أصدر الاتحاد المصري لكرة القدم بيانًا رسميًّا، أعلن فيه التوصل إلى اتفاق مع نادي الزمالك، لتسوية جزء كبير من مديونياته المتراكمة، مع الالتزام بسداد الالتزامات المالية الحالية، ووضع جدول زمني لسداد المبالغ المتبقية، وهو ما سمح بإعادة فتح نظام تسجيل اللاعبين للنادي، استعدادًا لانطلاق الموسم الجديد.
الاتفاق يأتي في إطار تطبيق معايير التراخيص واللعب المالي النظيف المفروضة من الاتحادين الدولي والأفريقي، ما يعني أن الأمر لم يكن تفضيلًا بل التزامًا، تجنبًا لحرمان النادي من المشاركة القارية في موسم 2025-26.
الاتحاد اعتبر الاتفاق "نموذجًا لتطبيق معايير التراخيص"، وأكد أن الخطوة تعكس رغبة الفارس الأبيض في تهيئة أوضاعه المالية بما يتوافق مع اللوائح، في مشهد صار مألوفًا، ففي كل موسم تتكرر المشاهد ذاتها.. الزمالك يبرم صفقات ثم يجد نفسه محاصرًا بمشكلات مالية تؤخر قيد لاعبيه، قبل أن يسارع إلى تسوية عاجلة أو اتفاق جديد، يفتح له باب القيد في اللحظات الأخيرة.
السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى يمكن الاستمرار بهذا النمط؟ وهل اقترب النادي الأبيض من معالجة جذرية لأزماته المالية، أم إن الأزمة ستعود في نسخة جديدة بالموسم المقبل؟
قبل أيام فقط، أكد الاتحاد وقف إجراءات قيد لاعبي الزمالك الجدد، بعد تعثر صرف أحد الصكوك المستحقة على النادي ضمن اتفاق جدولة سابق تم إبرامها في الميركاتو الشتوي الماضي، مع توقيع جدول زمني للدفعات المتبقية عبر صكوك محددة المواعيد.
الزمالك يتفق على سداد جزء من مديوناته
وأوضح مصدر بالاتحاد المصري لـ winwin أن مديونات القلعة البيضاء بلغت قيمتها نحو 97 مليون جنيه مصري، وتم الاتفاق على سداد دفعة مقدمة بقيمة 46 مليون جنيه، الأمر الذي ترتب عنه فتح باب القيد، وتم الاتفاق على جدولة بقية المستحقات حتى أبريل/ نيسان المقبل.
الأمر ليس جديدًا على الزمالك، ففي يوليو/ تموز 2022، اضطر مسؤولو الزمالك للحضور إلى مقر الاتحاد المصري من أجل تسوية مستحقات سابقة، وجرى الاتفاق وقتها أيضًا على جدولة المبالغ المتبقية.
وفي فبراير/ شباط 2023، تكررت القصة بشكل أكثر درامية.. الزمالك حاول في الساعات الأخيرة من الميركاتو الشتوي تسجيل لاعبيه، لكن الاتحاد رفض بسبب عدم سداد المديونية أو تقديم صكوك مقبولة الدفع، ليُغلق باب القيد من دون أن يكتمل قيد الصفقات، تبع ذلك استفسار رسمي من الاتحاد المصري للاتحاد الدولي "فيفا" حول صحة إجراءات القيد، ليأتي الرد بأن الأمر شأن داخلي.
ويعلل مسؤولو الفارس الأبيض الأمر بأن تلك المديونيات هي تراكمات مجالس إدارات سابقة، واعدين بأن الأزمة سيتم حلها بشكل نهائي.
من جانبه، قام الفارس الأبيض خلال الميركاتو الصيفي الجاري بإبرام صفقات عدة، أبرزها التعاقد مع الأنغولي شيكو بانزا والمغربي عبد الحميد معالي، الفلسطيني آدم الكايد ومواطنه عدي الدباغ الذي تم التوصل لاتفاق لضمه، إلى جانب لاعبين محليين، مثل أحمد شريف وأحمد ربيع والمهدي سليمان.
ومنح الاتفاق الأخير الفريق المصري فرصة للخروج من الأزمة، ويملك مسؤولو النادي تقديم مؤشرات بشأن مدى قدرتهم على استثمار تلك الفرصة، للتوصل لحل نهائي قبل فترات القيد المقبلة.
ويفتتح "الفارس الأبيض" مشواره في الموسم الجديد لبطولة الدوري المصري 2025-26، بمواجهة صعبة أمام سيراميكا كليوباترا يوم الجمعة المقبل.