دخل نادي الزمالك في أزمة جديدة أثارت قلق جماهيره، بعدما فوجئ مسؤولوه بقرار رسمي من وزارة الإسكان يقضي بسحب أرض 6 أكتوبر المخصصة لإقامة فرع النادي الجديد، مع وقف جميع أعمال البناء والإنشاء الجارية هناك.
وسقط الزمالك في فخ التعادل 0-0 أمام المقاولون العرب، ضمن منافسات الجولة الثانية لبطولة الدوري المصري الممتاز.
وحسب مصادر داخل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مدينة 6 أكتوبر، أكدت أن القرار جاء بعد سلسلة من الإنذارات الرسمية لإدارة النادي لعدم الالتزام بالجدول الزمني وعدم الانتهاء من تنفيذ المنشآت المقررة، مشيرة إلى أن الأرض التي تبلغ مساحتها 129 فدانًا جرى استردادها رسميًا بقرار سيادي لا رجعة فيه.
لكن في المقابل، يرى مسؤولو "القلعة البيضاء" أن ما حدث غير مبرر، حيث أوضح نائب رئيس النادي، هشام نصر، عبر قناة "المحور" أنهم تلقوا في وقت سابق خطابًا رسميًا بمد المهلة حتى سبتمبر 2026، مضيفًا: "كنا نعمل في الموقع بشكل طبيعي، وفوجئنا بقرار السحب رغم امتلاكنا التراخيص اللازمة".
مسؤولو الزمالك يناشدون لحل أزمة أرض 6 أكتوبر
ودفعت الأزمة مسؤولي النادي للمطالبة بتدخل رئاسة الجمهورية، حيث ناشد حسام المندوه، أمين الصندوق، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإعادة النظر في القرار، قائلاً عبر قناة "أون": "بدأنا بالفعل التعاقد مع مستثمرين ودفعنا أموالاً للمقاول، والجماهير كانت تنتظر تحقيق حلم إنشاء فرع أكتوبر منذ سنوات طويلة".
وترجح مصادر أن نادي ميت عقبة خصص جزءًا من الأرض لإنشاء مول تجاري ومجمع سكني، وهو ما يخالف الغرض الأساسي للتخصيص الذي اقتصر على إنشاء منشآت رياضية، عوضًا عن تأخر التنفيذ، وهو ما كان من بين الأسباب الرئيسية التي عجلت بسحب الأرض.
وفي خضم الأزمة، أكد أحمد حسام ميدو لاعب وعضو لجنة التخطيط السابق بالنادي، أن موقف ناديه سليم، بقوله عبر حسابه على “إكس": "قبل الحديث عن محاولة سحب قطعة الأرض المخصصة للنادي في 6 أكتوبر، تحققت من صحة معلوماتي من أكثر من جهة. أوراق الزمالك كاملة، وقد دفع النادي الرسوم الخاصة بزيادة نسبة البناء وعدد الأدوار في المباني، كما تسلم خطابًا رسميًا بمد المهلة المقررة حتى الانتهاء من المرحلة الأولى من المباني بنسبة 30%.
وأضاف في تغريدة أخرى: "النادي تسلم هذه الأرض منذ عام 2004، ولم يُبن عليها شيء طوال هذه السنوات، ولم يعترض أحد. واليوم، وبعد أن بدأ الزمالك في التعاقد على إنشاء 27 ملعبًا وشرع في تحريك المشروع بما يحقق له موارد مالية ويضعه على الطريق الصحيح دون دعم خارجي، صدر قرار بوقف العمل وسحب الأرض".
وختم بالقول: "جميع المستندات التي تثبت قانونية إجراءات الزمالك بحوزتنا، ونناشد المسؤولين دعم النادي بالقانون، والوقوف ضد أي محاولة لإعاقته، ونحن على ثقة أن الدولة تدرك أهمية هذا المشروع لاستقرار الزمالك ومستقبله الرياضي والمالي".
وترى جماهير الزمالك بل أيضًا مسؤولوه في فرع 6 أكتوبر حلمًا طال انتظاره، لكنهم باتوا اليوم أمام واقع صادم، فهو مشروع استثماري ورياضي كان يُعول عليه لإنقاذ النادي ماليًا وإعادة هيبته، توقف فجأة، لتبقى الأنظار متجهة نحو ما إذا كان هناك تدخل على مستوى أعلى قد يعيد الأمل، أم أن الأرض قد أصبحت طي النسيان، بعد أزمات استمرت لسنوات.
تاريخ أزمات أرض الزمالك في 6 أكتوبر
وكما ذكر ميدو، تم تخصيص أرض نادي الزمالك لصالح النادي في موقع إستراتيجي بمدينة 6 أكتوبر، منذ عام 2004 خلال ولاية مرتضى منصور الأولى كرئيس للنادي، بهدف إقامة فرع متكامل يضم منشآتٍ رياضية واجتماعية فاخرة تخدم جماهير وأعضاء النادي في مناطق 6 أكتوبر والشيخ زايد والمناطق المجاورة.
وعلى مر السنوات الماضية، اصطدم ذلك المشروع بعقبات ومعوقات عدة، ففي عام 2007، تم سحب الأرض ووقف التراخيص الممنوحة للنادي، بسبب تقاعس النادي عن استيفاء الاشتراطات وبدء النشاط المقرر.
ومع عودة مرتضى منصور لرئاسة النادي، عاد تخصيص قطعة الأرض مجددًا في عام 2014 لصالح الزمالك، قبل أن يتم سحب الأرض مرة أخرى في عام 2021 لعدم البدء في الإنشاءات المخطط لها، ومن ثم تولى مجلس حسين لبيب الأمر، مجددًا التراخيص للانطلاق في تنفيذ المشروع، وفق جدول زمني محدد، لكن أدى تأخر النادي في البدء بالعمل في الأرض وفقًا للجدول الزمني المحدد، إلى سحب الأرض.
ولم تقتصر مشاحنات النادي ومسؤوليه عند قطعة أرض أكتوبر على مر السنوات الماضية، إذ دخل مرتضى منصور ومجلس إدارته في صراعات عدة مع المسؤولين فيما يخص فرع النادي النهري في منطقة العجوزة، حيث تم هدم السور الخاص بالفرع عدة مرات بسبب المخالفات.