إيكيتيكي إلى ليفربول.. لاعب بعقلية كوبي براينت وتلميذ ميسي

هوغو إيكيتيكي إلى ليفربول هو العنوان الذي يتصدر المواقع والصحف البريطانية والعالمية. ووسط تساؤلات مشروعة: هل هي ضربة عبقرية أم تكرار لخيبة نونيز؟ قرر "الريدز" خوض مغامرة جديدة في سوق الانتقالات، بتعاقده مع الفرنسي مقابل ما يقارب 95 مليون يورو، في صفقة مثيرة للجدل نظرًا لقيمة المبلغ وقلة خبرة اللاعب.

يمتلك اللاعب القادم إلى أنفيلد من آينتراخت فرانكفورت الألماني قدرات فنية لافتة، لكنه لم يترك بعد بصمته في البطولات الكبرى، ما يجعل الرهان عليه كبيرًا وخطيرًا في الآن ذاته.

ويتمتع إيكيتيكي بشخصية قوية وحازمة، جعلته يوصف بأنه يمتلك "عقلية كوبي براينت"، كما كشف في تصريحات سابقة عن تجربته في التعلم من الأرجنتيني ليونيل ميسي.

داروين نونيز.. فشل لا ينسى

لفهم خلفية هذا التعاقد، لا بد من العودة إلى تجربة داروين نونيز. قبل 3 سنوات، أنفقت إدارة الريدز 75 مليون يورو لجلب المهاجم الأوروغواياني بعد موسم مميز مع بنفيكا البرتغالي.

لكن الصفقة تحولت لاحقًا إلى خيبة أمل كبيرة، إذ عجز نونيز عن إثبات نفسه، وتعرض للسخرية بسبب ضعف إنهائه للفرص وتكرار قيامه بالتسلل. واليوم، لا يبدو مفاجئًا أن يبحث النادي عن بديل.

ألكسندر إيزاك.. الصفقة التي لم تحسم

قبل اختيار نونيز، كانت إدارة ليفربول تتابع ثلاثة أسماء: نونيز، ألكسندر إيزاك، وإيرلينغ هالاند. ومع استبعاد النرويجي لأسباب مالية، بقي الخيار بين نونيز وإيزاك، ومال المدرب السابق يورغن كلوب -وقتها- نحو الأول. لاحقًا، أثبت السويدي أنه كان الخيار الأفضل، بعد تألقه مع نيوكاسل بتسجيله 44 هدفًا في 64 مباراة.

هذا الصيف، حاول "الريدز" مجددًا التعاقد مع إيزاك، لكن نيوكاسل تمسك به، وهنا بدأت قصة ضم إيكيتيكي إلى ليفربول الإنجليزي، القرار الذي لم يرضِ جميع الجماهير، رغم أن إدارة النادي كانت تتابعه منذ زمن.

هدف قديم على رادار الكشافة

إيكيتيكي لم يكن خيارًا طارئًا، بل كان هدفًا قديمًا منذ ظهوره مع ستاد ريمس، ثم تألقه خلال إعارته إلى فيجل الدنماركي عام 2021. في يناير 2022، حاول نيوكاسل ضمه، لكنه اختار الانضمام إلى باريس سان جيرمان، واصفًا العرض بأنه لا يرفض بالنسبة للاعب فرنسي.

لكن التجربة في نادي عاصمة الجن والملائكة لم تكن موفقة، إذ لعب 9 دقائق فقط في النصف الأول من موسم 2023-2024، ما جعله يعيد التفكير في مستقبله.

رحيل صعب وانطلاقة جديدة في فرانكفورت

في يناير 2024، وجد اللاعب مخرجًا بالانضمام إلى آينتراخت فرانكفورت، وهناك بدأ يستعيد مستواه. بعد رحيل النجم المصري عمر مرموش إلى مانشستر سيتي، تحول إيكيتيكي إلى اللاعب الأبرز في هجوم الفريق، وأسهم بشكل مباشر في 34 هدفًا (سجل 22 منها)، وفق بيانات منصة "ترانسفير ماركت" العالمية.

المدير الرياضي للنادي الألماني أدرك أن الحفاظ عليه مستحيل، وكان هدفه الوحيد تحقيق أقصى عائد مادي من بيعه. ونجح بذلك، إذ ارتفعت قيمة اللاعب من 16.5 مليون يورو إلى 95 مليونًا في 18 شهرًا فقط. وهكذا دخلت صفقة إيكيتيكي إلى ليفربول مرحلة الحسم، وسط ضجة إعلامية وتساؤلات فنية.

مقارنة بتييري هنري.. واقع أم مبالغة؟

يمتلك إيكيتيكي قدرات متعددة يبحث عنها ليفربول: السرعة، المهارة، والتحرك بين الخطوط. يستطيع اللعب كمهاجم صريح أو الانطلاق من الأجنحة، ويعد خطيرًا جدًا في الهجمات المرتدة. بعض تحركاته تذكر بأسلوب روبرتو فيرمينو، لكنه يقارن كثيرًا بمواطنه تييري هنري، خاصة من حيث بنيته الجسدية وأسلوبه في اختراق العمق من الجهة اليسرى.

تشابه مع إيزاك أكثر من هنري

رغم المقارنات المتكررة مع هنري، تشير المتابعات الفنية إلى أن اللاعب الأقرب لإيكيتيكي من حيث الأسلوب والإحصاءات هو ألكسندر إيزاك.

ولهذا السبب، اعتبرته إدارة ليفربول البديل المثالي بعد فشل صفقة السويدي. هو ليس في نفس المستوى بعد، لكن هناك اعتقاد بأنه قد يصل إليه قريبًا، وهو ما يفسر الرهان الكبير في صفقة إيكيتيكي إلى ليفربول.

عقلية كوبي براينت وطموح استثنائي

إلى جانب موهبته، يتمتع الفرنسي بعقلية قوية وشخصية حازمة. أحد أصدقائه وصفه سابقًا بأنه يمتلك "عقلية كوبي براينت"، وهي إشادة نادرة في عالم كرة القدم. مدربه السابق في ريمس، أوسكار غارسيا، أكد ذلك بقوله: "هوغو يملك شيئًا خاصًا. موهبة طبيعية وأخلاقيات عمل عالية".

عندما انتقل إلى الدنمارك وسط جائحة كورونا، قيل له إن الظروف صعبة، فرد بثقة: "لا تقلق، سأتعامل مع الأمر." وحتى في باريس، رغم تهميشه، استفاد من كل لحظة في التدريبات إلى جانب ميسي ومبابي: "كنت سأكون الأحمق الأكبر لو لم أتعلم منهم".

إيكيتيكي إلى ليفربول.. المجد أم الخيبة؟

على عكس داروين نونيز، يبدو أن هوغو إيكيتيكي يمتلك المزيج المطلوب: موهبة فنية، وذهنية صلبة. قد لا يكون نجمًا بعد، لكنه يملك فرصة حقيقية لكتابة اسمه في تاريخ أنفيلد.

إيكيتيكي إلى ليفربول هي واحدة من أكبر رهانات الميركاتو الصيفي، والآن، كل شيء بيده ليبرهن أن هذه الصفقة كانت ضربة عبقرية.. لا نكسة جديدة.