أُسدل الستار على سوق الانتقالات الصيفية "الميركاتو الصيفي" في مصر لعام 2025، بعد فترة حفلت بصفقات ثقيلة وإنفاق كبير من الأندية الكبرى، في تحركات تعكس طموحات عالية ورغبة واضحة في تقديم موسم تنافسي قوي على كل المستويات.
وتُعد هذه النسخة من سوق الانتقالات واحدة من الأبرز في تاريخ الكرة المصرية، سواء على مستوى حجم الإنفاق، أو في ما شهدته من صراع محموم بين الأندية على التعاقد مع أبرز الأسماء المتاحة في السوق، سعيًا لتعزيز الصفوف وتدعيم الحظوظ قبل انطلاق الموسم المرتقب.
الأهلي يفتتح الميركاتو الصيفي بصفقات نارية
الميركاتو الصيفي لهذا العام لم يكن تقليديًّا، فقد شهد مرحلتين أساسيتين.. الأولى خُصصت للنادي الأهلي الذي استفاد من فتح باب القيد بشكل استثنائي قبل مشاركته في كأس العالم للأندية.
هذه الفترة شهدت صفقات مدوية، كان على رأسها عودة محمود حسن "تريزيغيه" قادمًا من الريان القطري، والتعاقد مع أحمد سيد زيزو نجم الزمالك السابق، إلى جانب ضم الدولي التونسي محمد علي بن رمضان من فيرينتسفاروشي المجري.
أما المرحلة الثانية، فشهدت تحركات مكثفة من مختلف الأندية، أبرزها الزمالك الذي دخل سوق الانتقالات بقوة بعد تعيين جون إدوارد في منصب المدير الرياضي، حيث أبرم النادي الأبيض 10 صفقات دفعة واحدة، لتجديد دماء الفريق بعد موسم صعب، بينما تحرك بيراميدز بدوره لتعويض رحيل عدد من نجومه، على رأسهم إبراهيم عادل الذي انتقل إلى الجزيرة الإماراتي.
أغلى الصفقات في الميركاتو الصيفي بالدوري المصري
وتعد أغلى صفقة في ميركاتو صيف 2025 في مصر من نصيب بيراميدز، الذي ضم الجناح البرازيلي إيفرتون قادمًا من نادي بانيك أوسترافا التشيكي مقابل 2.41 مليون يورو (ما يعادل نحو 136 مليون جنيه مصري)، حيث الصفقة جاءت لتعويض انتقال إبراهيم عادل.
ويُعد إيفرتون من أكثر اللاعبين المنتظرين في الدوري المصري هذا الموسم، خصوصًا أنه كان هدفًا للنادي الأهلي في الميركاتو الشتوي الماضي، لكن المفاوضات تعثرت حينها لأسباب مالية.
الصفقة الثانية من حيث القيمة المالية كانت من نصيب الزمالك، الذي ضم الجناح البرازيلي الشاب خوان ألفينا بيزيرا، البالغ من العمر 22 عامًا، قادمًا من نادي أولكساندريا الأوكراني مقابل 1.8 مليون يورو (نحو 101 مليون جنيه مصري)، بخلاف الإضافات.
ورغم أن تقارير إعلامية أشارت في البداية إلى أن قيمة الصفقة لم تتجاوز 600 ألف دولار، فإن النادي الأوكراني نفسه أعلن الرقم الرسمي الذي يضع بيزيرا كثاني أغلى صفقة في الميركاتو الصيفي بمصر 2025.
ويضع جمهور الزمالك آمالاً عريضة على بيزيرا، الجناح البالغ من العمر 22 عامًا، في أن يكون أحد العناصر القادرة على إعادة الفريق إلى منصات التتويج، لا سيما أن اللاعب يتمتع بقدرات فردية عالية وسرعة كبيرة، وكان عنصرًا محوريًّا مع فريقه السابق.
الصفقة الثالثة من حيث القيمة كانت من نصيب الأهلي أيضًا، الذي استعاد واحدًا من أبنائه المميزين، محمود حسن "تريزيغيه"، مقابل 1.6 مليون يورو (حوالي 90.5 مليون جنيه مصري)، وهي صفقة حسمها الأهلي منذ عدة أشهر، بعد أن كان اللاعب معارًا من طرابزون سبور إلى الريان القطري.
تريزيغيه يُعد من أبرز ما أنجبت الكرة المصرية خلال العقد الأخير، بعد مسيرة احترافية مميزة في بلجيكا وتركيا، ثم في الدوري الإنجليزي مع أستون فيلا، قبل أن يمر بمحطة أخيرة في قطر، ليعود إلى النادي الذي انطلق منه.
ورغم ظهوره الباهت نوعًا ما خلال كأس العالم للأندية، فإن جماهير الأهلي لا تزال تعول كثيرًا على تريزيغيه، نظرًا لخبرته وجودته، ولما يمثله من قيمة فنية ومعنوية داخل الفريق.
أما الصفقة الرابعة في الميركاتو الصيفي فكانت هي ضم الأهلي للدولي التونسي محمد علي بن رمضان من فيرينتسفاروشي المجري، مقابل 1.58 مليون يورو (ما يعادل حوالي 89.3 مليون جنيه مصري).
بن رمضان، الذي كان هدفًا طويل الأمد للأهلي منذ فترة لعبه في الترجي التونسي، تألق بشدة خلال مشاركته الأولى مع القلعة الحمراء في كأس العالم للأندية، وأثبت سريعًا أنه إضافة قوية لخط الوسط، بفضل شخصيته القيادية وقدرته على صناعة اللعب من العمق.
وفي واحدة من الصفقات المحلية المهمة، تعاقد الزمالك مع المدافع الشاب محمد إسماعيل قادمًا من نادي زد، مقابل 45 مليون جنيه مصري.
إسماعيل، الذي يُعد من أبرز المدافعين في الكرة المصرية، كان على رادار الأهلي أيضًا في وقت سابق، قبل أن ينجح الزمالك في ضمه، في صفقة تُعزز الخط الخلفي للفريق الذي عانى دفاعيًّا في المواسم الماضية، حيث يتمتع اللاعب بصلابة بدنية وقراءة جيدة للعب، وقد يكون أحد أعمدة الدفاع في الموسم المقبل إذا حافظ على تطوره.
الصيف الحالي شهد أيضًا عددًا كبيرًا من الصفقات الأخرى، سواء من الأندية الكبيرة أو فرق الوسط سواء من البنك الأهلي، سيراميكا كليوباترا وغيرهم، لكن ما ميز هذا الميركاتو الصيفي بالفعل هو الحضور القوي للأندية الثلاثة الكبرى الأهلي، الزمالك، بيراميدز والقدرة المالية التي أظهرتها في إبرام صفقات خارجية، بعضها كان مستهدفًا من أندية أوروبية أو خليجية، قبل أن يُحسم لصالح فرق الدوري المصري.