أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مؤكداً في بيانه أن "المدرب الأكثر نجاحاً في العالم سيقود أعظم فريق وطني في تاريخ كرة القدم"، وكشفت ESPN أن راتب مدرب ريال مدريد الحالي سيكون أكثر من 177 ألف يورو أسبوعياً، أو ما يزيد قليلاً عن 8.5 ملايين يورو سنوياً.
وسيحصل أنشيلوتي على مكافأة قدرها 5 ملايين يورو في حال قيادته "السيليساو" لتحقيق لقب كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، الأمر الذي سيكون سابقة من نوعها لهذا البلد، بما أن الألقاب الخمسة الماضية كانت تحت قيادة مُدربين برازيليين.
لا وجود لمنتخب توج بكأس العالم مع مدرب أجنبي عبر التاريخ
ولا يقتصر الأمر على البرازيل فقط، حيث يشير تاريخ كأس العالم إلى نقطة مهمة جداً ستكون تحدياً كبيراً جداً للإيطالي أنشيلوتي، ذلك أن كل المنتخبات التي حققت المونديال، فعلت ذلك مع مدربين محليين، ومثلما فعلت البرازيل كذلك مع المحليين، نجحت ألمانيا في نيل اللقب أربع مرّات مع مدربين ألمان، وكذلك الأمر مع إيطاليا والأرجنتين وفرنسا والأوروغواي وإسبانيا.
وكان فيسينتي إيتالو فيولا أول مدرب ينجح في نيل لقب كأس العالم مع البرازيل، عندما قاد رفقاء بيليه للتويج في السويد بلقب 1958، ليتكرر الإنجاز في عام 1962 مع المدرب إيموري بيريرا الذي يُعتبر الحارس الوحيد الذي تُوج بالمونديال مُدرباً.
وبحلول العام 1970، نجح المنتخب الأصفر في نيل اللقب الثالث تحت قيادة ماريو زاغالو، ليغيب اللقب عن بلاد السامبا إلى غاية 1994، عندما تُوج به رفقاء روماريو تحت قيادة كارلوس ألبيرتو بيريرا، أحد أنجح مُدربي كرة القدم الذين لم يسبق لهم ممارسة اللعبة، وكان لقب 2002 هو الأخير للبرازيل، والذي ناله رفقاء رونالدو مع المدرب لويس فيليبي سكولاري.
بعد 3 تجارب قصيرة جداً.. أنشيلوتي رابع مدرب أجنبي للبرازيل
وسيكون الإيطالي كارلو أنشيلوتي أول مدرب أجنبي لأبطال العالم 5 مرات، لأول مرة منذ أكثر من 60 عاماً، وبشكل أدق لثاني مرة في التاريخ بما أن تجربتين من أصل 3 تجارب سابقة كانتا وجيزتين جداً، وواحدة منها بمدربين اثنين معاً، أحدهما برازيلي والآخر برتغالي.
وكان الأوروغواياني رامون بلاتيرو أول مدرب أجنبي في تاريخ البرازيل، حيث قاد "السيليساو" في بطولة كوبا أمريكا 1925 لمدة تقارب شهراً، وهي البطولة التي أقيمت بين 3 منتخبات وهي الأرجنتين والبرازيل والباراغواي وتُوج بها "التانغو" بعد 6 مباريات، باللعب ضد كل منتخب مرتين.
وفي عام 1944 قاد البرتغالي جوريكا منتخب "السيليساو" لمباراتين فقط برفقة البرازيلي فلافيو كوستا، حيث لعب أمام الأوروغواي مرتين وفاز بكلتيهما بنتيجة 6-1 و4-0، وفي عام 1965 قاد الأرجنتيني فيليبو نونييز فريقه بالميراس في مباراة بقميص البرازيل، حيث تحوّل النادي إلى منتخب بلاعبيه ومدربه، وواجه الأوروغواي في مباراة فاز بها بنتيجة 3-0.
وأمام هذه التجارب القصيرة للأجانب وما يقابلها من نجاح للمدربين المحليين، وخاصة في كأس العالم، يرى البرازيليون أن التعاقد مع أنشيلوتي، أو أي مدرب أجنبي عموماً، هو صفعة حقيقية للمجتمع والوطن، رغم أن الفكرة باتت أكثر قبولاً في الفترة الأخيرة بعد فشل الكثير من المدربين في قيادة البرازيل لتحقيق إنجازات تليق بمقامه، في انتظار ما قد يجلبه أنشيلوتي بخبرته الواسعة في أوروبا.
ريفالدو سابقًا: تعيين مدرب أجنبي هو قلة احترام للبرازيليين
وكان دينيلسون أحد أشهر اللاعبين البرازيليين، قد تحدث في تصريحات لقناة Sport TV حول قضية المدربين الأجانب، وقال: "لماذا أعتقد أن وجود مدرب أجنبي لمنتخبنا هو صفعة للمجتمع البرازيلي؟ ببساطة، الأرقام واضحة، لقد فزنا بخمس بطولات كأس عالم، وجميعها كانت بقيادة مدربين محليين"، وهو التصريح الذي يُمثل أبرز تحدٍ للمدرب أنشيلوتي قبل مونديال 2026.
وفي تصريح يبدو الأجرأ في هذا الموضوع، قال ريفالدو بطل العالم لسنة 2002 في تصريحات سابقة نقلتها UOL عندما كان أنشيلوتي مرشحاً لتدريب البرازيل: "أعتقد أن التفكير في تعيين مدرب أجنبي لمنتخبنا الوطني يعتبر عدم احترام للمدربين البرازيليين"، وهو التصريح الذي وافقه كافو الظهير الأيمن التاريخي "للسيليساو"، مؤكداً أن الخبرة البرازيلية هي التي قدمت كل النجاحات لهذا المنتخب.
ومن جانبه، يعتقد كارلو ألبيرتو بيريرا أن الاتحاد البرازيلي يجب أن يتجه للتعاقد مع أنشيلوتي أو أي مدرب أجنبي، فقط إن لم تكن هناك خيارات وطنية جيدة، غير أنه يواجه آراء معاكسة تؤكد ضرورة تطوير المدرسة التدريبية البرازيلية، وإن لم ينجح ذلك، فإن المشكلة ستكون متعلقة بالمنظومة الكروية وليست بالكفاءة البرازيلية.