وسط حالة من الغموض تحيط بمستقبله داخل ريال مدريد، خرج النجم النمساوي دافيد ألابا بتصريحات قوية من معسكر منتخب بلاده، أكد فيها جاهزيته البدنية واستعداده الكامل للعودة إلى أرض الملعب، رغم تراجع دوره داخل النادي الملكي بعد سلسلة من الإصابات الخطيرة.
وقال ألابا: "أشعر أنني بحالة جيدة، وأعتقد أنني قادر على خوض 90 دقيقة كاملة مع المنتخب في الوقت الحالي".
دافيد ألابا يطلب الفرصة مجددًا مع ريال مدريد
كانت كلمات اللاعب بمثابة رسالة واضحة وغير مباشرة، وجهها ألابا إلى تشابي ألونسو مدرب ريال مدريد، بعد أن أصبح في ترتيب المدافعين الخامس داخل الفريق، وهو مركز لا يمنحه سوى دقائق محدودة للغاية.
كما أن اللاعب النمساوي أبدى صراحة هدفه: "هدفي هو اللعب، أن أكون موجودًا على أرض الملعب"، وفقًا لما نقله عنه موقع "ريال مدريد كونفيدنشال".
من ركيزة أساسية إلى هامش التشكيلة
انضم ألابا إلى ريال مدريد صيف 2021، بعد عقد كامل مع بايرن ميونخ، وسرعان ما أثبت نفسه كقطعة لا غنى عنها في دفاع الميرنغي، خاصة في موسم "الريمونتادا التاريخية" التي توج بها الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا.
لكن الصورة تغيرت تمامًا منذ تعرضه لإصابة قطع في الرباط الصليبي الأمامي في ديسمبر/ كانون الأول 2023، تلتها عدة انتكاسات أثرت بشكل كبير في مستواه وثقة الجهاز الفني فيه.
محاولة أخيرة قبل الرحيل
رغم كل ذلك، وبدخوله العام الأخير من عقده مع الريال، لا يبدو أن دافيد ألابا يفكر في الاستسلام، ففي عمر الـ33، يؤمن بأنه لا يزال قادرًا على تقديم الإضافة، حتى وإن لم يكن ذلك في مركزه الأساسي.
المدرب تشابي ألونسو بدأ بالفعل في تجربة ألابا في مركز خط الوسط، بحثًا عن أدوار بديلة تتيح له الوجود على أرضية الملعب، في ظل صعوبة المنافسة في قلب الدفاع، مع أسماء بحجم روديغر وميليتاو وأسينسيو والوافد الجديد دين هويسن.
ذهنية تنافسية ورسالة وداع محتملة
ما يقوم به دافيد ألابا يعكس عقلية اللاعب المحترف؛ فرغم إدراكه أنه قد يكون في طريقه لمغادرة ريال مدريد، إلا أنه يسعى لتقديم أقصى ما لديه في الموسم الأخير، ليكون الوداع لائقًا بتاريخه وشخصيته.
ولعل هذه الروح هي ما ميزت ألابا طوال مسيرته، سواء في ميونخ أو ريال مدريد؛ فهو قائد محترف ولديه طموح لا يتوقف، حتى في أحلك الظروف، فهل تكون تجربة ألابا في خط الوسط بوابته الأخيرة لاستعادة بريقه في ريال مدريد؟ أم إن العد التنازلي قد بدأ بالفعل؟