نجح منتخب إنجلترا في تغيير هيئته التي ظهر عليها قبل كأس العالم قطر 2022، ليستعيد بريقه المفقود في البطولة الأكبر في لعبة كرة القدم، ويمحو إخفاق ست مباريات متتالية من دون انتصار في سلسلة هي الأسوأ قبل مشاركة إنجلترا في المونديال منذ عام 1993، لتدخل مواجهة ثمن النهائي أمام السنغال بمعنويات مرتفعة.
وحجزت إنجلترا مقعدها في ثمن النهائي بأداء مقنع تمامًا في مباراتين ضد إيران (6-2) والجولة الأخيرة ضد جارتها ويلز (3-صفر) وأقل إقناعًا في الجولة الثانية ضد الولايات المتحدة (صفر-صفر).
الآن وبعد تجاوز دور المجموعات في الصدارة، استعاد رجال المدرب غاريث ساوثغيت المعنويات المرتفعة التي قادتهم للوصول إلى نهائي كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخ "الأسود الثلاثة"، قبل أن تحرمهم ركلات الترجيح من اللقب الذي ذهب في صيف 2021 لصالح إيطاليا.
مواهب من الطراز العالمي
ورأى لاعب الوسط، ديكلان رايس، أن منتخب بلاده يستحق احترام أفضل منتخبات العالم، متسائلًا: "الدول الأخرى ستنظر إلى الجودة التي نتمتع بها ولم لا يخشوننا؟"، وتابع: "إذا نظرتم إلى مواهبنا الهجومية، سترون أنها من الطراز العالمي. هناك لاعبون في مختلف المراكز فازوا بأكبر الألقاب، الأمر منوط بنا لكي نثبت ذلك، فرق مثل فرنسا فعلوا ذلك".
وشدد لاعب وست هام الذي يتنافس على ضمه عدد من أندية إنجلترا مثل تشيلسي ومانشستر يونايتد وليفربول، قائلًا: "نحن لسنا هنا من أجل الوصول إلى ثمن النهائي وحسب، نريد الذهاب حتى النهاية".
الذهاب حتى النهاية هو حلم يراود الإنجليز منذ 1966 حين توجوا باللقب على أرضهم للمرة الأولى والأخيرة، بينما انتهى مشوارهم عند دور الأربعة مرتين في 1990 و2018، فيما اعتبر لاعب وسط وست هام أن العامل الأساسي في الثقة المرتفعة التي يشعر بها الأسود الثلاثة، هو عدد اللاعبين الذين حققوا الإنجازات على أعلى المستويات.
أهداف مختلفة
ويعج فريق ساوثغيت بالكثير من اللاعبين المتوجين بلقب الدوري الممتاز، ويتمتعون بخبرة خوض المباريات المصيرية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، ما يجعل رايس واثقًا أنهم لن يشعروا بالضغوط في الأدوار الإقصائية.
وتناول اللاعب مدربه ساوثغيت بالقول: "الأمر يتعلق بالمدرب أيضًا طريقة تحدثه معنا. إنه هادئ. يشدد على أننا إنجلترا، نحن كبار بقدر الآخرين وبإمكاننا تحقيق أي شيء. عندما تملك مديرًا فنيًا من هذا النوع فأي شيء ممكن".
وعشية المواجهة الأولى على الإطلاق في النهائيات مع السنغال الطامحة إلى تكرار إنجاز عام 2002، حين باتت ثاني منتخب أفريقي يصل إلى ربع النهائي بعد الكاميرون عام 1990، أفاد ساوثغيت أن المنتخب الحالي في وضع معنوي وبدني أفضل من 2018.
وبعدما أنهت دور المجموعات في المركز الثاني عام 2018 خلف بلجيكا، تمكنت إنجلترا هذه المرة من تصدر مجموعتها بفضل ماركوس راشفورد بشكل أساسي، إذ سجل مهاجم مانشستر يونايتد ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات.
وقال ساوثغيت في هذا الصدد: "أعتقد أن هناك ذهنية مختلفة (مقارنة بعام 2018). هناك المزيد من الإيمان. أهدافنا مختلفة. في روسيا كنا نفكر: هل باستطاعتنا الفوز بمباراة في الدور الإقصائي؟ حالياً، هناك المزيد من الثقة والمزيد من خبرة المباريات الإقصائية".