في الجولة الأولى من موسم الدوري الإنجليزي الممتاز الجديد 2025-2026، لجأ 11 فريقًا من أصل 20 إلى تنفيذ ركلة تماس طويلة داخل صندوق الخصم، حيث يتزايد الاعتماد على هذا النوع من الرميات موسمًا تلو الآخر.
على مدار سنوات، اقترنت رميات التماس الطويلة بالفرق المتواضعة، حيث استخدمتها كسلاح للتسجيل لأنها عاجزة عن بناء اللعب وصناعة الفرص من اللعب المفتوح، وقد انتقدها المدرب الفرنسي أرسين فينغر واصفًا إياها بالرجعية.
رميات التماس الطويلة فلكلور في الدوري الإنجليزي
تميزت كرة القدم الأنجلوسكسونية-منتصف القرن العشرين في إنجلترا- بعاملين رئيسيين، الاندفاع البدني والكرات الطويلة المباشرة من الدفاع إلى الهجوم، وأبرز أوجه العامل الثاني هو رميات التماس الطويلة.
في العقد الأول من الألفية الجديدة واظب مدربون أمثال سام ألاراديس مع بولتون وتوني بيوليس مع ستوك سيتي على هذا الفلكلور في البريميرليغ.. كانت رمية التماس الطويلة سلاحًا خطيرًا للفريق آنذاك.
وأبرز مثال على ذلك اللقطة الشهيرة لحارس هال سيتي، بواز مايهل، حينما أخرج الكرة إلى ركلة ركنية بدلًا من إخراجها إلى رمية تماس أمام ستوك سيتي في 2008؟ السبب معروف بالطبع، رمية التماس لستوك آنذاك كانت سلاحًا فتاكًا.
يمكن تعريف رمية التماس الطويلة بأنها رمية يتجاوز مداها 20 مترًا على الأقل من موقع التنفيذ، ويجب أن تنتهي داخل منطقة الجزاء، وأشهر من دأب على تنفيذها هو لاعب الوسط الإيرلندي روري ديلاب، أسطورة ستوك سيتي.
الدوري الإنجليزي يستعيد رميات التماس الطويلة
مع نهاية مسيرة ألاراديس وبيوليس اندثرت الكرة المباشرة، ومال مدربو الدوري الإنجليزي أكثر إلى كرة القدم التموضعية الاستحواذية متأثرين ببيب غوارديولا ويورغن كلوب، حيث ظهر جيل ثوري جديد، لا سيما الثنائي أرتيتا ودي زيربي.
مع ذلك هناك قناعات متزايدة بأن مزيدًا من البراغماتية ضروري في بعض الأوقات، وأبرز من بلور هذه المعتقد المدرب الدنماركي توماس فرانك الذي يعد الأكثر والأفضل اعتمادًا على رميات التماس الطويلة في عموم إنجلترا.
انتقل فرانك للتو من برينتفورد إلى توتنهام هوتسبير، وفي أول مباراتين أرسل لاعبو السبيرز 8 رميات تماس طويلة أمام بيرنلي وباريس سان جيرمان، قياسًا بـ6 رميات فقط طيلة الموسم الماضي بأكمله.. تطور مذهل!
اعتماد متزايد على رميات التماس الطويلة
11 فريقًا نفذوا رميات تماس طويلة في الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي هذا الموسم، مقارنة مع 4 فرق فقط في الجولة الافتتاحية الموسم الماضي، منها فرق كبرى مثل ليفربول وأرسنال، فضلًا عن أستون فيلا وبرايتون وبورنموث.
في موسم 2020-2021 كان معدل رميات التماس الطويلة هو (0.89) للمباراة الواحدة أي أقل من رمية واحدة، وتزايد الاعتماد حتى وصل إلى أكثر من 3 أضعاف حاليًا، بواقع (3.2) رمية لكل 90 دقيقة، حسب (Opta).
- 21-2020 (0.89)
- 22-2021 (1.27)
- 23-2022 (1.44)
- 2023- 24 (1.47)
- 2024- 25 (1.52)
- 26-2025 (3.2)
في الموسم الماضي سجلت فرق الدوري الإنجليزي 19 هدفًا من رميات تماس طويلة، ما يفسر الاتجاه المتنامي حيال هذا النوع من الكرات الثابتة، بل إن بعض الفرق خصصت لاعبين محددين لتنفيذها، مثل بيرغفال في توتنهام.
المدرب فرانك وحده سجل 5 أهداف من هذه الوضعية الموسم الماضي مع برينتفورد، وقد نقل هذه الاعتمادية معه إلى توتنهام بالموسم الحالي، وخصص لها مساحات كبرى في التدريبات باعتبارها طريقة ناجعة في التسجيل.
الخلاصة أن رميات التماس الطويلة تعيد إلى الأذهان كرة القدم القديمة، لكن لأنها سلاح فعال في التسجيل، فقد لجأ إليها مدربون ينتهجون الفكر الحديث، حيث أن الغاية تبرر الوسيلة، ولا ضير من تغيير بعض القناعات في سبيل النجاح.