ظفرالله المؤذن
أثارت أنباء طلب ميسي من ناديه برشلونة الرغبة في الرحيل في الميركاتو الحالي زلزالا في الصحافة العالمية، وشكل هذا الخبر "قنبلة " موقوتة ، وبدأت العلاقة بين ميسي وبرشلونة تدخل نفقا مظلما، في ظل تذمر اللاعب من الوضع الحالي للفريق.
ميسي لم يقدم على هذه الخطوة إلا وفي رأسه مخطط آخر، ومن المستبعد أن يكون الأرجنتيني قد أقدم على هذه الخطوة بهدف استخدامها كورقة ضغط على إدارة النادي الكاتالوني، الذي قضى في أحضانه أجمل أيام مشواره الكروي، فما هي الأسباب التي جعلت ميسي يفكر جديا في الرحيل؟
فضيحة الخسارة أمام بايرن
البداية قد تكون تشكلت خيوطها في تلك الأمسية الحزينة التي عاشها ميسي في لشبونة عندما كان شاهد عيان على أكبر خسارة تكبدها نادي برشلونة، وهو يحمل ألوانه في تاريخ دوري الأبطال، وشعر ميسي أمام العملاق البافاري بالذل والمهانة والكل قرأ على وجهه ملامح الخيبة من الخسارة بتلك الطريقة المهينة. وعندما دخل ميسي غرفة الملابس لازم الصمت ولم يتكلم وغادر إلى الفندق وهو في حالة من الذهول وكانت تدور خواطر كثيرة في رأسه وهو في طريقه إلى الفندق.
مقابلة فاترة مع كومان
وتسارعت وتيرة الأحداث ليعلن برشلونة إقالة كيكي ثم جاء الإعلان عن التعاقد مع الهولندي رونالد كومان، وكان من الواضح منذ الوهلة الأولى غياب التناغم بين ميسي والهولندي، من ذلك أن ميسي طالب بالرحيل بعدما اجتماع عاصف مع رونالد كومان، المدير الفني الجديد للفريق، وخرج ميسي غاضبا ومستاء نظرا لحدة أسلوب كومان، والذي أكد أنه سيجرده من كافة الامتيازات التي تمتع بها في السنوات الماضية، وسينهي سطوة النجوم على غرفة تبديل الملابس.
رحيل سواريز
وتلقى ميسي ضربة موجعة من المدرب كومان عندما أخبر هذا الأخير اللاعب لويس سواريز برغبة برشلونة التخلص منه وأعطاه الضوء الأخضر لكي يدرس العروض ويرحل، وشعر ميسي بأن هذه الخطوة تشكل تهديدا شخصيا له، خاصة عندما نعلم بأن ميسي مرتبط كثيرا بسواريز منذ سنوات طويلة وهناك حميمية كبيرة وتناغم في اللعب وقصة طويلة تروي النجاحات التي حققها برشلونة في السنوات الأخيرة سواء محليا أو قاريا.
اختلاف مع بارتوميو
من الأسباب الأخرى وجود خلافات عميقة بين ميسي وإدارة برشلونة ممثلة في رئيسها بارتوميو ويرى ميسي أن الطريقة التي تدار بها شؤون النادي الكاتالوني أصبحت عقيمة، وألمح بعد مباراة بايرن ميونيخ إلى أن التجديد ضروري وكان يقصد رحيل بارتوميو ومجلس إدارته، غير أن رئيس النادي لم يقدم استقالته وبقي يسير النادي بقرارات أقل ما يقال عنها إنها قرارات فاشلة في نظر ميسي.
حالة التشبع
وقد يكون ميسي أدرك حالة من التشبع والملل بعد أن خاض 485 مباراة وأحرز 444 هدفا وفاز بالليغا 10 مرات وبكأس الملك 7 مرات وكأس السوبر 7 مرات ودوري أبطال أوروبا 4 مرات، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 3 مرات دون أن ننسى فوزه بجائزة الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة فرانس فوتبول 6 مرات وجوائز أخرى لا تحصى على الصعيد الإسباني وعلى صعيد الفيفا، وبالتالي فإن الحافز أصبح منعدما، وقد يكون البحث عن مغامرة جديدة فيها تحد جديد أفضل من الاستمرار مع برشلونة.
ويبقى السؤال المحير هو إلى أين سيذهب ميسي ومن هو النادي القادر في العالم على التعاقد معه، بالتأكيد ميسي في رأسه مخطط فما هو هذا المخطط ؟ هل يذهب إلى الإنتر أم إلى مانشستر سيتي أم يلتحق بزميله السابق في باريس سان جيرمان نيمار؟ هذه أسئلة مطروحة تحتاج إلى إجابات.
وفي انتظار التطورات فإن ميسي وبرشلونة سيدخلان في معركة في كواليس المحاكم، حيث سيلعب برشلونة على الثغرات القانونية للعقد، وبدأ فعلا هذا السيناريو عندما أعلن النادي الكاتالوني أنه لا يجوز لميسي أن يطلب إلغاء العقد من طرف واحد، خاصة وأن البند الذي يخول لميسي الرحيل قد انتهت صلاحيته في العاشر من يونيو/حزيران.