حسم بايرن ميونخ تأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بانتصاره على باريس سان جيرمان الفرنسي 2-0 سهرة الأربعاء، في المباراة التي أقيمت بملعب "أليانز أرينا" معقل بايرن أمام نحو 60 ألف مشجّع في المدرجات.
وكرر بايرن ميونخ -بطل المسابقة 5 مرّات- فوزه الذي حققه في الذهاب 1-0 قبل أسبوعين على باريس سان جيرمان، ليصعد إلى مصاف الثمانية الكبار في دوري أبطال أوروبا، بانتصاره بمجموع المباراتين بهدفين نظيفين 3-0.
المهاجم الكاميروني إيريك ماكسيم تشوبو موتينغ افتتح التهديف في الدقيقة (61) مغتنمًا خطأ دفاعيًّا من لاعبي الباريسي، وضاعف زميله الألماني سيرج غنابري النتيجة في الدقيقة الأخيرة من المباراة إثر هجمة مرتدة.
أعباء دفاعية على ثلاثي وسط باريس
تحمّل ثلاثي عمق وسط باريس سان جيرمان، فيتينيا وفيراتي ورويز، أعباءً دفاعيةً كبيرةً لمواجهة سيطرة لاعبي بايرن ميونيخ على الكرة وظلوا منكمشين في مناطقهم، الأمر الذي أسهم في اختفاء أي أدوار هجومية من عمق الملعب للنادي الباريسي، واقتصرت خطورته على انطلاقات الرواق الأيمن من أشرف حكيمي، ولعب الكرات الطولية إلى مبابي في الأمام.
اغتنام الأخطاء "مهم للغاية"
لاحت فرصة تسجيل لفيتينيا أواخر الشوط الأول وكاد يسجّل هدفًا في المرمى الخالي من حارسه، السويسري يان سومر نتيجة خطأ دفاعي؛ لكن رعونة اللاعب في التصويب أدّت إلى ضياع هدف محقق. وفي المقابل اغتنم لاعبو بايرن ميونخ هفوة فيراتي في منطقة الجزاء وسجّلوا هدفًا قتلوا به المباراة تمامًا.. استغلال الأخطاء أمر حاسم للغاية في المباريات الإقصائية وهو ما عجز عنه لاعبو البي إس جي.
لعنة الإصابات لاحقت باريس
كان من الواضح أن باريس سان جيرمان افتقد خدمات لاعبه المصاب والمنتهي موسمه، نيمار جونيور، حيث فشل لاعبو الوسط في تقديم الدعم الهجومي المناسب، ليبدو الثنائي مبابي وميسي منعزلين تمامًا في الأمام.
كما أن إصابة القائد ماركينيوس في الشوط الأول وخروجه أفقدت باريس سان جيرمان ميزة البناء من الخلف، وحتّى اللاعب الذي عوّض ماركينيوس وهو نورد موكيلي، تعرّض بدوره لإصابة أوائل الشوط الثاني وخرج لصالح زميله إل شاديل بيتشيابو.
يمكن القول إن الإصابات بعثرت أوراق كريستوف غالتييه المدرب الفرنسي لسان جيرمان، واضطرته إلى إجراء تبديلين إجباريين، فضلًا عن حرمانه من أهم لاعبي الموسم، نيمار، الذي سجّل 18 مرّة وقدّم 17 تمريرة حاسمة في كل البطولات.
تعامل بايرن الذكي مع المباراة
دخل بايرن ميونخ المباراة متقدمًا بهدف نظيف سجّله في الذهاب، لذلك لم يندفع لاعبوه إلى الهجوم، وأحدثوا توازنًا بين الحالة الدفاعية والهجومية. حيث لعب النادي البافاري على وتر استغلال أخطاء الخصم، وهو ما حدث في لقطة الهدف الأول، وحتّى في الهدف الثاني الذي سُجّل نتيجة الضغط المكثّف والضرب بهجمة معاكسة.
فقر الحلول الباريسية
لم يجد المدرب غالتييه حلولًا فعّالة في مقاعد البدلاء، وكانت أوراقه الرابحة التي ألقاها في الملعب عبارة عن لاعبين شباب مغمورين لا يرتقوا إلى مستوى الحدث، وتحديدًا وارن زاير إيمري (17 عامًا) وهوغو إيكيتي (19 عامًا).
لمعرفة كيف أن حلول المدرب غالتييه فقيرة، فإن بايرن ميونخ أشرك في الشوط الثاني كُلًّا من السنغالي ساديو ماني والألمانيين ليروي ساني وسيرج غنابري الذي سجّل الهدف الثاني. ما يحتم على باريس إيجاد دكة بدلاء مقاربة -على الأقل- لمستوى اللاعبين الأساسيين.