قبل 36 ساعة من مباراة المغرب وكرواتيا على المركز الثالث والميداليات البرونزية في كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، ارتفعت في وسائل الإعلام العربية نغمة مرفوضة محبطة انهزامية مفادها أن مجرد وصول المغرب إلى المربع الذهبي نصر عملاق.. وأن الفوز أو الهزيمة في مباراة كرواتيا لا يقلل أبدًا من الإنجاز الضخم للمغرب.
أرفض تمامًا تلك النغمة وأحاربها وأواجهها بكل شدة وأطالب وأناشد كل الإعلاميين العرب، لا سيما المغاربة بالتصدي للانهزامية.
التاريخ يذكر دائمًا أصحاب الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية.. ويتناسى كل من يأتي بعدهم من الرابع إلى الثاني والثلاثين.. لا ينسى أحد أن بلجيكا وهولندا وألمانيا هي المنتخبات التي توجت بالمركز الثالث في المونديالات الأربعة الأخيرة.. ولا يتذكر أحد أن إنجلترا والبرازيل وأوروغواي والبرتغال كانت الفرق الخاسرة في تلك البطولات.. وعلى مدار العشرين عامًا الأخيرة يتيه الأتراك زهوا بمنتخبهم أنه حقق برونزية كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
نريد بشدة المركز الثالث ونحلم أن يطوق جياني إنفانتينو رئيس الفيفا أعناق نجوم المغرب أسود الأطلس بالميداليات بعد الفوز على كرواتيا.
لا مجال للتهاون أو القناعة الزائفة بالوصول إلى الدور نصف النهائي.. نعم المغرب أول الأفارقة وصولًا إلى نصف النهائي.. لكن الحلم مستمر والطموح لا يقف عند سقف ما.. والمركز الثالث إنجاز تاريخي كبير سيبقى محفورًا في كل العقول إذا تحقق.
نريد من وليد الركراكي أعلى مستويات التركيز والدقة في اختيار لاعبيه لبدء مباراة كرواتيا.. ونطلب من اللاعبين أعلى مستويات الجدية والحماسة والإصرار والعمل الجماعي والتضحية وبذل أعلى درجات الجهد لانتزاع الميداليات البرونزية من لوكا مودريتش وزملائه الكروات.
التهنئة الوحيدة للعرب والتي تسبق مباراة المركز الثالث أوجهها للحكم الدولي القطري عبد الرحمن الجاسم الذي نال شرف إدارة مباراة الميداليات البرونزية ونتمنى له التوفيق في مسابقة عصفت بها أخطاء أكبر وأشهر حكام العالم.