تزخر القارة السمراء بعديد اللاعبين الرائعين الذين لطالما قدموا الكثير في الملاعب الأوروبية، ولكن كثيرًا منهم لم ينجحوا في الحصول على "البالون دور"، لتظهر قائمة لاعبين أفارقة لم يفوزوا بالكرة الذهبية.
في كل بلد أفريقي، من شمال القارة السمراء إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، تجد كرة القدم حاضرة بقوة في حياة الناس، لدى الأطفال الذين يلعبون في الشوارع، والكبار الذين يشجعون منتخباتهم الوطنية.
أنجبت القارة الأفريقية عديد اللاعبين البارزين على مر السنين، على غرار روجيه ميلا، عبيدي بيليه، نوانكو كانو، جي جي أوكوتشا، حسام حسن ورابح ماجر، الذين يُعدون نماذج في قائمة طويلة من اللاعبين الأفارقة، الذين تركوا بصماتهم في اللعبة.
وعلى الرغم من الإنجازات الفردية والجماعية، فقد ظلت جائزة الكرة الذهبية -وهي أعلى جائزة فردية في عالم كرة القدم- بعيدة عن متناول اللاعبين الأفارقة، في حين كان جورج ويا الاستثناء الوحيد، عندما توج بها عام 1995.
وفي هذا التقرير، يستعرض "winwin" أفضل 5 لاعبين أفارقة لم يفوزوا بالكرة الذهبية.
أفضل 5 لاعبين أفارقة لم يفوزوا بالكرة الذهبية
ديدييه دروغبا - كوت ديفوار
كان ديدييه دروغبا أحد أفضل المهاجمين في العالم في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ في عام 2006، وصل لأول مرة إلى المراكز العشرة الأولى في تصنيف الكرة الذهبية، واحتل المركز الخامس في العام التالي، ليكون ضمن قائمة لاعبين أفارقة لم يفوزوا بالكرة الذهبية.
عام 2006 كان استثنائيًّا للمهاجم الإيفواري؛ إذ فاز فيه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية تواليًا مع تشيلسي، وكان لاعبًا أساسيًّا في الفريق. وعلى الرغم من أن عدد أهدافه لم يكن جيدًا، إلا أنه اكتسب شهرة كبيرة بقدرته على الانطلاق خلف المدافعين، والتي تعد مهارة مهمة في كرة القدم، وفي الأوقات الحرجة، كان دروغبا قادرًا على لعب دور المنقذ وتسجيل الأهداف، كما فعل في عديد المناسبات مع "البلوز".
في عام 2007، حلّ في المركز الرابع في ترتيب الكرة الذهبية، خلف ليونيل ميسي، كريستيانو رونالدو، وريكاردو كاكا الفائز بالجائزة. كان هذا أقرب ما يكون للفوز بالجائزة الكبرى في مسيرته الكروية. ومن المثير للاهتمام أنه لم يتمكن من الفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي أيضًا في ذلك العام، إذ حلّ ثانيًا خلف المالي فريدريك كانوتي.
ساديو ماني - السنغال
يسير ساديو ماني على خطا ديدييه دروغبا، حيث فرض جناح النصر السعودي مباشرة نفسه في قائمة أفضل اللاعبين المرشحين لنيل الكرة الذهبية، على مدار بضع سنوات.
في عام 2017، احتل ماني المركز 23 في ترتيب الكرة الذهبية، وفي 2018، تقدم إلى المركز 22، ثم قفز في عام 2019 إلى المركز الرابع. هذا المسار التصاعدي المثير للإعجاب جعل البعض يتوقع أن يكون نجم "أسود التيرانغا" أول لاعب أفريقي يفوز بالجائزة، منذ جورج ويا في عام 1995.
تحسّّن ماني بشكل كبير في قدرته على تسجيل الأهداف في السنوات الأخيرة، ما ساعده على ترسيخ نفسه كواحد من أفضل المهاجمين في العالم، ففي موسم 2021-2022، سجّل 23 هدفًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفاز بكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس كاراباو مع ليفربول، كما قاد السنغال إلى التتويج بكأس الأمم الأفريقية 2021، بعد الفوز على منتخب مصر في المباراة النهائية بركلات الترجيح.
رياض محرز - الجزائر
بعدما قاد منتخب بلاده إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر، للمرة الأولى منذ 29 عامًا، أصبح رياض محرز أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
قدّم محرز مستويات رائعة للغاية مع ليستر سيتي، وحصد عديد الألقاب مع أندية مختلفة، إلا أن لقب الدوري الإنجليزي الممتاز الذي فاز به مع الثعالب في عام 2016، يظل هو أكبر إنجازاته بالإضافة إلى تتويجه بالثلاثية مع مانشستر سيتي بعد ذلك.
كان ليستر سيتي فريقًا مغمورًا في ذلك الوقت، ولم يكن يتوقع أحد أن يفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز، لكن محرز قاد الفريق إلى تحقيق المستحيل، حيث سجّل 18 هدفًا، وقدّم 10 تمريرات حاسمة في ذلك الموسم.
لم يكن من المستغرب أن يُدرَج اسم اللاعب مباشرةً في قائمة المرشحين لجائزة الكرة الذهبية، حيث حصل على المركز السابع في ذلك العام، ليكون ضمن لاعبين أفارقة لم يفوزا بالكرة الذهبية ومع ذلك، لم يتمكن من تكرار هذا الإنجاز منذ ذلك الحين، رغم الإنجازات العديدة التي حققها مع مانشستر سيتي قبل الرحيل عن صفوفه، والانضمام إلى الأهلي السعودي.
محمد صلاح - مصر
محمد صلاح هو اللاعب الأفريقي الأكثر نجاحًا في جائزة الكرة الذهبية في السنوات الأخيرة، حيث احتل المركز السادس مرتين متتاليتين منذ عام 2018.
كان صلاح يُعرَف دائمًا بسرعته ومهاراته الفنية، لكن القليل منهم توقع أن يصبح أحد أفضل الهدافين في العالم، منذ انضمامه إلى صفوف ليفربول الإنجليزي، قادمًا من روما الإيطالي.
طفرة تسجيل الأهداف غير المتوقعة لصلاح دفعته إلى المنافسة على الكرة الذهبية في عام 2018، حيث احتل المركز السادس، إذ إن تعرضه للإصابة في نهائي دوري الأبطال -ذلك العام- أمام ريال مدريد، ثم خسارة المباراة، قلّص من فرصه التي كانت كبيرة جدًّا للفوز بالجائزة، حيث لم يكن ميسي ولا رونالدو في المنافسة.
في الموسم التالي، استمر محمد صلاح في لفت الأنظار، وتقدم إلى المركز الخامس في تصنيف الكرة الذهبية، متجاوزًا زميله السابق في ليفربول ساديو ماني. ومع اقتراب نهاية مسيرته الكروية في أوروبا، قد تصبح فرصة النجم الدولي المصري في الفوز بالجائزة أكثر صعوبة في السنوات القادمة.
صامويل إيتو - الكاميرون
يعد صامويل إيتو -على نطاق واسع- أحد أعظم اللاعبين الأفارقة في التاريخ، وقد اقترب أكثر من أي لاعب أفريقي آخر من الفوز بالكرة الذهبية؛ إذ تم ترشيحه لجائزة الكرة الذهبية 10 مرات، منها 4 مرات احتل فيها المركز الثاني.
طوال مسيرته الكروية الطويلة، التي امتدت من سن 19 إلى 35 عامًا، كان صامويل إيتو لاعبًا متعدد المواهب، يتمتع بقدرة استثنائية على التهديف، كما كان يتمتع بمهارات فنية عالية، وقدرة على المراوغة بسرعة، ورؤية رائعة للمرمى، وكان دائمًا يبحث عن خلق الفرص لمساعدة زملائه في الفريق.
دخل إيتو تصنيف الكرة الذهبية لأول مرة في عام 2004، واحتل المركز الخامس عشر، وبعد ذلك، استمر في التألق على أعلى مستوى في كرة القدم لثماني سنوات متتالية، في إنجاز يؤكد قيمته الكبيرة في عالم كرة القدم.
وتابع التقدم في تصنيف الكرة الذهبية لعام 2005 بحصوله على المركز العاشر، ثم تحسن مستواه في العام التالي ليحتل المركز السابع، لكن في عام 2007، تراجع بشكل كبير، ليحتل المركز 30.
في عام 2008، عاد اللاعب إلى مستواه المعهود ليحتل المركز 17، ثم في عام 2009، قدم موسمًا رائعًا مكنه من دخول قائمة أفضل 5 لاعبين في العالم، وهو أعلى مستوى وصل إليه على الإطلاق. استمر اللاعب في تلك القائمة لمدة 3 سنوات أخرى، حتى عام 2012.
ثبات مستوى إيتو على مدار عقود من الزمن أمر نادر الحدوث، ويبقى أن نرى إن كان أي مهاجم أفريقي آخر قادرًا على تحقيق نفس الإنجاز.