تفاقمت الأزمة بين نادي باريس سان جيرمان والاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعدما كشفت تقارير وتسريبات عن خلافات حادة في طريقة التعامل مع إصابة ديمبيلي خلال مشاركته الأخيرة مع منتخب فرنسا.
وكان النجم الفرنسي قد تعرض لإصابة قوية في لقاء "الديوك" أمام أوكرانيا الجمعة الماضية، ستبعده عن الملاعب لفترة لا تقل عن 6 أسابيع، ما أثار غضب إدارة سان جيرمان التي اعتبرت أن اللاعب لم تتم حمايته بالشكل الكافي من قبل الطاقم الطبي للمنتخب.
النادي الباريسي أصدر بيانًا رسميًا شديد اللهجة، هاجم فيه الاتحاد الفرنسي وطاقم المنتخب، مؤكدًا أن غياب عثمان ديمبيلي، إلى جانب زميله ديزيريه دوي، سيؤثر بشكل مباشر على مسيرة الفريق في الاستحقاقات المقبلة، أبرزها مواجهة أتالانتا في دوري أبطال أوروبا و"الكلاسيكو" أمام مارسيليا، بالإضافة إلى لقاء برشلونة مطلع أكتوبر المقبل.
وجاء في البيان أن باريس سان جيرمان طالب الاتحاد الفرنسي بـ"إقرار بروتوكول جديد أكثر شفافية وتعاونًا بين أطباء الأندية والمنتخبات، لضمان أولوية صحة اللاعبين وحمايتهم من المخاطر".
إصابة ديمبيلي.. تسريبات صادمة تورط المنتخب الفرنسي
لكن القضية لم تتوقف عند هذا الحد، فحسب موقع "فوت ميركاتو" الفرنسي، كشف الصحفي دانيال ريولو عن تفاصيل إضافية وضعت الطاقم الطبي للمنتخب في موقف محرج للغاية.
وأوضح أن ديمبيلي شارك في تدريبات المنتخب دون أن يتم الدفع به للوصول إلى أقصى قدراته البدنية، حيث لم تتجاوز سرعته 29 كم/ساعة خلال التحضيرات، في وقت يعتمد فيه سان جيرمان على تدريبات دقيقة بأجهزة GPS لضبط إيقاع اللاعب وتفادي إصاباته المتكررة.
وأضاف ريولو أن ديدييه ديشامب، مدرب المنتخب الفرنسي، حاول الدفاع عن طاقمه الطبي بعد إصابة ديمبيلي معتبرًا أن "المخاطر واردة دائمًا عندما يوجد اللاعبون على أرض الملعب".
غير أن هذه التصريحات زادت من حدة الجدل، خصوصًا بعدما تأكد أن باريس سان جيرمان سلّم الاتحاد الفرنسي ملفًا طبيًا متكاملًا يحذر من إشراك ديمبيلي، لكن تلك التحذيرات لم تؤخذ على محمل الجد.
أزمة مفتوحة بين باريس سان جيرمان والمنتخب الفرنسي
ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية قد تتحول إلى صراع طويل بين النادي الباريسي والاتحاد الفرنسي، خاصة أن البيان الأخير لسان جيرمان لمح إلى "إعادة النظر في كفاءة الطاقم الطبي للمنتخب".
وفي انتظار مواجهة فرنسا القادمة أمام آيسلندا، سيكون التدقيق أكبر على كيفية إدارة الطاقم الطبي للاعبين الآخرين مثل برادلي باركولا ولوكاس هيرنانديز.
الأكيد أن إصابة ديمبيلي لم تبعده فقط عن الملاعب، بل فتحت أيضًا ملفًا حساسًا يعكس صراعًا خفيًا بين مصالح الأندية الكبرى والمنتخبات الوطنية، في وقت يتساءل فيه الجمهور: من سيدفع الثمن في النهاية؟