فلومينينسي يهدف لإعادة البرازيل إلى منصة التتويج بعد 11 عاما
يدخل نادي فلومينيسي النسخة العشرين من مونديال الأندية، التي تستضيفها مدينة جدة السعودية من 12 إلى 22 ديسمبر الجاري، حاملاً لواء "إعادة الأندية البرازيلية إلى الواجهة" ومنصات التتويج، بعد غياب دام 11 عاماً.
وسيحاول بطل كأس ليبتادوريس 2023، استثمار "الكبرياء" البرازيلي في مواجهة أوروبية محتملة وكلاسيكية على اللقب، في حال عدم حدوث مفاجآت، كما سيكون مدفوعاً بتاريخ مواطنيه المجيد مع البطولة، على أمل إضافة لقب خامس لخزائن "راقصي السامبا".
أسبقية تاريخية
تتحفّز أندية البرازيل بأسبقيتها التاريخية في علاقتها بـ"الموندياليتو" مقارنة بباقي جيرانها في أمريكا الجنوبية أو حتى منافسيها في باقي قارات العالم، كيف لا وهي التي حققت لقب النسخة الأولى للبطولة عام 2000 عندما استضافتها على أراضيها، بعد تتويج كورينثياتنز على حساب فاسكو دا غاما بركلات الترجيح.
وليس ذلك فحسب، فالبرازيل هيمنت على اللقب في النسخ الثلاث الأولى، أعوام 2000 كما ذكرنا و2005 و2006، قبل أن تغيب لست سنوات كاملة وتعود عام 2012 للواجهة بلقب جديد لكورينثيانز.
ويعدّ الختام البرازيلي الخالص للنسخة الافتتاحية عام 2000، الوحيد من نوعه، الذي لم تكن فيه قارة أوروبا حاضرة في النهائي، لأنّ كافة النسخ الثمانية عشرة الأخرى حتى الآن، كانت بمثابة مشهد كلاسيكي، بين ممثل "القارة العجوز" ومنافس من القارات الخمسة الأخرى.
لواء التفرّد في وجه جهابذة أوروبا
عند الاطّلاع على تاريخ مونديال الأندية منذ استحداث المسابقة وحتى اليوم، لن يكون من العسير علينا التفطّن لشكل التنافس الطاغي عليها، فهي ببساطة عبارة عن سطوة لجهابذة أوروبا أمام "عناد كروي" أمريكي جنوبي، قد يعطي أكله أحياناً، ولكن في الغالب تسير الأمور نحو خواتم منطقية، نظراً لموازين القوى المتباينة.
لكن هذا الواقع لا يخفي أنّ أندية أمريكا الجنوبية مازالت "شوكة" في حلق الأوروبيين، إذ نجحوا في الحضور في نهائي البطولة في 13 مناسبة من 19 نسخة، بينما توزّعت النهائيات الستة المتبقية، بين ثلاث لآسيا واثنين لأفريقيا وواحد لممثل الكونكاكاف.
وتكمن أسبقية الأندية البرازيلية في هذا السياق، في أنّها لعبت ثماني نهائيات كاملة من جملة 13، مقارنة بغريمتها الأرجنتين (4 نهائيات) والإكوادور نهائي واحد.
علاوة على ذلك، فإنّ الحضور البرازيلي لم يقتصر على خوض النهائيات فقط، بل تعدّاه للشرب من كأس التتويج في 4 مناسبات، علاوة على تأمين الصعود إلى "بوديوم المتوّجين" في 13 مناسبة أخرى (8 في ثوب الوصافة و5 كحاصل على المركز الثالث).
مفارقة تجبر سيتي على اتخاذ احتياطاته
استناداً لتكهّن منطقي بعبور بطل أوروبا، مانشستر سيتي إلى المباراة النهائية، استرعت اهتمامنا مفارقة ملفتة، قد يكون لها صدى، في حال ضمن فلومينينسي، هو الآخر مقعده في حفل الختام، وهي أنّ الأندية الإنجليزية لطالما تعاني الأمرّين، كلّما اصطدمت بنظيرتها البرازيلية لحساب مونديال الأندية.
يسرد التاريخ أنّ الطرفان التقيا لحساب نهائي المسابقة في 4 مناسبات، حيث تقاسما التتويج بالتساوي (لقبين لإنجلترا ومثلها للبرازيل)، غير أنّ الملحوظ بأنّ ناديا ساو باولو وكورينثيانز حسما لقب نسختي 2005 و2012 توالياً على حساب ليفربول وتشيلسي بهدف دون رد خلال الوقت القانوني للقاء، بالمقابل احتاج ليفربول في 2019 وتشيلسي في 2021 إلى الأوقات الإضافية للتغلب على كل من فلامينغو وبالميراس.
فلومينينسي يأمل ترجيح كفّة بني جلدته
على الرغم من حضوره في مونديال للأندية للمرة الأولى في تاريخه، حيث يعدّ قليل الخبرة مقارنة بمواطنيه الذين شاركوا في مناسبتين على الأقل (فلامينغو وكورينثيانز وإنترناسيونال)، فإنّ فلومينينسي سيحمل على عاتقه مسؤوليات ضخمة أهمها، إعادة البرازيل للتتويج بالبطولة للمرة الخامسة في تاريخها، بعد غياب طويل، والالتحاق بركب "بني جلدته" من المتوّجين بالمسابقة، وهم، كورينثيانز (لقبان في 2000 و2012) وساو باولو (لقب واحد في 2005) وإنترناسيونال (لقب واحد في 2006).
اللقب الخامس للبرازيل في مونديال الأندية، سيكون مطلباً ملحّاً أيضاً، لترجيح كفّة ممثّليها على نظرائهم الأوروبيين في النهائيات، حيث توّج مُواطنو الأسطورة الراحل بيليه بأربعة ألقاب وخسروا مثلها، وفي حال تأهلهم لنهائي نسخة "جدة 2023"، فستكون الفرصة مواتية لتحيين الأرقام وتطويع التاريخ للوقوف في صفّهم.