عاش ملعب لوس كارمينيس في مدينة غرناطة الإسبانية قبل سنوات، حدثا تاريخيا ربما لن يتكرر إطلاقا في عالم كرة القدم، وسيظل راسخا في مخيلة نادي غرناطة وجماهيره وأيضا في ذاكرة عائلة مارادونا.
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987، تلقى فريق مالمو السويدي، بطل الدوري المحلي في ذلك الموسم، دعوة مفاجئة من غرناطة، لخوض مباراة ودية احتفالا بصعوده إلى دوري الدرجة الثانية.
الحدث السار ولقاء الأشقاء
حددت المباراة الودية يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني، وشهدت المدينة يومها حركة غير طبيعية، ليس لقيمة المباراة أو حجم المنافس، بل لسبب آخر مفرح، جعل أنصار غرناطة يتوافدون إلى ملعب لوس كارمينيس بكثافة، وبلغ عددهم 20 ألف متفرج قبل نحو ساعة من بداية اللقاء.
ذكرت صحيفة "أس" الإسبانية أن الإنجليزي رود هودجسون مدرب مالمو السويدي في تلك الفترة، قال للاعبيه في حجرات الملابس: "أيها الرجال، ستكون هناك مفاجأة لكم على أرض الملعب".
مفاجأة المباراة الودية التي انتظرها الجميع كانت، مشاركة الأسطورة الأرجنتينية الراحل دييغو أرماندو مارادونا أفضل لاعب في العالم بقميص غرناطة، ولعبه إلى جانب شقيقيه هوغو وراؤول المعروف باسم لالو، في حادثة لن تكرر في تاريخ كرة القدم.
دييغو مارادونا وشقيقيه هوغو ولالو يرتدون قميص غرناطة الإسباني
وقال ألفونسو سواريز، رئيس نادي غرناطة السابق: "لخوض المباراة الودية واللعب إلى جانب شقيقيه وضع دييغو شرطا وحيدا وهو عدم اللعب ضد أي منافس إسباني، فقد كان ينتمي إلى فريق نابولي ولا يريد التعرض للإصابة. كما اقترح علينا فريق مالمو".
في تلك المباراة، لعب الثلاثي المارادوني لالو وهوغو ودييغو أرماندو جنبا إلى جنب بألوان غرناطة وهي المرة الأولى والوحيدة في تاريخ اللعبة التي يلعب ثلاثة أشقاء بألوان فريق واحد.
وكان دييغو مارادونا بطل كأس العالم مع الأرجنتين عام 1986 وحامل لقب الدوري الإيطالي مع نابولي عام 1987، قائدا خلال تلك المباراة الودية، التي فاز فيها الفريق الأندلسي 3-2، وسجل الفتى الذهبي الهدف الثاني من ركلة حرة مباشرة اهتزت لها مدرجات ملعب لوس كارمينيس، بينما وقع شقيقه لالو على الهدف الثالث واللاعب مانولو على هدف الانتصار.