يواجه المدرب إيدي هاو معضلة كبيرة في نيوكاسل بسبب مهاجمه السويدي ألكسندر إيزاك الذي يبدو عازمًا على مغادرة الفريق هذا الصيف، على الرغم من رفض النادي القاطع لذلك.
إيزاك الذي يحلم بالانتقال إلى ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، غاب عن جولة الفريق التحضيرية للموسم الجديد، كما لم يشارك في تدريبات الفريق الأول، في ظل استمرار الشد والجذب بين الطرفين.
إيزاك مصمم على الرحيل عن نيوكاسل
وقد أفادت تقارير صحفية، أبرزها ما ذكره ديفيد أورنستين من "ذا أتلتيك"، بأن إسحق "لا يرغب في العودة إلى المجموعة" ويشعر أنه قد خاض مباراته الأخيرة بقميص نيوكاسل.
وكان ليفربول قد تقدم بعرض ضخم وصلت قيمته إلى 110 ملايين جنيه إسترليني، قوبل بالرفض الفوري من إدارة نيوكاسل، التي ترفض التفريط في نجمها الأول.
لكن تصرفات إيزاك تشير إلى محاولته الضغط من أجل الرحيل، في وقت فشل فيه نيوكاسل في التعاقد مع بديل هجومي حتى الآن، بعد تعثر المفاوضات مع أسماء مثل هوغو إيكيتيكي وبنيامين سيسكو، بالإضافة إلى تعقيد الصفقات المحتملة لضم يوان ويسا وسامو أجيهوا.
هذا الوضع المعقد يضع المدرب إيدي هاو في موقف لا يُحسد عليه، لكن التاريخ يقدم له خريطة طريق واضحة من أسطورة التدريب السير أليكس فيرغسون، الذي لطالما أكد أن "النادي فوق الجميع"، ولم يتردد في اتخاذ قرارات صارمة تجاه النجوم الذين تجاوزوا الحدود.
درس من فيرغسون: لا أحد أكبر من مانشستر يونايتد
ووفقًا لما نشره موقع "sportbible" كان السير أليكس فيرغسون قد رسخ في مانشستر يونايتد ثقافة الانضباط والاحترام، حيث اشترط في عقده ألا يتقاضى أي لاعب راتبًا أعلى منه، كما لم يتردد في معاقبة النجوم حين يتخطون حدودهم.
من أبرز الحوادث، كانت مع بول سكولز حين رفض الأخير اللعب في مباراة بكأس الرابطة أمام أرسنال، بعد أن تم استبعاده من لقاء سابق أمام ليفربول.
فيرغسون عاقبه بخصم أسبوعين من راتبه، في قرار جعل سكولز يشعر أن مسيرته مع النادي قد انتهت.
سكولز قال لاحقًا: "ذهبت إلى محطة القطار لأخبره أنني لن أشارك، كان تصرفًا مجنونًا وغبيًا، لكنني فقدت أعصابي، بعد ذلك دخلنا فترة التوقف الدولي ولم أتحدث معه لمدة 10 أيام، ظننت أنني انتهيت في مانشستر يونايتد".
فان نيستلروي.. نهاية حادة رغم العلاقة القوية
حادثة أخرى لا تنسى كانت مع الهداف الهولندي رود فان نيستلروي، الذي غضب بشدة من عدم مشاركته في نهائي كأس الرابطة عام 2006 أمام ويغان.
فيرغسون قرر منح الفرصة للوافدين الجدد باتريس إيفرا ونيمانيا فيديتش، الأمر الذي أثار غضب فان نيستلروي الذي انفجر غاضبًا ووجه إهانات لمدربه.
اللاعب الهولندي قال لاحقًا: "كانت نهاية قاسية من الطرفين، خاصة بعد علاقة قوية دامت خمس سنوات، وفي لحظة غضب فقدت أعصابي، وقلت له أشياء ندمت عليها كثيرًا، بعد فترة، شعرت بالذنب وتواصلت معه لأعتذر".
انتهت قصة فان نيستلروي في الصيف التالي، حيث انتقل إلى ريال مدريد، لكن مانشستر يونايتد واصل مسيرته الناجحة، وحقق لقب دوري الأبطال 2008 وثلاثية الدوري الإنجليزي بعد رحيله، بفضل تألق واين روني وكريستيانو رونالدو وكارلوس تيفيز.
ماذا بعد في أزمة إيزاك مع نيوكاسل؟
نيوكاسل يبدأ موسمه الجديد بمواجهة أستون فيلا يوم السبت، لكن من المرجح أن يغيب إيزاك عن اللقاء، في ظل توتر العلاقة بينه وبين النادي.
الصفقات الجديدة الوحيدة للنادي هذا الصيف تمثلت في التعاقد مع الجناح السويدي أنتوني إيلانغا مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، واستعارة الحارس آرون رامسديل من أرسنال.
يبقى السؤال الأهم: هل ينجح إيدي هاو في فرض شخصيته على الفريق والسير على خطى فيرغسون؟ أم أن نيوكاسل سيضطر للتخلي عن نجمه تحت ضغط الواقع؟