في قصة رياضية مذهلة تكاد تتجاوز الخيال، أعلن حارس المرمى السابق لامبيرتو بورانغا عن عودته الرسمية إلى الملاعب في سن الـ82، بعد أكثر من أربعة عقود من اعتزال اللعب في الدوري الإيطالي!
وسيعود بورانغا لحراسة المرمى خلال مباراة مع نادي تريفي، الذي ينافس في الدرجة السابعة الإيطالية، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مؤكدًا أن مشاركته ليست دعائية، بل نتاج تحضير جاد وتدريب مستمر وفقًا لما أبرزته صحيفة "ديلي ميل".
تدريب تحت إشراف مدرب إنتر السابق
ورغم تقدمه في العمر، فإن بورانغا يأخذ هذه العودة بمنتهى الجدية، حيث يتلقى تدريبات خاصة تحت إشراف ماركو بونايتي، مدرب حراس المرمى السابق في نادي إنتر ميلان.
ولم يبتعد بورانغا يومًا عن عالم الرياضة؛ بل حافظ على لياقته من خلال المشاركة المستمرة في بطولات الماسترز لألعاب القوى، وحصد خلالها 10 ميداليات دولية، بينها 5 ذهبيات.
مسيرة مذهلة في ألعاب القوى بعد كرة القدم
ومن أبرز إنجازاته في الماسترز، تحقيق رقم قياسي عالمي في الوثب الطويل فئة فوق 65 عامًا، بقفزة بلغت 5.47 متر في عام 2008، كما سجل رقمًا قياسيًّا في الوثب الثلاثي قبل أيام من بلوغه السبعين، بقفزة 10.75 متر.
وفي تصريح لوكالة "أنسا" الإيطالية، قال بورانغا: "سأخوض مباراة واحدة في أكتوبر، وبعدها نرى، لا أريد أن أبدو مهرجًا، القرار النهائي للمدرب، لكنني أشعر أنني في الخمسين من عمري في بعض الأيام".
وأضاف: "أتدرب 4 مرات أسبوعيًّا، بينها حصة بأقصى جهد، وأشارك أيضًا في بطولة أوروبا للماسترز في ألعاب القوى الشهر المقبل في ماديرا، فأنا لا أتوقف عن التدريب القفز الطويل، الثلاثي، والزانة".
ما سر لياقته الفائقة بعد الـ80؟
وبعيدًا عن الملاعب، يحمل بورانغا شهادة في طب القلب، كما يعرف عنه التزامه بنظام صحي صارم.
كما كشف عن أسرار قوته ولياقته قائلًا: "القليل من الطعام، لكن النوع الصحيح، لا كحول ولا تدخين، القليل جدًا من اللحوم، وأعتمد فقط على حليب الصويا، وفطور غني ومتوازن، ولوح شوكولاتة أو طاقة على الغداء، وعشاء خفيف، وبعد كل وجبة، لا بد من المشي، والنشاط البدني دائم".
من فيورنتينا في الدوري الإيطالي إلى كتب التاريخ
يذكر أن بورانغا لعب سابقًا في صفوف فيورنتينا وبيروجيا ضمن منافسات الدوري الإيطالي لكرة القدم، واعتزل اللعب في عام 1983، أي قبل 43 عامًا تقريبًا.
واليوم، يُثبت أن الشغف بالرياضة والعزيمة القوية يمكنهما هزيمة العمر والتاريخ، ليكتب قصة جديدة في أحد الأقسام الدنيا من الدوري الإيطالي.