بات منتخب مصر بقيادة حسام حسن على بُعد خطوة واحدة من حسم بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026، بعد الفوز على إثيوبيا بهدفين نظيفين في الجولة السابعة من المجموعة الأولى بالتصفيات المؤهلة عن قارة أفريقيا.
وجاء هدفا منتخب مصر عن طريق النجمين محمد صلاح وعمر مرموش من ركلتي جزاء، ليرفع “الفراعنة” رصيدهم إلى 19 نقطة في صدارة ترتيب المجموعة الأولى بالتصفيات، بفارق 5 نقاط عن أقرب ملاحقيه بوركينا فاسو.
وأصبح الانتصار خارج الأرض على بوركينا فاسو في الجولة المقبلة يوم الثلاثاء كفيلًا لكتيبة المدرب حسام حسن من أجل التأهل إلى كأس العالم، للمرة الرابعة في تاريخ المنتخب المصري.
الخلافات الشخصية تؤثر في اختيارات حسام حسن مع منتخب مصر
وبرغم الانتصار على إثيوبيا، إلا أن الأداء المقدم في المباراة أثار موجة كبيرة من الانتقادات تجاه المدير الفني حسام حسن. الجماهير والخبراء أجمعوا أن الفوز لم يكن مقنعًا، وأن المنتخب يعاني من مشاكل واضحة قد تهدد حظوظه مستقبلًا إذا لم يتم تداركها.
المنتخب المصري الذي واجه خصمًا متواضعًا بحجم إثيوبيا، لم ينجح في هز الشباك من لعب مفتوح، واكتفى بهدفين من ركلتي جزاء نفذهما محمد صلاح وعمر مرموش، ليعزز هذا السيناريو شعور المتابعين بغياب طريقة لعب واضحة وضعف القدرة على تحويل الفرص إلى أهداف، في وقت تحتاج فيه مصر لتأكيد شخصيتها وهيبتها القارية أمام منتخبات أكبر في المراحل المقبلة، خاصة قبل بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 التي تُعد هدفًا واضحًا لـ“الفراعنة”.
واحدة من أبرز النقاط المثيرة للجدل كانت قرار حسام حسن إشراك أسامة فيصل كرأس حربة أساسي على حساب مصطفى محمد، مهاجم نانت الفرنسي الذي يعيش فترة مميزة وسجل مؤخرًا هدف الفوز ضد أوكسير في الدوري الفرنسي.. هذا القرار أثار التساؤلات حول المعايير التي يعتمدها المدرب في اختياراته، خاصة أن خلافًا سابقًا وقع بينه وبين مصطفى محمد في مباراة سيراليون بالتصفيات شهر مارس/ آذار الماضي، حين خرج المهاجم غاضبًا وتلفظ بألفاظ التقطتها الكاميرات قبل أن يعتذر علنًا، ورغم قبول الاعتذار، إلا أنه يبدو وأن الواقعة تركت أثرًا في العلاقة بين الطرفين، وهو ما عاد للواجهة مجددًا بعد جلوس اللاعب على مقاعد البدلاء أمام إثيوبيا.
الخلافات الشخصية لم تقتصر على مصطفى محمد فقط، بل شملت أيضًا إمام عاشور، الذي خرج من حسابات المنتخب لفترة بسبب أزمة مع حسام حسن، قبل أن يعود للاعتذار ويُعلن المدرب قبول ذلك.. ورغم دخوله مجددًا في الحسابات، إلا أن الإصابة حرمته من المشاركة في المعسكر الأخير، وسط غموض حول طبيعة الدور الذي سيمنحه حسام حسن لهداف الدوري الموسم الماضي مستقبلًا.
الجدل الأكبر يتمثل في استبعاد أحمد حجازي مدافع نادي نيوم السعودي من المنتخب بصورة نهائية.. الخلاف بدأ حين رفض اللاعب المشاركة كبديل في الدقائق الأخيرة من مواجهة كاب فيردي بتصفيات أمم أفريقيا، ليتم استبعاده من المعسكر، ومنذ ذلك الحين، خرج حجازي من حسابات المدرب، الذي صرح علنًا أن فرص عودة المدافع لا تتجاوز 1%.
الرد جاء ساخرًا من حجازي عبر حسابه على إنستغرام، حين كتب أن فرصه الحقيقية "0%" في ظل وجود المدرب الحالي، وبعد إصابة محمد عبد المنعم بقطع في الرباط الصليبي وغيابه المتوقع عن كأس أمم أفريقيا 2025، وعدم ثقة فئة كبيرة من المشجعين بالخيارات الدفاعية الموجودة، بدأ البعض يتساءل عن إمكانية عودة مدافع الأهلي السابق لتمثيل المنتخب، نظرًا لخبراته الكبيرة وشخصيته القيادية، إلا أن ذلك يبدو مستبعدًا بالنسبة لـ“العميد” نظرًا للخلاف السابق بينهما.
على الصعيد التكتيكي، يواصل حسام حسن الاعتماد على أسلوب هجومي مكثف في بعض المباريات، يذكر بفترة محمود الجوهري، أحد أبرز من تأثر بهم في مسيرته، فضد إثيوبيا، اختار المدرب الدفع بخماسي هجومي يضم محمد صلاح، عمر مرموش، تريزيغيه، أحمد سيد زيزو، وأسامة فيصل، ورغم كثافة العناصر الهجومية، إلا أن الفريق عانى من غياب التوازن وظهرت مساحات واضحة في الخط الخلفي، ما أثار انتقادات واسعة اعتبرت أن استنساخ أساليب الماضي لا يتماشى مع متطلبات كرة القدم الحديثة.
الانتقادات لم تتوقف عند الأداء الفني فقط، بل امتدت لتبديلات حسام حسن التي اعتبرها كثيرون عشوائية وغير مؤثرة، بجانب غياب الانسجام في وسط الملعب، وعدم القدرة على فرض أسلوب لعب واضح.
ويشعر حسام حسن أن النية مبيتة لرحيله حال تعثر المنتخب في أي مباراة مقبلة، عوضًا عن أن أهداف منتخب مصر لم تصبح متوقفة فقط على التأهل إلى المونديال، وهو ما صرح به الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، أن الهدف هو تحقيق نتائج جيدة والظهور بأداء طيب في المونديال، وهو الأمر الذي يتعارض مع نظرة نجم الأهلي والزمالك السابق، الذي لطالما يُبرز أن المنتخب فشل في التأهل إلى البطولة خلال نسخ سابقة.
وتظهر فئة مدافعة وداعمة لـ حسام حسن، فالمنتخب لم يخسر أي مباراة رسمية تحت قيادته حتى الآن، وكانت الهزيمة الوحيدة أمام كرواتيا وديًّا، إلا أن تلك الأصوات تُقابل بأصوات أخرى مفادها أن نظام تصفيات المونديال صار أسهل كثيرًا من الماضي، وأن المنتخب لم يواجه أي خصم قوي حتى الآن، حيث سيكون الاختبار الحقيقي الأول هو بطولة كأس الأمم الأفريقية بالمغرب.
وقبل ما يزيد عن 3 أشهر عن انطلاق بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، أصبح حسام حسن تحت ضغط واضح نظرًا لتسريب بعض الأنباء التي تتحدث عن أن مصير ومستقبل المدرب مرهون بأداء المنتخب في تلك البطولة، والوصول إلى مراحل متقدمة.