السياسة والغضب.. تاريخ الانتقالات بين البارسا والريال

بواسطة mohammad.hussien , 23 أكتوبر 2020

بلوغرانا أو ميرينغي هذا هو حال مشجعي كرة القدم حول العالم، لا صوت يعلو فوق صوت الـ"كلاسيكو"، المباراة الأكبر والأشهر في كرة القدم بين برشلونة وريال مدريد. أيا كانت المناسبة في الدوري أو الكأس في السوبر أو حتى في المنافسات الأوروبية، فإن هذه المباراة تخطف الأنظار.

 

تشير سجلات التاريخ أن 33 لاعبا قد ارتدوا قميص الناديين، وأن 17 لاعبا انتقلوا بشكل مباشر من برشلونة نحو الريال، لكن في العقود الأولى من القرن العشرين لم تشكل انتقالات اللاعبين أي مشاكل أو حساسية، إذ يُعتقد أن أول من ارتدى قميص الفريقين هو ألفونسو ألبينيز جوردانا الذي انتقل عام 1902 من البارسا للريال.

 

أما الحارس التاريخي للكرة الإسبانية والذي خُصِّصَت جائزة باسمه "أفضل حارس في الليغا"، ريكاردو زامورا فقد تحول من برشلونة عبر إسبانيول نحو مدريد عام 1930. واستمر الحال، رياضيا بحتا، فقد كان اللاعبون يبحثون عن المجد والفوز بالألقاب. لكن ما إن بدأ سكان مقاطعة كتالونيا التي ينتمي إليها برشلونة بالانفصال عن إسبانيا، حتى بات أمر التنقل بين الفريقين أقرب "للخيانة العظمى"، فقد بات الانتماء للنادي والشعار والمواطنين أمرا مقدسا، من يخرج عنه لا يمكن إلا أن يُنبَذ من التاريخ.

ساد حكم الجنرال فرانكو في إسبانيا، وبحكم أن الريال كان فريق العاصمة الأول، فقد تدخلت السياسة لتدعيم صفوف مدريد، فانتقل ألفونسو نافارو عام 1950 من برشلونة بعد أن قضى 7 سنوات في صفوفه. وما زاد "حرب الانتقالات" تلك القرارات التي مُنعَت فيها برشلونة من تسجيل الأرجنتيني ألفريدو دي ستيفانو في صفوفه، بعد أن لعب معه بالفعل 9 مباريات.

 

وبعد ستة أشهر من حرمان البارسا من هذا التعاقد الكبير، جرى التراجع عن القانون، وسُمِح للريال بضم اللاعب الذي أصبح أحد أساطير الفريق العاصمي. وظلت الصفقتان والعلاقة السياسية عنوانين بارزين فيما بعد لخطورة التنقل بين الناديين، فاللاعب الذي يغير القميص سيخسر معه الحب والتاريخ الذي بناه في النادي الآخر مهما كان.

 

ومع تطور عالم كرة القدم ودخول عصر الاحتراف تكررت حالات الانتقال بين الطرفين، خصوصا من قبل اللاعبين الأجانب، فقد تحول الألماني بيرند شوستر نحو مدريد بعد 8 سنوات وإنجازات كبيرة مع برشلونة، وكذلك فعل الدنماركي مايكل لاودروب الذي تألق مع فريق الأحلام 1 في برشلونة، ولكنه لم يحقق النجاح نفسه مع مدريد.
 

On Sunday there will be a tribute to Luis Enrique at Camp Nou
More info: https://t.co/e78dognQvK#ForeverLucho #FCBEibar pic.twitter.com/2BCPds5wU2

— FC Barcelona (@FCBarcelona) May 19, 2017

 

ظلت الأمور هادئة نوعا ما، حتى أتى العام 1996 حين قرر لويس أنريكي نجم مدريد وقتها ترك النادي والذهاب إلى برشلونة، وقد أثار هذا حفيظة "المدريديستا"، ومع أول عودة له في الكلاسيكو ضجَّ الملعب وأصبحت المدرجات وكأنها الجحيم بعينه.

 

لم يتوقع أحد أن يقوم أحد بما فعله أنريكي، ولكن بعد سنوات صدم البرتغالي لويس فيغو جماهير برشلونة عندما قرر التحول إلى مدريد، مؤكداً أنه يريد الفوز بدوري الأبطال، ما أثار جماهير البارسا التي حضّرت له استقبالا غاضبا في عودته الأولى، فقد ألقت الزجاجات وغيرها مما توفر، بيد أن "رأس الخنزير" الذي ألقي عند فيغو خلال المباراة سيظل شاهداً ومذكرا بحجم الأسى الذي سببه هذا اللاعب للجماهير.

 

وخلافا لهذا الانتقال، يعد الظاهرة البرازيلي رونالدو أحد أشهر اللاعبين الذين ارتدوا قميص الناديين، ولكونه ترك البارسا وتوجَّه إلى إيطاليا ثم عاد إلى الريال، لم يشكل وجوده مع اللون الأبيض مشاكل كبيرة، لكنه ترك علامات الحزن، فقد أدرك البارسا أنه خسر موهبة فذة كانت يمكن أن تنقل النادي لمستويات أكبر مثلما يفعل ليونيل ميسي حاليا.
 

🏃‍♂️ El desmarque.
👀 El pase en profundidad.
⚽ La definición.
¡Echa un vistazo al gol que marcó @LuisFigo al @Alaves en la temporada 2002/03! #RMHistory pic.twitter.com/gZ10Zy0ozS

— Real Madrid C.F. (@realmadrid) February 3, 2019

Image
انتقالات بين مدردي وبرشلونة
Opinion article
Off
Caption
لويس فيغو، رونالدو ولويس أنريكي أبرز اللاعبين الذين تنقلوا بين البارسا والريال (WinWin)