مسعود علّال
حقق نادي يوفنتوس الإيطالي إنجازًا تاريخيًا جديدا بعدما عزز مكانته كأول فريق ينجح في التتويج بلقب الدوري المحلي 9 مرات متتالية من ضمن الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، وذلك بعد أن توّج رسميا بلقب الدوري الإيطالي سهرة الأحد إثرفوزه على نادي سامبدوريا بنتيجة 0/2 ضمن الجولة الـ36 من المسابقة، وقبل جولتين عن النهاية.
وبلغ رصيد "اليوفي" النقطة الـ83 في المركز الأول من جدول الدوري وبفارق 7 نقاط كاملة عن إنتر ميلان صاحب المركز الثاني، ليضمن تحقيق اللقب للمرة التاسعة تواليا، والمرة الـ36 في تاريخ المسابقة الشهيرة، ليكرس نادي السيدة العجوز بذلك نفسه زعيما على عرش الكرة الإيطالية من دون منازع، وثمة أسباب رئيسية أسهمت في الإنجاز الجديد لـ"اليوفي" ويمكن حصرها في 3 عوامل رئيسية.
رونالدو وديبالا
كان للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ولزميله الأرجنتيني باولو ديبالا فضل كبير في تتويج يوفنتوس بلقب الدوري خلال الموسم الكروي بفضل أدائهما الخارق وأهدافهما وتمريراتهما الحاسمة، خاصة خلال المباريات الكبرى والمواعيد الهامة. وأثبت رونالدو أحقيته بـ117 مليون يورو التي أنفقها من أجله "اليوفي" صيف العام 2018 لضمه من ريال مدريد الإسباني، إذ أسهم في التتويج باللقب الثاني تواليا، وسجل رونالدو 31 هدفا وصنع 6 أخرى في 32 مباراة خاضها هذا الموسم، لكنه يبتعد بفارق 3 أهداف مع نجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي على قائمة هدافي "الكالتشيو".
وبالنسبة لديبالا الذي انضم إلى يوفنتوس قبل 5 سنوات من باليرمو مقابل 40 مليون يورو، لم يكن أحد الخيارات الأساسية في بداية الموسم الحالي، إلا أنه عاد بقوة بعد أن حصل على فرصته خاصة في المرحلة الثانية من الدوري وبعد استئناف المنافسة إثر فترة توقف تجاوزت 3 أشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، وخاض ديبالا لحد الساعة 33 مباراة في الدوري الإيطالي وسجل فيها 11 هدفا وصنع مثلهم من الأهداف، ومن بينها 4 أهداف بعد استئناف المسابقة.
"هدايا" المنافسين
من بين العوامل التي أسهمت في تتويج يوفنتوس بالدوري الإيطالي، المستوى غير الثابت الذي ظهر به منافسوه منذ انطلاق الموسم الحالي، إذ قدموا له الكثير من "الهدايا" بتضييعهم العديد من النقاط بالرغم من قدرتهم على مقارعته على الصدارة في عدة مناسبات بعد سقوط "اليوفي" في فخ الهزيمة أو التعادل 10 مرات خلال 36 مباراة.
وحقق "اليوفي" 26 انتصارا و5 تعادلات مقابل 5 هزائم قبل جولتين من النهاية، كما حسم أغلب المباريات القوية مع الأندية التي نافسته على اللقب، خاصة خلال المرحلة الأولى من الدوري، فقد فاز على نابولي ذهابا 4/3، وانهزم أمامه إيابا 2/1، وأسقط إنتر ميلان على أرضه ذهابا 2/1 وإيابا 2/0.
وفاز على ميلان ذهابا 1/0 وخسر أمامه إيابا 4/2، وأطاح بأتلانتا بملعبه 3/1 قبل أن يتعادلا إيابا 2/2، كما خسر ذهابا أمام لاتسيو 3/1، قبل أن يثأر منه إيابا 2/1، كما فاز على روما بملعب الأخير 2/1 ذهابا، قبل مباراة الإياب التي ستجرى بينهما مطلع شهر آب/أغسطس في ختام الدوري.
ثقافة الألقاب
من بين العوامل التي أسهمت أيضا في نيل يوفنتوس للقب الدوري الإيطالي، هي تشبّعه بـ"ثقافة الألقاب" إذ بسط سيطرته محليا في العشرية الأخيرة، بعد أن نال اللقب التاسع تواليا وهو رقم قياسي، كما يعتبر هذا اللقب أيضا الـ36 في تاريخه بمسابقة الدوري الإيطالي وهو رقم قياسي أيضا، كما ظل يوفنتوس دائما في الواجهة سواء محليا أو حتى أوروبيا، إذ حمل لواء الأندية الإيطالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي لا يزال يبحث عن لقبها، بعد أن خسر نهائيين خلال السنوات الخمس الأخيرة.