدأت في شهر مارس الفائت مع المدرب عماد خانكان، قبل أن يتم تغيير الكادر التدريبي بعد المشاركة في بطولة غرب آسيا والتي حل فيها منتخب سوريا في المركز الثالث.
لتبدأ مرحلة جديدة من التحضيرات بقيادة كادر فني جديد بقيادة المدرب ماهر بحري ومساعده اللاعب الدولي السابق عبد الرزاق الحسين، ورامي كيال (الذي لم يحضر في التصفيات بعد تعاقده مع نادي الفحيحيل الكويتي).
وقدّم منتخب سوريا مستويات جيدة في الفترة التحضيرية، حيث فاز بلقب الدورة الرباعية في قيرغيزستان والتي ضمّت منتخب البلد المضيف إلى جانب البحرين وعمان، كما تبادل الفوز مع منتخب لبنان، وحقق الفوز في محطته الأخيرة على كل من منتخبي قطر وسريلانكا في معسكره الأخير بالدوحة قبل السفر إلى العاصمة الطاجيكية دوشنبه.
خطوة مهمة وفرحة منتظرة
لعل التأهل إلى نهائيات كأس آسيا لا يعتبر إنجازاً بالعرف الكروي، وخاصة لمنتخبات الفئات العمرية للكرة السورية التي تمتلك إرثاً وتاريخاً مميزاً على المستوى القاري، إلا أن الجماهير السورية كانت تترقب فرحة كروية تنسيها الكثير من الأحزان التي عاشتها في الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها خيبة الأمل للمنتخب الأول الذي فشل في مواصلة مشواره في تصفيات كأس العالم 2026، ويعاني حالياً من مشاكل عديدة، بالإضافة إلى حالة الفراغ الإداري والتخبطات التي تعيشها كرة القدم السورية في الأشهر الأخيرة، بانتظار إجراء انتخابات مجلس إدارة جديد في مطلع شهر نوفمبر المقبل.
وتأمل الجماهير السورية ألا يتم إهدار الوقت وبدء الاستعداد مباشرة للنهائيات التي ستُقام ما بين السابع والخامس والعشرين من شهر يناير 2026 في المملكة العربية السعودية أي بعد نحو 100 يوم من الآن.