أسهم وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، بإعادة يوسف النصيري إلى التألق مع "أسود الأطلس" من بوابة مونديال قطر، جاعلاً إياه أحد أهم أسلحته في انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور ثمن النهائي في كأس العالم قطر 2022.
وأشاد الركراكي بمهاجم إشبيلية في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين حول الدور الكبير للاعبي الوسط سفيان أمرابط وسليم أملاح في إنجاز المغرب، قائلاً: "كل لاعب له دور محدد في الفريق، هناك لاعبون يضحون وكنت أود أن تتحدث عن المهاجم (يوسف) النصيري الذي يقوم بمجهود رائع ولا يعرف قيمته سوى المدربين من المستوى العالي في كرة القدم".
وواجه النصيري انتقادات لاذعة هذا الموسم في ظل تراجع مستواه بعد تعافيه من إصابة، حيث فشل في فرض نفسه مرّة أخرى في تشكيلة ناديه إشبيلية؛ إذ الإسباني أصبح رافا مير مفضلاً عليه، كما أن النتائج المخيبة للفريق الأندلسي الذي يحتل المركز الثامن عشر في الليغا ألقت بظلالها على "الأسد المغربي".
بداية متواضعة.. وانطلاقة كبيرة
سجل مهاجم "أسود الأطلس" هدفين فقط في مختلف المسابقات هذا الموسم وكانا في مسابقة دوري أبطال أوروبا؛ هدف الشرف في مرمى بوروسيا دورتموند الألماني (1-4) في الجولة الثالثة، ثم افتتح التسجيل في مرمى كوبنهاغن الدنماركي (3-0) في الجولة الخامسة قبل الأخيرة.
لم يهز الشباك في 10 مباريات في الليغا وواحدة في مسابقة الكأس المحلية، فيما دافع الركراكي عن النصيري قبل المونديال بعدما ارتفعت الأصوات مطالبة باستبعاده من التشكيلة الأساسية على أقل تقدير ومنح الفرصة لعبد الرزاق حمد الله، مهاجم اتحاد جدة السعودي.
وحتى قبل إعلان التشكيلة الأولية من 55 لاعباً أكد الركراكي أن النصيري سيكون في المونديال، وكان مدرب "أسود الأطلس" يدرك جيداً ما يقوله؛ فالمهاجم المولود في الأول من يونيو/ حزيران 1997 في مدينة فاس، أبلى البلاء الحسن حتى الآن في قطر، وكان في المباراة الماضية ضد كندا، سبباً في افتتاح منتخب بلاده للتسجيل عندما ضغط على حارس المرمى ميلان بوريان، فأرغمه على مراوغته حيث طالت عنه الكرة ليلعبها زياش ساقطة داخل المرمى الخالي (4).
سجّل النصيري الهدف الثاني عندما باغت الدفاع الكندي إثر تمريرة رائعة من حكيمي أنهاها بتسديدة قوية من داخل المنطقة إلى يسار الحارس كورتوا، ثم سجل هدفاً ألغاه الحكم بداعي التسلل.
لا غنى عنه في التشكيلة
قال الركراكي: "لا يقدّر موهبة النصيري إلا مدربون أمثالي إنه موهبة ولاعب من طراز عالمي ينفذ ما أطلبه منه، لذلك حافظ على مركزه الأساسي ليس معي فحسب بل مع من سبقني من مدربين، إنه لاعب لا غنى عن خدماته في التشكيلة".
خرِّيج أكاديمية محمد السادس في مدينة سلا المغربية التي تهتم بالمواهب الصغيرة، ضرب بقوة في المباريات الثلاث لأسود الأطلس في مونديال قطر، وسجل في مواجهة كندا هدفه السادس عشر في 53 مباراة دولية، وبات أول لاعب مغربي يسجل في نسختين متتاليتين بعدما هز شباك إسبانيا في الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات في نسخة روسيا 2018.
أكد النصيري أنه "فخور" بتسجيله في نسختين مختلفتين من كأس العالم، بعدما سجل في مرمى إسبانيا بمونديال 2018، ثم كندا في النسخة الحالية، وذلك بقوله: "أهدي هذا الإنجاز لعائلتي وكل من ساندني، كنت أول من تعرض للانتقادات والتشكيك في قدراتي، لكن الحمد لله النتيجة ظهرت وأثبتت للجميع أنني أستحق اللعب للمنتخب".
وتابع: "بعض من انتقد انضمامي للأسود، يشيد الآن بقدراتي وفاعليتي مع المنتخب المغربي. أنا لا أكثرت بالانتقادات باستثناء النقد البناء، لأنني أرغب في التطور والتحسن، لكنني أعمل بجد واحترافية من أجل إثبات قدراتي والرد على الانتقادات في أرضية الملعب من خلال الجهد الذي أبذله والأهداف الحاسمة التي أسجلها".
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب سيلتقي مع إسبانيا في الدور ثمن النهائي على ملعب المدينة التعليمية غداً الثلاثاء، وسيتأهل الفائز من هذه المباراة لمواجهة المتأهل من مواجهة البرتغال وسويسرا.