يبدو أن ريال مدريد مقبل على تحدٍ داخلي جديد مع اقتراب انطلاق الموسم، وهذه المرة طرفاه اثنان من أبرز المواهب الصاعدة في "سانتياغو برنابيو"، وهما البرازيلي إندريك والإسباني غونزالو غارسيا، فبين الطموح الكبير والمنافسة الشرسة على المراكز، بدأت بعض المؤشرات تشير إلى أن تداخل الأدوار قد يضع الجهاز الفني في موقف معقد مبكرًا.
ومع دخول الفترة التحضيرية مراحلها النهائية، بدأت ملامح الصراع تتضح أكثر بين الأسماء الشابة، في ظل قرارات فنية وإدارية قد تغير مسار بعض اللاعبين، فهدوء العاصمة الإسبانية لا يعكس حالة التنافس المحتدم داخل الفريق، حيث تشير التطورات الأخيرة إلى أن الموسم قد ينطلق على وقع تنافس مبكر قد يعيد رسم خريطة الهجوم في ريال مدريد.
هل يتراجع دور إندريك بعد صعود غونزالو غارسيا؟
وحسب صحيفة "آس" الإسبانية في تقرير لها، فإن قرار ريال مدريد بتمديد عقد غونزالو غارسيا حتى صيف 2030 لم يكن مجرد خطوة إدارية، بل هو مؤشر صريح على رؤية النادي المستقبلية، التي قد لا يكون إندريك أحد ركائزها الأساسية كما كان متوقعًا عند التعاقد معه.
ورغم أن إعلان التمديد لم يصدر بصفة رسمية حتى الآن، إلا أن الأمر بات مسألة وقت فحسب، ويعد التمديد بمثابة تأكيد على أن غونزالو غارسيا سينضم للفريق الأول بصفة دائمة، مع احتمالية منحه القميص رقم (9) الشاغر، وتضع هذه المعطيات النجم البرازيلي في موقف بالغ الحساسية، إذ بات مطالبا بإثبات نفسه في وقت لم تُمنح له فيه المساحة الكافية بعد.
غونزالو، الذي تألق في كأس العالم للأندية وسجل 4 أهداف، أثبت جاهزيته في المواعيد الكبرى، وفرض نفسه على الجهاز الفني كلاعب يُعتمد عليه في الأوقات الحاسمة، في المقابل، لم تتجاوز مشاركات إندريك في الموسم الماضي حاجز 843 دقيقة، رغم تسجيله 7 أهداف، وهو رقم مقبول لكنه لا يُقارن بالأثر الذي تركه غونزالو في نفس الفترة.
وما يزيد من تعقيد موقف إندريك هو إصراره على البقاء داخل النادي، ورفضه المطلق لفكرة الخروج على سبيل الإعارة، ما يضعه في مواجهة مباشرة مع غونزالو الذي أصبح يمتلك الأفضلية في كل شيء، بداية من ثقة النادي، مرورا بدقائق اللعب، ووصولا إلى الحضور في اللحظات الحاسمة، وأخيرًا التجديد.
وختمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الموسم المقبل سيكون حاسمًا في مسيرة إندريك، مشيرة إلى أن اللاعب الشاب يواجه تحديًا حقيقيًا لقلب المعادلة، في ظل معطيات تميل بقوة لصالح غونزالو، واعتبرت أن استمرار الصراع على المراكز قد يدفع النادي لإعادة ترتيب أولوياته الهجومية، وهو ما قد يحدث بشكل غير مباشر على حساب النجم البرازيلي.