في خطوة أثارت الكثير من الجدل وعلامات الاستفهام، تعرض اللاعب التونسي الشاب أنيس السعيدي، مهاجم نادي سان دييغو الأمريكي، للتهميش والإقصاء من مباريات فريقه، وذلك بعد إعلانه تمثيل نسور قرطاج دوليًا بدلًا من منتخب أمريكا.
أنيس السعيدي، من مواليد سنة 2008، يُعد من أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأمريكية. يشغل مركز المهاجم الصريح، ويمتاز بالقوة البدنية، الحضور الهجومي، واللمسة التهديفية الواضحة. رغم صغر سنه، شارك في عدد من المباريات الودية مع الفريق الأول لسان دييغو، بالإضافة إلى ظهوره في مباراة رسمية في الدوري الأمريكي، مما يعكس الثقة التي منحها إياه الجهاز الفني في بداياته.
اختيار نسور قرطاج يضع أنيس تحت الضغط
لكن عقب تأكيده رغبته في تمثيل نسور قرطاج دوليًا، وجد اللاعب نفسه خارج حسابات الجهاز الفني، فيما يبدو أنه عقوبة غير معلنة، ووسيلة ضغط بسبب رفضه تمثيل منتخب الولايات المتحدة.
ورغم هذه العراقيل، يواصل أنيس استعداداته للمشاركة مع المنتخب التونسي في بطولة كأس العالم للناشئين، المقررة في شهر نوفمبر المقبل بقطر. ويأمل متابعو الكرة التونسية أن يتمكن اللاعب من مغادرة الدوري الأمريكي نحو تجربة أوروبية جديدة، في بيئة أكثر احترافًا ودعمًا لمسيرته الدولية، خاصة أن تقارير إعلامية سابقة أكدت اهتمام نادي بايرن ميونخ الألماني بضم المهاجم الواعد.
وُلد أنيس في الولايات المتحدة لأب تونسي وأم أمريكية، وبدأ مسيرته الكروية مع أكاديمية نادي فيلادلفيا يونيون، قبل أن ينتقل إلى سان دييغو، حيث برز بشكل لافت.
ينتمي اللاعب إلى عائلة رياضية تونسية، فعمّه خالد السعيدي سبق له اللعب مع النادي الإفريقي ومثّل المنتخب التونسي في التسعينيات، في حين خاض شقيقه عزيز السعيدي تجربة قصيرة مع الفريق الرديف للترجي الرياضي التونسي في موسم 2019–2020، بعد مشواره مع فيلادلفيا.
اسم أنيس السعيدي برز على الساحة الدولية سنة 2022، حين تألق في مواجهة جمعت فريقه السابق فيلادلفيا يونيون بنظيره بايرن ميونخ خلال بطولة دولية ودية لفئة تحت 15 عامًا، حيث لفت الأنظار بأدائه الفني وأهدافه.
اليوم، يضع السعيدي نصب عينيه مواصلة التطور والمشاركة بانتظام، على أمل بلوغ المنتخب الأول وربما الحضور في كأس العالم 2026 مع نسور قرطاج وهو حلم يبدو واقعيًا إذا واصل بنفس النسق التصاعدي.
قضية أنيس السعيدي تُعيد إلى الواجهة معاناة اللاعبين مزدوجي الجنسية بين الولاء الرياضي والضغوط المؤسسية، وتطرح تساؤلات حول مدى احترام الأندية لاختيارات لاعبيها الوطنية، في عالم كروي يُفترض أن تُبنى فيه القرارات على الكفاءة وليس الانتماء.