يعد فيدي فالفيردي نجم وسط ريال مدريد الملقب بـ"الصقر"، أحد أبرز أسلحة النادي الملكي بفضل سرعته وقوته البدنية، لكن هذا الموسم من الدوري الإسباني 2025-26 ظهر بصورة مختلفة، حيث تراجعت أرقامه بشكل لافت، ما فتح باب التساؤلات حول سر هذا التراجع.
تحت قيادة المدرب الجديد تشابي ألونسو، تحسنت نتائج الفريق بشكل جماعي، لكن بعض الأدوار الفردية تغيرت. النجم الأوروغواياني كان أبرز المتضررين من هذا التغيير، بعدما فقد جزءًا من حضوره الهجومي والدفاعي داخل الملعب.
الإحصائيات تعكس القصة بوضوح.. انخفاض في الاستخلاص، ضعف في الفاعلية الهجومية، وتحول تكتيكي غير ملامحه السابقة. 3 أسرار تكشف لماذا باتت بصمة فالفيردي أقل وضوحًا رغم نجاح ريال مدريد في تحقيق التوازن.
خطة تشابي ألونسو الجديدة.. ضغط جماعي يقلل الانطلاقات
اعتمد ألونسو على الضغط الجماعي المرتفع، حيث يشارك فيه كل عناصر الفريق، بما في ذلك الخط الأمامي بقيادة مبابي وفينيسيوس. هذا النهج قلل الحاجة لانطلاقات "الصقر" الطويلة التي كانت علامة بارزة في مواسمه السابقة.
الأرقام الدفاعية توضح ذلك. متوسط استخلاصه للكرات تراجع من 4,3 في الموسم الماضي إلى 3,3 هذا الموسم. الرقم ليس بعيدًا، لكنه يكشف بوضوح انخفاض تدخلاته الفردية لصالح أسلوب يعتمد على المنظومة ككل.
المساحات الهجومية الضيقة
ريال مدريد يضغط خصومه في مناطق متقدمة، ما يحد من حرية لاعبي الوسط في التقدم بالكرة. فالفيردي، الذي كان يميز نفسه بالانطلاق من العمق لمسافات طويلة، وجد نفسه مضطرًا للعب في مساحات قصيرة ومكتظة.
إحصائيًا، معدل تسديداته لم يتغير كثيرًا، إذ يبلغ 1,3 محاولة في المباراة. لكن الفارق أن شباك الخصوم ما زالت عصية عليه حتى الآن، خلافًا للموسم الماضي حين سجل مبكرًا أمام بلد الوليد.
فالفيردي وتحول الدور التكتيكي في ريال مدريد
ألونسو يفضل استغلال قدرة اللاعب على مواجهة الخصوم مباشرة وكسر الخطوط. لكن مع ضيق المساحات في الثلث الهجومي، تحول دوره إلى تثبيت وسط الملعب وتوزيع الكرة تحت الضغط، إضافة للمساهمة في التنظيم الدفاعي.
هذا التحول يخدم ريال مدريد جماعيًا، لكنه حد من بروز الدولي الأوروغواياني على المستوى الفردي. أرقام فالفيردي تبدو أقل تأثيرًا مما اعتاده المشجعون، وهو ما يفسر شعورهم بأن "الصقر" لم يعد يحلق كما كان.