هناك مقولة سمعتها حتمًا تقول إن الحكم الناجح هو الحكم الذي لا يشعر به أحد، الحقيقة أن حكم مباراة مانشستر يونايتد وبايرن ميونخ أمس الثلاثاء، ضمن منافسات دور مجموعات دوري أبطال أوروبا، السيد إسبن إسكاس كان جيدًا جدًا في قراراته؛ لكنه كان صداعًا في الرأس بتحركاته داخل الملعب.
ربما لم تسنح الفرصة ليشتكي اللاعبون منه أو ربما لن يعتادوا أن يشتكوا من حكم يتحرك بشكل خاطئ ومزعج لهم؛ لكنني على طريقة "أنا عارف إيش فهمك أنت"، سأتطوع للتعبير عن انزعاجي الشخصي من تحركاته داخل الملعب والتي دفعتني دفعًا لمراجعة ما كان يفعله في المباراة من خلال مشاهدتها مرة أخرى للتأكد من حالة عدم الارتياح التي انتابتني وهو يتداخل في كثير من الكرات التي ليس من المفترض أن يحضر في المساحة حولها؛ لكنه كان بارعًا جدًا في أن يكون في المكان الخاطئ.
رحمة بأعصابكم سنعرض عليكم ما فعله الحكم النرويجي في شوط المباراة الأول فقط وما أكثرها من حالات أصلًا!
الحالة الأولى: الحكم يسيء التقدير ولا يدرك أن الجناح القادم من الخارج إلى الداخل قد يمرر إلى الخلف لمن هو قادم من الخلف إلى الأمام .. النتيجة: برونو فيرنانديز يحتاج للحظة إضافية لتفادي الحكم والتمرير بصعوبة
الحالة الثانية: الحكم يُصر كثيرًا على الاقتراب بشكل أكثر من اللازم من الكرة فيُفاجأ بأنه أصبح في خضم الأحداث، وهنا يقف في طريق تمريرة ماكتوميناي إلى زملائه
الحالة الثالثة: موسيالا يهرب من سفيان أمرابط والحكم بالكاد يتفادى أن يتداخل مع تمريرته إلى هاري كين والأمور تمر بسلام.
الحالة الرابعة: الحكم كان لديه وقتٌ كافٍ للتحرك بعيدًا عن اتجاه جوشوا كيميتش مع كل تلك المساحة؛ لكنه أدرك متأخرًا أنه سيقف في طريق متوسط ميدان بايرن ميونخ الذي فقد فرصة التمرير لألفونسو ديفيز في مكان خطير فما كان منه إلا أن اضطر للتمرير إلى ليون جوريتسك
الحالة الخامسة: لم تمر أكثر من 30 ثانية على الحالة السابقة علّ الحكم يتعظ من انعدام رؤيته لسير الهجمة ليقرر الدخول إلى النار بأقدامه، الكُرة تمرر إلى ألفونسو ديفيز على الرواق الأيسر والحكم يتمركز بشكل جيد؛ لكنه يستمر في الاقتراب بشكل أكثر من اللازم دون استيعاب لما يمكن أن يحدث.
يكتشف الحكم أنه أصبح منتصف مربع من لاعبي بايرن ميونخ فيتسمر في مكانه خوفًا من التداخل ولا يتمكن حتى من مشاهدة أين ستذهب الكرة التي مررها جوريتسكا إلى كيميتش!
الحالة السادسة: الحكم يُصر على الذهاب للزحام الشديد من جديد ليصبح عاجزًا عن اتخاذ القرار السليم بالوجهة التي ينبغي التحرك إليها فيتسمر في مكانه ويعجز عن مشاهدة ما يحدث خلفه حيث غوريتسكا يمرر إلى كيميتش الذي يضطر من جديد للتأخير للحظات ثمينة حتى يكشف زاوية التمرير إلى ألفونسو ديفيز، تلك الزاوية التي لم يسدها لاعب من مانشستر يونايتد بل حكم المباراة!
هل شعرت بالانزعاج؟ عذرًا، هذا بالضبط ما شعرنا به أثناء مشاهدة تلك المباراة.. حكم جيد يتخذ قرارات جيدة؛ لكنه يفتقد فنيات التحرك التي تجعل اللاعبين أحيانًا ما يخسرون لحظات ثمينة للتمريرة بسرعة أو يعجزون أصلًا عن الوصول للكرة في الوقت المناسب.