على الرغم من عدم صنع التاريخ كمنتخب وطني بقدر ما يتوقع الكثيرون، فإن هولندا هي واحدة من أعظم البلدان الكروية على هذا الكوكب، حيث قدمت بعضًا من أعظم لاعبي كرة القدم عبر التاريخ.
بالنسبة لدولة يبلغ عدد سكانها حوالي 17 مليون نسمة، فإن هولندا قد تجاوزت وزنها بكثير من خلال عدد اللاعبين البارزين الذين أنتجتهم على مر السنين. من كرة القدم الشاملة في السبعينيات، إلى أبطال أوروبا عام 1988، ووصافة كأس العالم 2010، لم يكن هناك نقص على الإطلاق في المواهب الكروية الهولندية.
وخاض المنتخب الهولندي كأس العالم 10 مرات، ويستعد لمشاركته رقم 11 عندما ينطلق مونديال قطر 2022، خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، حيث تتنافس هولندا ضمن المجموعة الأولى رفقة منتخبات قطر، السنغال، والإكوادور.
وفي السطور التالية نُلقي نظرة على أبرز اللاعبين الهولنديين عبر التاريخ، سواء الذين لعبوا في فترات سابقة، أو المتواجدين خلال الوقت الحالي مع منتخب الطواحين البرتقالية.
يوهان كرويف (عدد المباريات الدولية: 48 عدد الأهداف:33)
من الصعب أن تصف الكلمات يوهان كرويف، هو رجل غير تاريخ كرة القدم كما نعرفها. لقد أثر على منتخبه الوطني وناديه. كان الهولندي العظيم أكثر من مجرد لاعب كرة قدم، صاحب رؤية ساعدت أفكاره في تغيير اللعبة فيما بعد. ساعد ابن أمستردام كثيرًا على تطبيق مفهوم "كرة القدم الشاملة" السلس ووضعه جنبًا إلى جنب مع المدرب الكبير رينوس ميتشيلز.
حقق كرويف ثلاث كؤوس أوروبية متتالية مع أياكس بين عامي 1971 و 1973، ثم واصل إحداث ثورة في برشلونة أيضًا، حيث ساعد الكاتالونيين على إنهاء انتظار دام 14 عامًا للحصول على لقب الدوري الإسباني. لم يغير أي شخص من قبل برشلونة، سواء كان إسبانيًا أو أجنبيًا مثل هذا الرجل، الطريقة التي يلعبون بها كرة القدم الآن بدأت بوصوله إلى برشلونة في السبعينيات. كلاعب وكمدرب، كرويف هو أحد الأسباب الرئيسية لمكانة برشلونة في العصر الحديث، وهو اللاعب الذي بدأ الرابطة الأبدية بين الهولنديين وكاتالونيا.
فاز كرويف بلقب الدوري الأسباني مرة واحدة وكأس الملك مرة واحدة مع برشلونة كلاعب، وإجمالاً حصد 18 لقبًا خلال مسيرته. كمدرب، غيّر برشلونة، وقاده للفوز بأربعة ألقاب في الدوري الإسباني على التوالي، وأول لقب لدوري أبطال أوروبا في تاريخهم. من العدل أن نقول إنه لولا كرويف لكان برشلونة مجرد فريق آخر من إسبانيا. فريق جيد، لكنه ليس رائعًا.
تم التصويت لكرويف على أنه أعظم لاعب أوروبي في القرن الماضي، إلى جانب فوزه بلقب الكرة الذهبية 3 مرات. قاد منتخب هولندا إلى نهائي كأس العالم مرتين، ولم يحالفه الحظ لعدم الفوز بأي منهما، إن لم يكن كلاهما. كان قائدًا لأفضل منتخب لم يُحقق كأس العالم على الإطلاق. يمتد تأثير كرويف إلى ما هو أبعد من مسيرته الكروية، لكنه يظل أحد أعظم اللاعبين الذين دخلوا إلى ملعب كرة قدم.
يوهان نيسكينز (عدد المباريات الدولية: 49 عدد الأهداف:17)
كانت لدى لاعب الوسط يوهان نيسكينز مسيرة رائعة، حيث فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية مع أياكس من عام 1971 إلى عام 1973، وهو رقم قياسي لم يتفوق عليه إلا ريال مدريد (5 مرات على التوالي)، لكن رقم أياكس كان أكثر إثارة للإعجاب بسبب حقيقة أن المنافسة كانت أكثر صعوبة في السبعينيات.
بعد ذلك ذهب نيسكينز إلى برشلونة، وانضم إلى يوهان كرويف، حيث لُقّب بـ "يوهان الثاني". كان يوهان عنصرًا هامًا في تشكيلة هولندا خلال مونديال 1974 و1978، والتي أبهرت عشاق الساحرة المستديرة. رغم خسارة لقب كأس العالم أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين على التوالي، تمتع نيسكينز بمسيرة ناجحة للغاية، حيث فاز بالألقاب المحلية والأوروبية على مستوى الأندية، وكان أحد أفضل اللاعبين في مركزه على الإطلاق.
ماركو فان باستن (عدد المباريات الدولية: 58 عدد الأهداف:24)
عادة في كرة القدم، عندما تنتهي مسيرة لاعب بسبب إصابة، يقول الناس أنه كان سيصبح رائعًا، لولا إصابته. على الرغم من توقف مسيرته بسبب الإصابة، فقد فعل ماركو فان باستن كل ما يمكن لأي لاعب أن يحلم به. حقق فان باستن العديد من الإنجازات خلال مسيرته، وكان من أعظم المهاجمين في التاريخ.
فاز فان باستن بجائزة الكرة الذهبية ثلاث مرات، وبرفقة ميلان حصد 3 ألقاب في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وثلاثة كؤوس السوبر الإيطالية وكأسين لدوري أبطال أوروبا وحمولة شاحنة من الألقاب والأوسمة الفردية.
قائمة إنجازات فان باستن ليست أقل من رائعة: 301 هدفًا، ثلاث كؤوس أوروبية، 11 بطولة محلية، بطولة أوروبية واحدة مع المنتخب الهولندي عام 1988. بالنظر إلى وزن هذه الكمية، من المُدهش الاعتقاد بأن فان باستن كان بإمكانه تحقيق المزيد لولا الإصابة التي أنهت مسيرته بقسوة في سن الـ28. كان مهاجمًا نقيًا مع غريزة لا يمكن إيقافها في إحراز الأهداف، كان خطيرًا بكلتا قدميه وقادرًا على تسجيل الشباك من أي مكان تقريبًا. إذا كانت هولندا محظوظة بما يكفي لإنجاب فان باستن آخر، فلن تكون الجوائز حقًا بعيدة عنهم.
فرانك ريكارد (عدد المباريات الدولية: 73 عدد الأهداف:10)
فرانك ريكارد هو أحد الأساطير الهولنديين الذين فعلوا كل شيء تقريبًا عندما يتعلق الأمر بكرة القدم. كان لاعب خط الوسط الأنيق جزءًا أساسيًا من أحد أعظم فرق الأندية التي أنتجتها كرة القدم الأوروبية على الإطلاق، مع المدرب أريغو ساكي، الذي قاد ميلان في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات للحصول على دوري أبطال أوروبا مرتين، في فريق بطعم هولندي يضم زملائه الدوليين رود خوليت وماركو فان باستن.
لقد فاز بدوري الأبطال بشكليها الجديد والقديم. حقق دوري أبطال أوروبا كمدرب وكلاعب مع برشلونة، والأهم من ذلك كله، أنه كان أحد اللاعبين الذين حصلوا على كأس كبير لهولندا، كأس أمم أوروبا 1988. ريكارد رجل أثبت للعالم ما يمكن للاعبين الهولنديين فعله، وما يمكن للمدربين الهولنديين القيام به، وما تدور حوله كرة القدم.
رود خوليت (عدد المباريات الدولية: 66 عدد الأهداف:17)
كون رود خوليت مع ريكارد وفان باستن الثلاثي الذهبي الذي قاد هولندا للحصول على يورو 1988، وكذلك الذي صنع العصر الذهبي لنادي ميلان الإيطالي. وضع خوليت نفسه كأحد الأعمدة الرئيسية في تشكيلة ميلان، وفاز بألقاب كبرى في هولندا وإيطاليا وإنجلترا، وكان يمكنه اللعب في العديد من المراكز.
كان جزءًا من تشكيلة ميلان التي حصدت دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، وفازت بثلاثة ألقاب في الدوري الإيطالي. حصل خوليت على لقب أفضل لاعب كرة قدم في أوروبا عام 1987، وصنع التاريخ مع كل من النادي والمنتخب، وكان أحد أعظم القادة الهولنديين على الإطلاق، حيث أصبح أول قائد هولندي والوحيد الذي حصل على شرف كبير، حيث سجل في الفوز 2-0 على الاتحاد السوفيتي في نهائي يورو 1988.
دينيس بيركامب (عدد المباريات الدولية: 79 عدد الأهداف:37 )
امتلك أسطورة أرسنال دينيس بيركامب قدرة كبيرة على استحضار أهداف مذهلة من العدم، جعلته أحد أكثر المهاجمين البارزين على الإطلاق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وشخصية رئيسية خلال حقبة نجاح أرسنال المجيدة في مطلع القرن تحت قيادة المدرب الفرنسي أرسين فينغر.
سجل بيركامب أيضًا أحد أعظم أهداف كأس العالم على الإطلاق ضد الأرجنتين، حيث وصلت هولندا إلى نصف نهائي مونديال فرنسا 98، وهو العام الذي أصبح فيه هداف منتخب بلاده على الإطلاق، قبل أن يتفوق عليه لاحقًا لاعبين آخرين. في بلد أنجبت لاعبين على غرار فان باستن وخوليت وكرويف، كان بيركامب هو الأكثر موهبة على الإطلاق.
كلارنس سيدورف (عدد المباريات الدولية: 87 عدد الأهداف:11)
كلارنس سيدورف رجل تتحدث إنجازاته عن نفسها. هو أسطورة بكل المقاييس، وهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بدوري أبطال أوروبا بثلاثة أندية مختلفة. لقد صنع التاريخ مع أياكس وريال مدريد وميلان، وحتى يومنا هذا، كان أحد أبرز اللاعبين الهولنديين.
لعب سيدورف أكثر من 100 مباراة في الدوري الإسباني، وأكثر من 300 مباراة في الدوري الإيطالي، وحقق العديد من الألقاب المحلية مع أياكس وريال مدريد وميلان وشارك مع هولندا في نسخ من كأس العالم. ستظل في الأذهان دائمًا تسديداته الرائعة بعيدة المدى على المرمى.
روبن فان بيرسي (عدد المباريات الدولية: 102 عدد الأهداف:50)
تمكن مهاجم أرسنال ومانشستر يونايتد السابق روبن فان بيرسي من الوصول إلى إنجازات عديدة طوال مسيرته، سواء كان ذلك في الدوري الهولندي مع فينورد، أو الدوري الإنجليزي الممتاز حيث فاز بالحذاء الذهبي مرتين، أو عند ارتدائه القميص البرتقالي الشهير للمنتخب الهولندي.
ذهب فان بيرسي إلى أربع نهائيات لكأس العالم وبطولة أوروبية مع منتخب بلاده، حيث بدأ كل مباراة خلال مسيرتهم إلى نهائي كأس العالم 2010، كما قادهم إلى الدور نصف النهائي بعد 4 سنوات، وسجل رأسية مذهلة في الفوز 5-1 على إسبانيا بطلة العالم بمرحلة المجموعات. لا يزال فان بيرسي هو أفضل هداف هولندا على الإطلاق، برصيد 50 هدفًا في 102 مباراة دولية.
آريين روبن (عدد المباريات الدولية: 96 عدد الأهداف:37)
كان آريين روبن لا يمكن إيقافه، عندما عرفت دفاعات الخصم جيدًا أن الجناح الهولندي سيقطع إلى الداخل من الجناح الأيمن ويسدد بقدمه اليسرى القاتلة، لكنه لم يكن قادرًا على فعل الكثير حيال ذلك. قائمة الجوائز التي حصل عليها الجناح رائعة للغاية.
سجل روبن في نهائي دوري أبطال أوروبا 2013 لبايرن ميونيخ، وهو أحد الألقاب العشرين التي فاز بها بقميص النادي البافاري، كما رفع ألقاب الدوري مع إيندهوفن وتشيلسي وريال مدريد أيضًا، وكذلك قاد هولندا إلى نهائي كأس العالم في 2010 و المركز الثالث بعد 4 سنوات.
ممفيس ديباي (عدد المباريات الدولية: 80 عدد الأهداف:42)
يُنتظر أن يكون ممفيس ديباي هو المهاجم المُفضل للمدرب لويس فان غال خلال مونديال قطر 2022، حيث لعب مهاجم برشلونة دورًا رائدًا في التصفيات التأهل إلى كأس العالم، وأحرز 12 هدفًا في 10 مباريات.
ديباي خاض 80 مباراة دولية في مسيرته حتى الآن، وسجل 42 هدفًا، وتأهل الجماهير الهولندية أن يواصل اللاعب صاحب الـ28 عامًا هوايته في إحراز الأهداف للمضي قدمًا في المونديال القطري.
فرينكي دي يونغ (عدد المباريات الدولية: 44 عدد الأهداف:1)
يبلغ فرينكي دي يونغ من العمر 25 عامًا، ظهرت موهبته مع أياكس، وأراده كبار القارة الأوروبية، لكن كما هو مُتوقع، اختار اللاعب الانتقال إلى برشلونة، المكان التاريخي لأبرز المواهب الهولندية عبر العقود الماضية.
لاعب خط وسط برشلونة تظهر بصمته دائمًا في خط الوسط عندما يلعب مع النادي والمنتخب. لا يكل ولا يمل في وسط الميدان، يمتلك رؤية ثاقبة مُقترنة بخطوات أنيقة، يمكنه تحويل الدفاع للهجوم في غمضة عين. لعب حتى الآن 44 مباراة دولية وهز الشباك مرة واحدة، من المُرجح أن يساعد منتخب هولندا على تقديم مستوى مميز في كأس العالم المقبل.
فيرجيل فان دايك (عدد المباريات الدولية: 49 عدد الأهداف:6)
يُعتبر قائد المنتخب الهولندي الحالي، فيرجيل فان دايك، بحسب كثير من المحللين، هو اللاعب الأهم في تشكيلة المدرب لويس فان غال، حيث وضع نفسه في السنوات الأخيرة ضمن أفضل المدافعين على هذا الكوكب. فان دايك قائد بالفطرة، قوي دفاعيًا، لا يمكن مراوغته بسهولة، رائع في بناء اللعب، وهجوميًا يستطيع هز الشباك من الكرات الرأسية.
أسهم اللاعب الهولندي في عودة ليفربول إلى منصات التتويج مع المدرب الألماني يورغن كلوب، وحصد العديد من البطولات المحلية، كما تُوج مع الريدز بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2018-19. أحرز صاحب الـ31 عامًا 6 أهداف خلال 49 مباراة دولية بالقميص الهولندي.
وتضع الجماهير الهولندية آمال عريضة على فان دايك لقيادة منتخب الطواحين البرتقالية بصورة مميزة في مونديال قطر، ومحاولة الحصول على اللقب العالمي الذي طال انتظاره.
مجموعات كأس العالم قطر 2022