محمد خيري الجامعي
يستعر السباق بين كبار أندية العالم للظفر بلاعبين عالميين بمليارات الدولارات، في عصر الاحتراف والصفقات الخيالية المجنونة، وتتنافس الفرق بشراسة عبر ضخ أموال طائلة تمكنها من جلب أبرز الأسماء اللامعة في سوق الانتقالات، لكن الأموال ليست كفيلة بترجيح كفة فريق على آخر في سباق التعاقدات، في ظل وجود وكلاء اللاعبين الذين يمثلون الحلقة الأقوى والأهم في عملية بيع اللاعبين وشرائهم.
غزت الحروب الخفية والمناورات المتتالية والتكتيكات الجديدة، سوق الانتقالات؛ إذ صار فيها وكلاء اللاعبين مفتاحاً للظفر بتوقيع اللاعبين، بل إنه لا يمكن الدخول في مفاوضات مع اللاعب دون طرق أبواب وكيله، فأصبح عالم الوكلاء شبحاً يطارد الأندية، مع اتساع رقعة المقايضات وصراع كسب العمولة بعيداً عن البعد الرياضي. ولم تعد كرة القدم في عصر الوكلاء بتلك البساطة السابقة، فاليوم أصبحت عملية تجارية تخضع لمنطق العرض والطلب، بعمولات وفوائض وحسابات مالية دقيقة.
وأصبح الوكلاء يتحكمون في عملية الانتدابات بشكل كبير، فاللاعبون لم يعد بمقدورهم مجاراة نسق المفاوضات وحرب الكواليس، وفوضوا وكلاءهم للوقوف على كل الجزئيات؛ لذلك صار الطرف الثالث هو الأقوى، وهو ما جعل العديد من الوكلاء البارزين يحظون باهتمام إعلامي لافت، باعتبارهم كلمة السر الرئيسية في حسم أي صفقة من عدمها.
تكتيك التفاوض
لم يعد دور وكلاء اللاعبين يقتصر على عملية التفاوض، وترتيب حيثيات الصفقة مالياً والأرباح التي تدرها على جيوبهم، بل صاروا يتحكمون في سوق الانتقالات بتكتيكات جديدة ترتقي إلى مستوى السمسرة، ببيع اللاعبين وإعادة طرحهم في السوق مرة أخرى، وتأجيل بيعهم وفق بنود العقد لتحقيق أرباح طائلة. ,يضغط كذلك وكلاء اللاعبين من أجل الترفيع في القيمة السوقية لموكليهم، وذلك بمساعدة بارونات المال والأعمال ونشر الإشاعات في الصحف والمنابر العالمية، وخلق عروض وهمية من أجل الترفيع في قيمة اللاعب، وبالتالي رفع سقف التفاوض مع الأندية لجلب عروض مالية كبيرة. لم يعد لللاعبين هامش التحكم في مصيرهم الكروي، بل أصبحوا رهينة لميولات الوكلاء وأهوائهم، الوكلاء الذين يفكرون بمنطق ربحي مالي غير رياضي.
وقد صارت صفقة انتقال المدافع الهولندي دي لخت إلى يوفنتوس خير دليل على تذاكي وكلاء اللاعبين في الرفع من قيمة الصفقة؛ إذ عمد وكيل أعماله الإيطالي المخضرم مينو رايولا إلى عدم بيعه في فترة الانتقالات الشتوية من سنة 2019ـ وانتظار تقدم أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا إلى حين وصوله لنصف النهائي، وكذلك ترويج الأخبار باهتمام برشلونة الكبير بضم الجوهرة، لكن يوفنتوس الإيطالي تمكن من خطف توقيع اللاعب بصفقة كبيرة صيف 2019، وصلت قيمتها إلى 75 مليون يورو، بالإضافة إلى 10 ملايين أخرى على شكل مكافآت.
صراع كسر العظام
يتصارع وكلاء اللاعبين من أجل ضمان صفقات مدوية تضمن لهم عمولة كبيرة من قيمة الصفقة، وطفت على السطح أسماء بارزة فرضت نفسها بقوة في سوق وكلاء اللاعبين؛ وأبرزهم: مينو رايولا وخورخي مينديز وجوناثان بارنت، ويعد هؤلاء الثلاثة من أبرز المتحكمين في سوق الانتقالات والأكثر قدرة على إقناع اللاعبين بالانتقال إلى فريق محدد. وتدر هذه المهنة أموالاً كبيرة على وكلاء اللاعبين؛ إذ يحصلون على أموال في شكل عمولات في صفقات انتقال اللاعبين، بالإضافة إلى نسبة مئوية من رواتب اللاعبين.
ويعد مينديز من أبرز وكلاء اللاعبين في العالم؛ لأنه حلقة الوصل بين أمريكا الجنوبية وأوروبا، حيث يرصد المواهب الصاعدة من الأرجنتين والبرازيل، ليجلبهم إلى موطنه البرتغال، قبل أن يصبحوا نجوماً كباراً، ومن أبرز هؤلاء بين اللاعبين الذين اكتشفهم مينديث الكولومبي خاميس رودريجيز، وأنخيل دي ماريا، ودييجو كوستا، وتُقدَّر قيمة العقود المتضمنة في حافظة مينديث بأكثر من 807 ملايين جنيه إسترليني ( مليار دولار).
يهتم مينديز بأبرز اللاعبين في العالم، وهو كريستيانو رونالدو الذي كان له أثر كبير في مشواره الكروي. كما يعد ريولا من أهم وكلاء اللاعبين في العالم، فهو كثير الظهور الإعلامي، ومفاوض شرس، ومن بين أشهر اللاعبين الموجودين في قائمته: البلجيكي الدولي روميلو لوكاكو مهاجم إنتر ميلانو وزلاتان إبراهيموفيتش وبول بوغبا. أما البريطاني بارنت فيقوم بأعمال كل من غريث بيل وجو هارت ولوك شو، ولديه صفقات بقيمة مليار و165.7 مليون دولار، وحصل على عمولات بقيمة 114.8 مليون دولار.عما