انطلق ماركوس راشفورد، مهاجم مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، كالصاروخ مع عودة النشاط المحلي في إنجلترا، بعد إسدال الستار على منافسات كأس العالم قطر 2022.
وقبل انطلاقة المونديال، كانت أرقام راشفورد التهديفية "خجولة بعض الشيء"، مع اكتفائه بتسجيل 4 أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهدف واحد في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
وبعد المونديال القطري، نفض راشفورد المولود في 31 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1997 في جنوب مدينة مانشستر، خيبات الماضي، وبدأ عهدًا جديدًا من التألق، ليسهم في تقدم فريقه إلى المركز الرابع في الدوري الإنجليزي بـ39 نقطة.
ومنذ أول مباراة للشياطين الحمر بعد المونديال، والتي كانت في الفوز على بيرنلي في بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة يوم 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وحتى الخسارة أمس الأحد أمام أرسنال 2-3 في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل راشفورد 9 أهداف في 8 مباريات؛ حيث سجل الدولي الإنجليزي 5 أهداف في مسابقة الدوري، و3 أهداف في بطولة كأس الرابطة، وهدفًا في كأس الاتحاد الإنجليزي.
كانت عدة عوامل سببًا في تألق اللاعب والزخم التهديفي للنجم الإنجليزي الشاب بعد المونديال، وفي هذا التقرير نذكر بعضها.
الاستمرار والثبات
على الرغم من غيابه عن التهديف المستمر في بداية الموسم، أدى استمرار ظهور راشفورد وثبات وجوده في تشكيلة فريقه الأساسية إلى صعوده الصاروخي بعد المونديال، حيث منحه الهولندي إريك تين هاغ، المدير الفني لمانشستر يونايتد، فرصة اللعب في كل مباريات الفريق، وحصل راشفورد فعليًا على فرص منتظمة أمام المرمى، الأمر الذي جعله يستعيد شهيته التهديفية.
الشعور بالمسؤولية
قبل فسخ عقد كريستيانو رونالدو، وعلى الرغم من وجود النجم البرتغالي في دكة البدلاء منذ بداية الموسم، فإن راشفورد كان يشعر أن دوره في الفريق "ثانوي"، فعندما يحضر رونالدو في الملعب، من الطبيعي أن تُخدم عليه المنظومة بالكامل، لكن وبرحيل "الدون"، عاد لراشفورد دوره الأساسي كرأس حربة أول للشياطين الحُمر.
أيضًا، بعد فسخ عقد رونالدو، شعر راشفورد أن مسؤولية نتائج الفريق أصبحت على عاتقيه، خصوصًا أنه خرج من ظل النجم البرتغالي، وبدأت الأضواء الإعلامية تتسلط عليه.
الثقة والدعم
يشعر النجم الإنجليزي الشاب أنه تلقى الثقة والدعم خلال الفترة الماضية بشكل قوي، لذلك يشعر أنه في حالة جيدة أمام المرمى وأنه يحصل على الفرص في الفريق باستمرار، وعليه أن يثبت أحقيته بتلك الفرص، خصوصًا أنه تلقى الدعم بعد إهداره العديد من الفرص السانحة للتسجيل، الأمر الذي منحه ثقة إضافية بأنه سيسجل عندما تأتي الفرصة التالية.
البنية الجسمانية والشغف
مثّل العنصر الجسماني أهمية كبيرة في تألق راشفورد؛ إذ يعتبر الأخير من اللاعبين ذات البنية الجسدية المتكاملة، وطوله يناسب لاعبي الهجوم (185 سم)، ولياقته البدنية عالية بالنظر لما يقدمه في الملعب.
ويُظهر راشفورد شغفًا كبيرًا في كرة القدم ومهارات فائقة أكثر من أقرانه من اللاعبين، كما يملك إيمانًا بقدراته الفنية والبدنية، لذلك تمكن من تجاوز انطلاقته البطيئة هذا الموسم، وعاد إلى معانقة الشباك.