أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قرارًا يُلزم نادي بيراميدز المصري بسداد ما يقارب 97 مليون جنيه مصري لنادي هدرسفيلد تاون الإنجليزي، على خلفية مستحقات صفقة انتقال رمضان صبحي عام 2020.
وتعود القضية إلى سبتمبر 2020 حين أتم النادي الصفقة بعد رفض اللاعب الانتقال إلى الأهلي مقابل 2.5 مليون جنيه إسترليني تُدفع على أقساط، مع إضافات مشروطة تصل إلى نصف مليون، غير أن خلافات حول مواعيد السداد دفعت هدرسفيلد للجوء إلى فيفا، الذي ألزم الفريق بالسداد مع غرامات وفوائد تأخير، وهدد بفرض عقوبة إيقاف القيد لثلاث فترات متتالية حال عدم الامتثال.
وكشفت المستندات الرسمية أن الفريق المصري تأخر في سداد الدفعات المالية المتفق عليها ضمن عقد التسوية الموقع في فبراير 2022، ما دفع هدرسفيلد إلى اللجوء لغرفة فض المنازعات بالفيفا.
وحسب قرار الفيفا، فإن بيراميدز مطالب بتسديد المبلغ المستحق كاملاً، بالإضافة إلى فوائد وغرامات تأخير، وذلك خلال مهلة أقصاها 45 يومًا من تاريخ الإخطار بالقرار، وفي حال عدم الامتثال، سيفرض "فيفا" عقوبات صارمة على النادي المصري، أبرزها منع تسجيل لاعبين جدد محليًا ودوليًا لمدة تصل إلى ثلاث فترات انتقال متتالية، مع إمكانية إحالة القضية إلى لجنة الانضباط.
تفاصيل الاتفاق وأسباب خلاف بيراميدز وهدرسفيلد تاون بسبب رمضان صبحي
وكان بيراميدز وهدرسفيلد قد وقعا اتفاقًا يوم 10 سبتمبر 2020 ينص على انتقال رمضان مقابل 2.5 مليون جنيه إسترليني تُدفع على ثلاث دفعات:
مليون جنيه إسترليني يوم توقيع العقد.
750 ألفًا في يناير 2021.
750 ألفًا في يوليو 2021.
كما تضمن العقد بنودًا إضافية مرتبطة بعدد مشاركات اللاعب وأهدافه، تصل قيمتها إلى 500 ألف جنيه إسترليني.
ومع تأخر بيراميدز في سداد الدفعات، لجأ هدرسفيلد إلى غرفة أوضاع اللاعبين في فيفا في نوفمبر 2021، مطالبًا بمستحقاته وفوائد تأخير، ولاحقًا، في فبراير 2022، توصل الطرفان إلى تسوية جديدة تعيد جدولة المبالغ، بلغت قيمتها 919 ألف جنيه إسترليني على ثلاث دفعات حتى نهاية نوفمبر من العام نفسه، لكن الاتفاقية تضمنت بندًا ينص على أنه في حال الإخلال بالسداد، تُصبح جميع الأقساط مستحقة فورًا، مع غرامة تعاقدية 10% وفائدة 5% سنويًا.
ومع نهاية موسم 2021-2022، أرسل بيراميدز خطابًا يطلب فيه تأجيل مواعيد السداد استنادًا إلى "ظروف قاهرة" بعد تمديد الموسم محليًا، لكن هدرسفيلد رفض، مؤكداً أن لا وجود لقرار رسمي بتأجيل الموسم، وأن النادي المصري لم يسدد أيًا من الأقساط المستحقة.
وفي أكتوبر 2022، رفع هدرسفيلد دعوى جديدة أمام فيفا يطالب فيها بمستحقاته كاملة، إضافة إلى الغرامات والفوائد، ليصل المبلغ المطلوب إلى ما يقارب 97 مليون جنيه مصري، ليحسم القاضي المخول من فيفا الأمر بإقراره أن بيراميدز أخل بالتزاماته ولم يقدم أدلة كافية على "القوة القاهرة" وأن النادي ملزم بسداد المبلغ الأصلي + غرامة 10% + فوائد تأخير.
وخلال المستندات نفسها الخاصة بالقضية، ظهرت كواليس مثيرة عن مفاوضات الأهلي مع هدرسفيلد قبل انتقال رمضان لبيراميدز حيث إن "المارد الأحمر عرض 3.5 مليون إسترليني، لكن النادي الإنجليزي وضع شرطًا: الرد قبل الثانية عشرة ظهرًا يوم 11 أغسطس 2020 بالتوصل لاتفاق مع اللاعب ومن ثم إتمام الصفقة، وإلا يعود اللاعب فورًا لإنجلترا، ليقودنا ذلك الشرط الزمني إلى طلب النادي القاهري من اللاعب سرعة حسم موقفه سريعًا، والذي أصبح لاحقًا حديث الشارع الكروي المصري، وعُرف إعلاميًا بجملة "ساعة وترد علينا" والتي جاءت من أمير توفيق مدير التعاقدات السابق للاعب.
ورغم أن الأهلي رفع عرضه إلى 3.5 مليون إسترليني، أتم بيراميدز الصفقة بعد شهر مقابل 2.5 مليون فقط بعد رفض اللاعب الانتقال بصفة دائمة إلى فريقه السابق والموافقة على الانتقال للنادي السماوي وبشروط دفع ميسرة.
وكشفت المستندات الخاصة بالقضية أيضًا إعارة رمضان الثانية للأهلي في 2019–2020 كلفت النادي 1.6 مليون إسترليني لموسم واحد، إضافة إلى 300 ألف كحوافز مرتبطة بالتتويج بالدوري ودوري الأبطال، وهو ما تسبب في أزمة مع النادي الإنجليزي بعد فوز الأهلي بالبطولتين عقب انتهاء فترة الإعارة رسميًا.