في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة المواهب المغتربة داخل منتخب تونس الأول، يتحرك المدير الرياضي للاتحاد التونسي لكرة القدم، زياد الجزيري، لتعزيز صفوف "نسور قرطاج" باللاعب الشاب ريان ميسي الطنفوري (18 عامًا)، أحد أبرز الأسماء الصاعدة في كرة القدم الفرنسية.
اللاعب الذي يحمل 3 جنسيات (التونسية والكاميرونية والفرنسية) وتكوّن في مدرسة كليرفونتين الشهيرة، بات محل اهتمام متزايد من طرف الاتحاد التونسي، خصوصًا بعد انتقاله هذا الصيف من نادي راسينغ ستراسبورغ إلى نادي باو، الناشط في دوري الدرجة الثانية الفرنسية، بعقد يمتد حتى عام 2026.
خطوة مدروسة نحو المستقبل في تونس
وفق ما أوردته مصادر لموقع winwin، فإن الاتصالات بين الإدارة الرياضية للمنتخب التونسي وعائلة اللاعب بلغت مراحل متقدمة، حيث عرض المدير الرياضي زياد الجزيري، بمعية مساعده عبد القادر غشير، على اللاعب وعائلته مشروعًا طويل المدى يهدف إلى دمجه في قائمة المنتخب الأول، ضمن رؤية فنية تستهدف الاستفادة من المواهب مزدوجة الجنسية.
الجزيري يرى في ميسي الطنفوري اسمًا واعدًا قادرًا على لعب أدوار محورية في جيل تونس القادم، لكن توقيت استدعائه الرسمي يبقى مرتبطًا بتطور مستواه وظهوره بانتظام مع الفريق الأول لنادي باو في الموسم الحالي.
من كليرفونتين إلى الاحتراف.. مسيرة واعدة في صمت
ريان ميسي نشأ كرويًا في أكاديمية كليرفونتين، التي تعد من أبرز مدارس التكوين في فرنسا. في سن السادسة عشرة، وسجّل أول ظهور احترافي له مع نادي ديجون، وأصبح أصغر لاعب يسجل هدفًا رسميًا في تاريخ النادي. لاحقًا، تنقّل بين ديجون وستراسبورغ، قبل أن يتم التعاقد معه نهائيًا من طرف ستراسبورغ، الذي قرر إعارته هذا الموسم إلى نادي باو لمنحه فرصة اللعب بانتظام.
أبرز لحظاته جاءت في كأس فرنسا 2025، عندما قاد ستراسبورغ الرديف للفوز على إي أس ثاون، مسجلًا هدفين حاسمين في أقل من ست دقائق، في مباراة أعادت اسمه إلى الواجهة الإعلامية بعد فترة من الهدوء.
اعتراف عالمي مبكر
اللاعب، الذي يملك قدرة عالية على اللعب في مراكز الهجوم والوسط الهجومي، حظي بتقدير دولي لافت، حيث أدرجت صحيفة الغارديان البريطانية اسمه في قائمتها السنوية لأفضل 60 موهبة من مواليد 2007. محليًا، حمل ألوان منتخبات فرنسا للشباب، لفئة أقل من 16 سنة وحتى أقل من 19، مسجلًا 9 أهداف في 28 مباراة دولية.
بين الاسم والهوية في تونس
اسم "ريان ميسي" قد يبدو استثنائيًا في عالم كرة القدم، وهو ما يدفع الكثيرين إلى المقارنة أو الترقب. غير أن اللاعب نفسه يدرك حجم التحدي المرتبط بالاسم الذي يحمله. ففي تصريح سابق، قال: "حمل اسم ميسي أمراً مميزاً، لكن حان الوقت لأكتب قصتي الخاصة، فلكل لاعب طريقه المختلف".
وهي كلمات تعكس نضجًا ذهنيًا ورغبة في بناء هوية كروية مستقلة عن النجم الأرجنتيني الشهير.
الرهان المزدوج.. باو وستراسبورغ
في نادي باو، يعوّل الجهاز الفني على سرعة ومهارة ميسي الطنفوري لصناعة الفارق في دوري الدرجة الثانية، فيما يُراقب نادي ستراسبورغ عن كثب تطور لاعبه المعار، على أمل استعادته أكثر نضجًا، وربما دمجه مستقبلًا في الفريق الأول ضمن منافسات الدوري الفرنسي الممتاز.
هل نشهد قريبًا أول ظهور دولي؟
حتى الآن، لم يتم تحديد موعد رسمي لاستدعاء ميسي إلى منتخب تونس الأول، إلا أن المؤشرات تفيد بأن انضمامه بات مسألة وقت، إن واصل تقديم الأداء المطلوب. الاتحاد التونسي يتحرك بذكاء، مستفيداً من خبرة الجزيري وعلاقاته، في سباق "التجنيس الرياضي" الذي تخوضه منتخبات أفريقيا وأوروبا على حد سواء.
إذا التحق ميسي الطنفوري بصفوف نسور قرطاج، فسيكون ذلك بمثابة تأكيد لسياسة جديدة تنتهجها الكرة التونسية: استقطاب المواهب قبل أن تخطفها منتخبات أخرى.