لعل واحدة من أبرز ظواهر مباريات الكلاسيكو في عصر ما بعد (ميسي-رونالدو) هي تلك المعركة الجانبية التي تحدث كل مباراة تقريبًا بين فينيسيوس جونيور ورونالد أراوخو.
لجأ برشلونة كثيرًا إلى المدافع الأوروغواياني من أجل إيقاف أحد أخطر أجنحة العالم، لذلك اعتمد المدير الفني لبرشلونة تشافي هيرنانديز على فكرة إشراك أراوخو في مركز الظهير الأيمن عندما يحل موعد مواجهة جناح ريال مدريد الأيسر.
أبلى أراوخو بلاءً حسنًا في كثيرٍ من الأوقات، كما هي عادته كسد منيع وحارس أمين لدفاع برشلونة الذي كان الدفاع الأقوى في الليغا بفارق كبير عن البقية في الموسم الماضي.
لكن في الآونة الأخيرة لم تعد الأمور كذلك، والحديث هنا ليس فقط عن دفاع برشلونة ككل، فالأرقام واضحة للجميع لا تحتاج للتشكيك كثيرًا، بل إن هناك نظرات حائرة زائغة صامتة بات يمكن استشعارها بين مشجعي برشلونة حول مستوى أهم مدافعي الفريق، أراوخو وواحد من أهم مدافعي العالم في الموسم الماضي بلا جدال.
يمكن وصف أراوخو الحالي بـ "أراوخو الصيني" .. تلك النسخة الأقل جودة التي صرنا نشاهدها في مباريات كثيرة، ليس فقط في مواقف تحتاج لمستوى وتركيز كبير بل حتى أحيانًا في الصراعات الهوائية.
وإن تجاوزنا مرحلة الأداء الدفاعي بشكل عام، فإن أراوخو نفسه تسبب بصورة أو بأخرى في بعض من الأهداف التي سكنت شباك البلوغرانا هذا الموسم
مايوركا 2-2 برشلونة
بينما كان برشلونة يحاول تجاوز شوط أول كارثي خرج فيه متعادلًا أمام مايوركا بهدف في كل شبكة، إذا بالفريق الكتالوني يتلقى هدفًا مبكرًا في الشوط الثاني ومن ركلة مرمى!
لم تظهر علامات التركيز الكامل لأراوخو في أثناء تنفيذ ركلة مرمى لمايوركا فاز من خلالها عملاق أصحاب الأرض فيدات موريكي بالكرة الهوائية ليهرب مهاجم مايوركا الآخر أبدون براتس من رقابة أراوخو مع مساهمة من إنييغو مارتينيز في تغطية التسلل لينفرد بالمرمى ويسجل هدفًا جعل البرسا يبحث طوال الشوط الثاني عن تعديل النتيجة.
برشلونة 2-4 جيرونا
في واحدة من أكثر المباريات الفارقة لبرشلونة في الليغا، كان أداء دفاع النادي الكتالوني عاملًا حاسمًا في سقوطه .. الحديث هنا بطبيعة الحال ليس عن الخط الخلفي فقط، لكن حتى عندما كان يُنتظر من دفاع برشلونة أن يتدخل في بعض اللقطات العادية، لم ينجح في ذلك، وكان أراوخو على رأس هؤلاء المتراجعين بعدما قضى مهاجم جيرونا دوفبيك أغلب فترات المباراة متفوقًا على أراوخو.
لكن الطامة الكبرى عندما تفوق بديل دوفبيك كذلك على أراوخو! وذلك بعدما نجح مواطنه الخبير كريستيان ستواني في كسب كرة هوائية حاسمة أرسلت فاليري فيرنانديز إلى انفراد سجل منه جيرونا الهدف الثالث الذي حسم المباراة عمليًا لصالح متصدر الليغا الحالي؛ لكن من خسر تلك الكرة الهوائية كان أراوخو!
برشلونة 3-2 ألميريا
ما أكثر الأهداف التي دخلت مرمى برشلونة هذا الموسم! الليلة كانت شاهدة على تسجيل ألميريا هدفين في مرمى برشلونة على أرضه لأول مرة في تاريخ متذيل ترتيب الليغا مع الشكر لدفاعات البرسا بقيادة أراوخو.
مدافع النادي الكتالوني كان سببًا رئيسيًا في الهدف الأول الذي سكن مرمى البرسا بعدما فشل في تشتيت تمريرة أمامية لألميريا بيسراه قبل أن يغطي مصيدة التسلل التي ضربها ليو بابتستاو، وسجل منها هدف التعادل للضيوف.
وإن كان إينياكي بينيا قد أطلق صيحة لتنبيه زملائه لخروجه من المرمى لكسب الكرة العالية، فإنه يمكن اعتبار أراوخو مسؤولًا بشدة عن هدف ألميريا الثاني الذي كاد يوقع كارثة أخرى على تشافي هيرنانديز.
الحديث هنا ليس عن كون أراوخو ثغرة أو كارثة، فهو ما زال مدافعًا مميزًا؛ لكن المستوى الباهر الذي كان يقدمه أراوخو في الموسم الماضي، لا يبدو أنه صار على نفس القيمة في الموسم الحالي، كما أن معدل أخطائه ومساهماته المباشرة في أهداف وفرص المنافسين صار أمرًا موجودًا يجرّد الدولي الأوروغواياني من عباءة سوبر مان التي تحلّى بها لفترة طويلة ويحوله لنسخة مقلّدة قادمة من الصين لحين إشعار آخر.