ربما تكون مسابقة دوري أبطال أوروبا إحدى أكثر المسابقات الرياضية التي من الصعب التنبؤ بنتائجها في المطلق. فقد تشتري الأندية المتنافسة أفضل اللاعبين في العالم وأغلاهم أو تُعيّن أكثر المدربين نجاحًا، وقد يطبِّق المدربون أفضل استراتيجيات اللعب، وقد يتكهن المشجعون بنجاح مشوار فريقهم المفضل، لكن يظل التشويق حاضرًا دائمًا منذ انطلاقة الصافرة وحتى التتويج.
مع صافرة النهاية الأخيرة يمكننا التأكد حقًا مِن هوية الفائز، وغالبًا ما ينتهي الحال عكس ما يتوقعه المحللون، وتكون الفرق غير المرشحة هي الأوفر حظًا للظفر بذات الأذنين.
بداية مباريات دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء
على مدار السنوات الماضية، هناك 5 عوامل حسمت اللقب للفريق الفائز، تمثلت في الصلابة الدفاعية، ومستوى المرونة، والمهارات الفردية، والتماسك الفني والعقلي للفريق، والقدرة التكتيكية على التكيُّف مع المدير الفني.
1- الصلابة الدفاعية
هي القدرة على تقليل فرص تلقي الأهداف، كما يُشاع في الأوساط الرياضية "الهجوم يفوز بالمباريات؛ لكن الدفاع يفوز بالبطولات".
2- مستوى المرونة
تتمثل في قدرة الفريق على البقاء في وضع الاستعداد دائمًا خلال الأوقات الصعبة المتمثلة في التأخر في النتيجة، مع إمكانية العودة من حافة الهاوية أو الخسارة المحققة لحسم المباريات والبطولات.
3- القدرة التنافسية للمهارات الفردية
أما المهارات الفردية فهي فنيات نوعية تصنع الفارق في مواقف كثيرة، خاصة إذا تمتع الفريق بكمية وفيرة ونوعية عالية من المواهب ضمن صفوفه، فكلما زادت قدرة اللاعبين على التنافسية زادت قدرات الفريق على إحداث الفارق وحسم المواجهات.
4- التماسك الفني والعقلي للفريق
أما التماسك الفني العقلي هو مستوى التوازن التكتيكي والعقلي، فكلما ظل الفريق أكثر تنظيمًا وتركيزًا، قلّت هفواته واقترب من تحقيق الانتصارات والتتويج بالبطولات.
5- قدرة المدير الفني على التكيف مع لاعبيه
هي بطبيعة الحال قدرة المدرب على اتخاذ القرارات المناسبة والخيارات المناسبة ومهارات طاقمه ولاعبيه، وخاصةً في الظروف التي سيواجهها خلال المباريات والتي يفرضها الخصم والأجواء والرهان.
بناءً على هذه المعايير، سيقيم موقع "winwin" في هذا التقرير الأندية الأوفر حظًا في موسم دوري أبطال أوروبا 2022-2023.
بايرن ميونخ
يُعَدّ ضم السنغالي ساديو ماني ميزة كبيرة لبايرن ميونخ الألماني هذا الموسم، وعلى الرغم من أنه ليس هدّافًا مثل البولندي المغادر، روبرت ليفاندوفسكي، فإنه موهوب في التسجيل في اللحظة الحاسمة، كما أن مشاركته في المباراة وأسلوب ضغطه يتناسبان بالفعل مع تنظيم جوليان ناغلسمان التكتيكي للمباريات.
الهولندي ماتيس دي ليخت جاء هذا الموسم لمعالجة نقاط الضعف الدفاعية للفريق البافاري في الموسم الماضي. ومن هنا جاءت العروض الرائعة في بداية الموسم للعملاق الألماني، فقد تم تعويض الراحلين، جيروم بواتينغ، ديفيد ألابا ونيكولاس زوله، بشكل كافٍ للمطالبة بتحقيق اللقب القاري.
ريال مدريد
التماسك الفني والعقلي للفريق الملكي لم يعد سرًّا، وهذا العنصر -بشكلٍ خاصٍ- إلى جانب تكيُّف المدير الفني هما ما سمح لريال مدريد بالفوز بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، كما تضمن المرونة والأداء الفردي الفائق للاعبيه حسم المباريات في الأوقات الصعبة.
هدف فينيسيوس جونيور في مرمى ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا 2022
يمثل رحيل كاسيميرو ضربةً قويةً، ليس فقط لهذا التماسك ولكن أيضًا للصلابة الدفاعية للفريق. وسيضطر كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، إلى الاعتماد على نضج لاعبي خط الوسط الدفاعيين لجلب الثقة إلى الفريق، كما سيعتمد أيضًا على خبرة المدافع أنطونيو روديغر لتأمين الخط الخلفي.
برشلونة
عزز نادي برشلونة تشكيلته، وأصبح أحد أفضل الأندية من حيث الموهبة والمهارات الفردية. فوصول روبرت ليفاندوفسكي بجانب رافينيا، ناهيك عن المستوى الرائع للثلاثي عثمان ديمبيلي، وغافي وبيدري، يجعل النادي من أخطر الأندية في العالم هجوميًّا.
ما زال التماسك الفني والعقلي معيارًا عصيًّا على النادي الكتالوني. كما أن الصلابة الدفاعية ليست بالدرجة الكافية لحصد البطولات أو الحفاظ على عذرية الشباك، وقد ظهر ذلك بشكل واضح خلال لقاء إشبيلية، حيث تصدى تير شتيغن للعديد من الكرات الخطيرة.
على الرغم من أن تشافي أظهر مرونةً تكتيكيةً جيدةً جدًا الموسم الماضي، إلّا أن المدرب الشاب لا يتمتع بالخبرة الكافية لإدارة منافسات دوري أبطال أوروبا.
باريس سان جيرمان
شَرَع مهاجمو باريس سان جيرمان في الاستفادة من التوازن التكتيكي الناتج من طريقة 3-4-3 التي بدأها المدرب الجديد كريستوف غالتييه. حصل لاعبو خط الوسط على الدعم الذي كان مفقودًا العام الماضي للثلاثي الهجومي ليونيل ميسي، ونيمار وكيليان مبابي.
لم يحظَ النادي الباريسي بصلابة دفاعية جيدة خلال الهزيمة أمام ريال مدريد في الدور ثُمن النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. واستمرار ذلك الوهن الدفاعي مصدر خطرٍ عليهم، خاصةً بعد رحيل لاعبي خط الوسط الدفاعيين لياندرو باريديس وإدريسا غاي.
مانشستر سيتي
أدّى وصول إيرلينغ هالاند إلى تحسين مرونة مانشستر سيتي الهجومية. حيث سيتمكن المهاجم النرويجي من تحويل العديد من الفرص التي يصنعها زملاؤه في الفريق.
الصرامة التكتيكية للمدرب بيب غوارديولا كلّفته بالفعل اللقب خلال العامين الماضيين. هذا الافتقار إلى المرونة يُهدّد التماسك الفني والعقلي الضروري للفوز بالمباريات المهمة ويؤدي إلى خيارات تكتيكية سيئة مع المواقف التي يواجهها الفريق.