يستعد المنتخب الجزائري للمشاركة في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون في الفترة الممتدة من 9 يناير/ كانون الثاني إلى 6 فبراير/ شبّاط المقبل، من أجل الدفاع عن اللقب الذي حققه في مصر صيف عام 2019، ولن يكون طريق المنتخب الجزائري مفروشًا بالورود هذه المرة، خاصة في ظل تغير المعطيات مقارنةً بالدورات السابقة ودخول "محاربي الصحراء" موعد الكاميرون في ثوب البطل الذي يعرفه الجميع.
مهمة زملاء رياض محرز للدفاع عن لقبهم والبحث عن التتويج الثاني على التوالي والثالث في تاريخ الجزائر، لن تكون سهلة هذه المرة لعدة اعتبارات ومعطيات، يلخصها "winwin" في خمسة تحديات ستكون بانتظار "محاربي الصحراء" خلال كأس إفريقيا بالكاميرون.
المنتخب البطل الذي يريد الجميع الفوز عليه
على عكس ما كان عليه الوضع خلال بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، عندما دخلت الجزائر الدورة مرتدية ثوب المنتخب غير المرشح والبعيد عن حسابات التتويج، فإنها ستدخل النسخة الـ33 من المسابقة في الكاميرون في ثوب البطل المدافع عن لقبه، ما يعني بأنه سيكون تحت مجهر كل المنتخبات الراغبة في الإطاحة به وإخراجه من المسابقة مبكرًا، كما أنه سيفتقد لعامل المفاجأة الذي وقف إلى جانبه في النسخة الماضية، ما دام كل الأفارقة يعرفون المنتخب الجزائري عن ظهر قلب الآن.
الفوز على الجزائر سيشكل تحدّيا خاصًا لكل المنتخبات خلال "كان" الكاميرون، أي أن أشبال بلماضي سيواجهون مقاومةً كبيرةً في كل مباراة، والتي ستلعب وكأنها مبارة نهائي في كل مرة، ما يجعلهم يقدمون أفضل ما لديهم لتفادي أيّ مفاجأة غير سارة.
4 أيام تفصلنا عن كأس أمم إفريقيا..
ضغط سلسلة اللاهزيمة التاريخية والرقم القياسي العالمي
عامل آخر سيمثل ضغطًا سلبيًّا على زملاء بن ناصر وهو المتمثل في سلسلة اللاهزيمة التاريخية لـ"الخضر" والمتوقفة حاليًا عند حاجز 34 مباراة على التوالي، إذ لا يريد المنتخب الجزائري تضييع فرصة كسر الرقم القياسي العالمي المسجل حاليا باسم منتخب إيطاليا برصيد 37 مباراة دون هزيمة، ومن شأن هذا الهدف أن يؤثر دون شك في المنتخب الجزائري، الذي سيلعب مبارياته بضغطٍ إضافي وجب تسييره تفاديًا لنتائجه السلبية على تركيز زملاء القائد رياض محرز.
وإذا كان هذا الرقم يشكل ضغط سلبيًا على المنتخب الجزائري، فإنه يعد بالمقابل عاملًا تحفيزيًّا كبيرًا للمنتخبات المنافسة له، لأن كل منتخب سيسعى لنيل شرف إيقاف سلسلة المنتخب الجزائري التاريخية وكسر أرقامه الإيجابية المستمرة منذ ثلاث سنوات.
المشوار النّاري في الطريق إلى النهائي
طريق المنتخب الجزائري إلى النهائي لن يكون يسيرًا هذه المرة، فإذا كانت الصعوبات بدأت بالنسبة له في النسخة الماضية بمصر من الدور ربع النهائي، فإنها هذه المرة ستبدأ من الدور ثمن النهائي، بالنظر للمواجهات النّارية المحتملة بناءً على ترتيب "الخضر" النهائي في المجموعة الخامسة في ختام الدور الأول، ومنافسيه المحتملين من المجموعتين الرابعة والسادسة، التي تضم منتخبات قوية.
فإذا احتل "محاربو الصحراء" صدارة مجموعتهم؛ فإنهم قد يواجهون وصيف المجموعة الرابعة في الدور ثمن النهائي، الذي قد يكون بنسبة كبيرة منتخب نيجيريا أو مصر، في حين إذا احتلوا وصافة مجموعتهم فإنهم قد يصطدمون بمنتخبي مالي أو تونس في الدور ثمن النهائي، وفي حال عبور هذا الدور قد يواجهون منتخب المغرب في الدور ربع النهائي في الاحتمال الأول، أو منتخب السنغال استنادًا إلى الاحتمال والمسار الثاني.
التحكيم الإفريقي وتكرار تجربة مباراة زامبيا
التحكيم هو أحد أكبر هواجس المدير الفني، جمال بلماضي، الذي يخشى تكرار المظالم التحكيمية التي تعرض لها المنتخب الجزائري في تجارب سابقة، وعلى رأسها مباراة زامبيا في تصفيات كأس أمم إفريقيا شهر مارس/ آذار من العام الماضي، والتي انتهت بالتعادل نتيجة ثلاثة أهداف لمثلها، وعرفت العديد من المظالم التحكيمية ودفعت بلماضي إلى توجيه انتقادات لاذعة لمسؤولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، داعيًا إلى عدم تكرار ذلك في المباريات المقبلة، وهو ما يخشاه الجزائريون أيضًا، إذ يعتقدون أن منتخبهم بات مستهدفًا من بعض الأطراف داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
مخاوف "أوميكرون" وتهديده للاعبين خلال الدورة
عامل آخر خارج عن نطاق الرياضة هذا المرة، ويخشى الجميع إمكانية تأثيره في المنتخب الجزائري وحتى في المنتخبات الأخرى خلال "الكان"، وهو فيروس كورونا بمتحوره الجديد "أوميكرون" سريع الانتشار، خاصة في ظل الإصابات المنتشرة بقوة لدى العديد من المنتخبات الإفريقية قبل انطلاق المسابقة القارية، على اعتبار أن إمكانية إصابة بعض لاعبي المنتخب الجزائري -لا قدر الله- خلال المنافسة قد تضرب حظوظه في الدفاع عن لقبه في الصميم.