حقق النادي الإفريقي انطلاقة مثالية في الدوري التونسي الممتاز، بعد فوزه في قمة الجولة الثانية على مضيفه النجم الساحلي بنتيجة 1-0، ليواصل مسيرته بثبات نحو موسم يبدو واعدًا، بعدما رفع رصيده إلى 6 نقاط من أصل 6 ممكنة.
هذا الانتصار، الذي تحقق على أرضية ملعب سوسة الأولمبي، لم يكن عاديًّا فقط لأنه جاء على حساب أحد أكبر منافسيه، بل لأنه أيضًا كسر عقدة طويلة لازمته في مواجهاته ضد النجم الساحلي.
ورغم أن بداية الموسم ما تزال مبكرة للحكم النهائي على شكل الفريق، إلا أن ما قدمه أبناء فوزي البنزرتي بعث برسالة واضحة مفادها أن الإفريقي يملك مجموعة قادرة على المنافسة، مدعومة بأسماء لامعة حظيت بإشادة جماهيرية كبيرة بعد الكلاسيكو، أبرزها فراس شواط وعلي يوسف.
شواط.. الصفقة التي انتظرها الإفريقي طويلًا
منذ لحظة الإعلان عن التعاقد مع فراس شواط، هداف الدوري التونسي في الموسم الماضي، ارتفعت طموحات جماهير الإفريقي، فالمهاجم الدولي لم يحتج إلى وقت طويل لإثبات أنه كان القطعة الناقصة في تركيبة الفريق الهجومية، حيث نجح في تسجيل هدف الفوز الوحيد ضد فريقه السابق، النجم الساحلي.
بفضل تحركاته الذكية داخل منطقة الجزاء وقدرته على اقتناص أنصاف الفرص، أكد شواط أنه رأس الحربة الذي افتقده الإفريـقي الموسم الماضي، لاعب “صندوق” يعرف طريق الشباك ويمنح الفريق ثقلًا هجوميًّا واضحًا.
علي يوسف.. عودة صامتة بأداء صاخب
بعد أسبوع فقط على تداول أخبار عن اقتراب رحيله نحو نيس الفرنسي، عاد علي يوسف ليؤكد من جديد أنه أحد ركائز الفريق الأساسية. المدافع الليبي لعب مباراة كبيرة أمام هجوم النجم، حيث تميز بصلابته، تدخلاته الحاسمة، وهدوئه في الأوقات الصعبة.
عودته السريعة من باريس إلى تدريبات الفريق، ثم جاهزيته البدنية والذهنية لخوض مواجهة بحجم الكلاسيكو، أعادت الثقة لجماهير الإفريقي وأكدت التزامه الكامل مع المجموعة، رغم كل ما أُثير من جدل حول مستقبله.
فوزي البنزرتي.. تكتيك هادئ ورجل المهمات الصعبة
المدرب فوزي البنزرتي أدار المواجهة بدهاء وخبرة، معتمدًا على انضباط تكتيكي عالٍ وتوظيف مثالي لقدرات لاعبيه، وبدا أن الفريق يتنفس بثقة أكبر مقارنة بالمواسم السابقة، خصوصًا في المواعيد الكبيرة، وهو ما تجسد في الطريقة التي تعامل بها مع الكلاسيكو.
بداية مثالية.. وعيون على ما هو قادم
بفوزين متتاليين، ومن دون أن تهتز شباكه حتى الآن، يقف الإفـريقي في صدارة الترتيب برصيد 6 نقاط، بالتساوي مع ترجي جرجيس.
وبينما تعيش جماهير الإفريقـي نشوة هذه البداية القوية، تبقى الأنظار متجهة نحو الاستمرارية، والرهان الأكبر سيكون في الحفاظ على نفس المستوى والانضباط أمام فرق وسط وأسفل الترتيب، حيث تضيع غالبًا النقاط السهلة.
لكن ما لا شك فيه، هو أن شواط، وعلي يوسف والبنزرتي باتوا يُمثّلون رموزًا للبداية الجديدة، وركائز رئيسية في مشروع يطمح الإفريقي من خلاله للعودة إلى منصات التتويج، وكسر سنوات من الإخفاقات والخيبات.