أنجز الدحيل مهمة العبور إلى مرحلة المجموعات من دوري أبطال آسيا للنخبة لكرة القدم، في نسختها الجديدة للموسم 2025-26، بعدما تجاوز عقبة سباهان الإيراني بصعوبة، وبنتيجة 3-2، في لقاء الملحق الذي جمع الفريقين أمس الثلاثاء، على أرضية استاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة.
الظهور الأول للدحيل في الموسم الجديد، بعد عمليات إعادة التشكيل التي طالت الفريق، بدا مقنعًا إلى حدٍ كبير، لكن الأمر لم يخل من ملاحظات فنية ظهرت، وجب علاجاها قبل الدخول في منافسات الموسم الجديد.
ويتطلع الدحيل خلال الموسم الحالي إلى طي صفحة موسمين ماضيين كان الظهور فيهما محتشمًا، بعد أن خرج منهما خالي الوفاض، الأمر الذي يجعل استعادة لقب الدوري القطري مطلبًا هامًّا، ناهيك عن تسجيل ظهور قوي في دوري النخبة، بعدما غاب الفريق عن النسخة الأولى بشكل ربما كان مفاجئًا في ظل السطوة الكبيرة التي قام بها، سواء على صعيد التمثيل الخارجي للكرة القطرية في السنوات العشر الأخيرة، أو حتى عبر الألقاب المحلية التي اعتاد التتويج بها.
نقاط مضيئة.. وخليفة بونجاح
المستجدات التي جاء بها المدرب الجزائري جمال بلماضي، كانت كبيرة ومثيرة، حيث غير جلد الفريق تقريبًا باستثناء الإبقاء على عدد محدود من اللاعبين، خاصة المحترفين منهم، وذلك بمجموعة تعاقدات تضمنت جلب العديد من الأسماء الكبرى والوازنة.
ثمة نقاط مضيئة ظهرت على الدحيل في المباراة، لكن أبرزها كانت تلك المتعلقة باللاعب الجزائري الجديد عادل بولبينة، الذي قدم نفسه بشكلٍ رائع للغاية في المباراة، حتى إنه اختير كأفضل لاعب فيها من قبل الاتحاد الآسيوي.
والإشارات التي جاء بها اللاعب، تؤكد أنه قد يسير على خطى مواطنه بغداد بونجاح الذي صنع مجدًا كبيرًا في سماء الكرة القطرية رفقة السد، وما زال يواصل التوهج رفقة ناديه الحالي الشمال.
صحيح أن الفارق في المركز واضح، حيث يلعب بونجاح كرأس حربة صريح في المركز 9، فيما يلعب بولبينة كمهاجم ثانٍ أو بمركز الرقم 10، لكن الإمكانات والمهارات والحس التهديفي العالي، هي سمات مشتركة بين اللاعبين، الأمر الذي يجعل من التوقعات كبيرة بأن يكون اللاعب الجديد اسمًا لامعًا وبارزًا في الكرة القطرية ولسنوات قادمة.
الدحيل.. بين الانسجام وبعض الهفوات
لا شك أن صعوبة الانتصار كشفت عن بعض السلبيات في الفريق الذي يريد أن يعود إلى الواجهة، وينهي هيمنة السد على لقب الدوري في الموسمين الماضيين، فربما تكون ردة الفعل عقب التأخر المبكر طيبة للغاية، من دون التأثر بهدف الفريق الإيراني، بعد أقل من ثلاث دقائق على البداية، لكن ذلك لا يمنع فكرة أن الخط الخلفي يحتاج إلى مزيد من التفاهم في المرحلة القادمة.
الرباعي في الخط الخلفي الذي تمت هيكلته بشكل مختلف بوجود البرازيلي الجديد لوكاس سيلفا (توتا)، وإبراهيم بامبا والسنغالي يوسف سبالي وهمام الأمين، لم يظهر الصلابة الكافية كل الوقت، بدليل أن الحارس صلاح زكريا كان من بين نجوم المباراة، بكثرة التصديات التي قام بها أمام المنافس سباهان.
الشوط الأول عقب التأخر كان مثاليًّا، حيث استطاع الفريق أن يرد بثلاثة أهداف في غضون أقل من نصف ساعة، لكنه في ذات الشوط أيضًا أهدر العديد من الفرص السهلة أمام المرمى، والتي كانت ترجمة نصفها فقط، كفيل بقتل المباراة وإنهاء آمال الفريق الإيراني في العودة.
تراجع بدني واضح
بدا واضحًا أن الدحيل اختار في الشوط الثاني أن يغير الأسلوب، عبر التراجع إلى الخلف والاعتماد على التحولات، فاحتاجت نجاعة التنفيذ إلى بعض الوقت، لكن معضلة إهدار الفرص تكررت أيضًا، ما يستوجب التوقف عند تلك النقطة كثيرًا من قبل بلماضي وجهازه المعاون.
ولوحظ على الدحيل أنه عانى من تراجع في الناحية البدنية خلال ربع الساعة الأخير، فلم يعد يقوى على الخروج بالكرة أو تخفيف ضغط المنافس، الأمر الذي سمح للفريق الإيراني بفرض الأفضلية، وخلق عديد الفرص التي أنقذها الحارس صلاح زكريا، ولو كان موعد هدف التقليص قبل الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لربما كنا نروي الآن سيناريو مختلفًا وقصة مغايرة.