أطلق نادي ريال مدريد الإسباني، حملة إصلاحات واسعة داخل جهازه الطبي، في خطوة تهدف إلى تحسين الجاهزية البدنية للاعبين، وتفادي الأزمات التي عصفت بتشكيلة الفريق خلال الموسم الماضي، حيث تجاوز عدد الإصابات عتبة الـ25 إصابة بحلول نوفمبر 2024.
وحسب ما أوردته صحيفة "ذا أتلتيك"، فإن القرار لم يكن مدفوعًا فقط بارتفاع عدد الإصابات، بل جاء أيضًا على خلفية خلافات داخلية بين عدد من أعضاء الطاقم الطبي، ما تسبب في أجواء غير مستقرة انعكست على الأداء العام للفريق الأول.
وتأتي هذه التغييرات في ظل استعداد النادي الملكي لانطلاق موسم 2025-2026، حيث من المقرر أن يواجه النادي الملكي نظيره أوساسونا في الجولة الافتتاحية من البطولة الإسبانية يوم 19 أغسطس الجاري.
ريال مدريد يعزز جهازه الطبي بقيادات جديدة
ضمن عملية إعادة الهيكلة، عين ريال مدريد الدكتور فيليبي سيغورا مديرًا طبيًا للفريق الأول، وهو الذي يعمل داخل النادي منذ عام 2021 وتولى مهامه بشكل غير رسمي منذ إقالة الدكتور نيكو ميهيتش في 2023.
كما تعاقد النادي مع الدكتور مانويل أرويو، القادم من نادي غرناطة، الذي يعد من الأسماء المرموقة في الطب الرياضي الإسباني. في المقابل، تشير مصادر صحفية إلى أن كلاً من دانييل روسادو وخايمي أباسكال قد يغادران الفريق الطبي في الفترة المقبلة.
وتؤكد هذه التغييرات عزم إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز على تجديد المنظومة الطبية، وتعزيز الكفاءة الداخلية، بما يضمن تقديم دعم صحي أمثل للاعبين، خاصة في ظل المشاركة المرتقبة في دوري أبطال أوروبا والبطولة المحلية.
ارتفاع الإصابات في ريال مدريد يكشف عمق الأزمة
عانى النادي الملكي من أزمة حقيقية على المستوى البدني خلال الموسم المنقضي تحت قيادة المدرب كارلو أنشيلوتي، خصوصًا في شهر مايو، حيث تعرض رباعي الدفاع الأساسي لإصابات متزامنة.
وشملت الإصابات: أنطونيو روديغر (إصابة في غضروف الركبة وخضع لعملية جراحية)، وفيرلاند ميندي (تمزق عضلي في الفخذ)، ودافيد ألابا (إصابة جديدة في الغضروف بعد عودته من تمزق الرباط الصليبي)، وداني كارفاخال (معاناة مستمرة من إصابة مزمنة في الركبة).
هذا العدد المرتفع من الإصابات دفع الجهاز الإداري إلى مراجعة بُنية العمل داخل الطاقم الطبي، وتقييم سياسات إعادة التأهيل، خصوصًا في ما يتعلق بسرعة عودة اللاعبين إلى المنافسة.
الريال يراجع إستراتيجيته الطبية لتقليل الغيابات
تشمل خطة الإصلاح التي أقرّتها إدارة "الميرينغي" تحديث الأجهزة الطبية المستخدمة، وتغيير منهجية المتابعة الفردية للاعبين، إلى جانب تعزيز التنسيق مع الجهاز الفني، وذلك بهدف تقليل مدة الغياب بسبب الإصابات.
وتهدف هذه الإجراءات إلى توفير ظروف صحية مثالية للاعبين، وتفادي أي قرارات متسرعة بإعادة العناصر المصابة قبل الجاهزية التامة، وهو أمر حدث في عدة مناسبات الموسم الماضي، حسب تقارير صحفية.
ويأمل النادي الملكي أن تسهم هذه الخطوات في ضمان موسم أكثر استقرارًا بدنيًا، يدعم طموحات ريال مدريد في التتويج بالبطولات المحلية والقارية.