لم تمر سوى ثلاث جولات من عمر الدوري المصري الممتاز للموسم الرياضي الجديد 2025-26، حتى اشتعلت الأزمات التحكيمية وتصدرت المشهد الكروي.
وأصدرت فرق كبرى بيانات رسمية وعلى رأسها النادي الأهلي، وخرج مسؤولوها بتصريحات هجومية، في مشهد يعكس حجم التوتر المبكر بين الأندية ولجنة الحكام باتحاد الكرة.
بيراميدز أول المحتجين في الدوري المصري
البداية جاءت من نادي بيراميدز ومديره الفني الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، الذي أبدى اعتراضه الواضح على القرارات التحكيمية في مباراته الأولى بالموسم من الدوري المصري أمام وادي دجلة، والتي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف، معتبرًا أنها تسببت في ظلم بيّن للفريق، وهو ما فتح الباب مبكرًا أمام حالة من الجدل التحكيمي.
الجولة الثانية.. بيانات وتصعيد أكبر
الأزمة تضاعفت في الجولة الثانية، بعدما أصدر نادي بيراميدز بيانًا رسميًّا أعلن خلاله تقدمه بشكوى ضد الحكم أمين عمر، الذي أدار مباراته أمام الإسماعيلي.
وأكد النادي في بيانه أن الحكم "تربص" بمدرب الفريق الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، وأشهر له بطاقة حمراء من دون مبرر، في الوقت الذي تغاضى فيه عن اعتراضات مدرب الإسماعيلي وتدخلاته داخل الملعب، بحسب وصف السماوي.
كما أشار البيان إلى أن الحكم تغاضى عن طرد لاعبي الإسماعيلي في أكثر من واقعة، وتعمّد إضاعة الوقت من دون تدخل، مطالبًا اتحاد الكرة بعدم إسناد أي مباراة مستقبلية للفريق يقودها الحكم أمين عمر.
في الجولة نفسها من الدوري المصري بالموسم الجديد، دخل النادي الأهلي على خط الأزمة، بعدما تقدم بشكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف، اعتراضًا على طرد لاعبه محمد هاني في مباراة فاركو.
وأكد الأهلي في شكواه أن هاني لم يتفوه بأي ألفاظ تجاه الحكم، ولم يكن في نيته تعطيل اللعب، إذ كان في طريقه لمغادرة الملعب بعد استبداله، مشددًا على أن القرار جاء قاسيًا ومبالغًا فيه، وأضر باللاعب والنادي.
الجولة الثالثة.. تصريحات جدو وغضب الإسماعيلي
الجولة الثالثة من الدوري المصري شهدت مزيدًا من التصعيد، حيث أبدى محمد ناجي جدو، المدرب العام لبيراميدز، اندهاشه من التحامل التحكيمي ضد فريقه، موضحًا أن السماوي خلال ست سنوات من مشاركاته الأفريقية لم يتحصل إلا على بطاقتين حمراوين، بينما في ثلاث مباريات فقط بالدوري هذا الموسم، تعرض لأربع حالات طرد وعدد كبير من الإنذارات.
وأضاف جدو أن طاقم التحكيم في مباراة المصري ارتكب خطأ واضحًا باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة، متسائلًا عن أسباب تعيين نفس حكم الفيديو في مباراتين فقط من أصل ثلاث للفريق، وهو ما يثير علامات استفهام عديدة.
من جانبه، لم يقف نادي الإسماعيلي صامتًا، إذ خرج أحمد العجوز، رئيس جهاز الكرة بالنادي، بتصريحات قوية ضد التحكيم بعد مواجهة الاتحاد السكندري.
وأكد العجوز أن الحكم تحامل على الدراويش بشكل كبير، مشيرًا إلى واقعة طرد الحارس عبد الله جمال، والتي وصفها بأنها غير مفهومة، فضلًا عن إلغاء هدف صحيح للإسماعيلي من دون مبرر.
وأضاف العجوز أن فريقه تعرض لحالات طرد في كل مباراة من مبارياته الثلاث الأولى، متسائلًا عن سر تكرار تعيين نفس الحكم لتقنية الفيديو في أكثر من لقاء للإسماعيلي، معتبرًا أن ما يحدث يمثل إخلالًا بمبدأ المساواة بين الأندية.
وفي النهاية، تبقى أزمة التحكيم العنوان الأبرز بعد ثلاث جولات فقط، من الدوري المصري لموسم 2025-26، في الوقت الذي تسعى الأندية للمنافسة على لقب الدوري أو تحسين مراكزها، الأمر الذي يضع اتحاد الكرة ولجنة الحكام أمام اختبار صعب في كيفية احتواء الغضب، وتفادي تفاقم الأزمات في الجولات المقبلة.