مرت 8 سنوات منذ أن لعبت هولندا آخر مباراة في كأس العالم، حيث فازت 3-0 على البرازيل واحتلت المركز الثالث في عام 2014. عادوا الآن مع المدرب نفسه، لويس فان غال، الذي جعلت تكتيكاته المنتخب الهولندي أحد أكثر الفرق إمتاعًا في مونديال البرازيل، لكن الأثر الذي تركه بعده اللاحقون، يُفسر إلى حد كبير سبب غياب هولندا عن مونديال روسيا 2018.
تبع الغياب عن يورو 2016 تحت قيادة المدرب الهولندي، غوس هيدنيك، فشلهم في التأهل لكأس العالم 2018 تحت قيادة مواطنه، ديك أدفوكات، فضلاً عن الكثير من البحث عن الذات. بدا أن هولندا استعادت بريقها تحت قيادة رونالد كومان ووصلت إلى بطولة أوروبا 2020، لكن رحيله إلى برشلونة آنذاك تركهم في مأزق. فشل الهولنديون في التأثير عند عودتهم إلى بطولة كبرى، ولم يكن هناك مفاجأة كبيرة عندما غادر فرانك دي بوير بعد يومين فقط من هزيمة هولندا 2-0 في دور الـ16 من يورو 2020 أمام جمهورية التشيك.
وهكذا جاء فان غال من جديد في فترة ولايته الثالثة للمنتخب الهولندي، وأول وظيفة له منذ ترك مانشستر يونايتد في عام 2016. ورث المدرب صاحب الـ71 عامًا فريقًا أقل لمعانًا من العصر الذهبي المتأخر في عام 2014، لكنه لا يزال مليئًا بالمواهب.
استطاع فان غال قيادة المنتخب الهولندي للوصول إلى كأس العالم للمرة الـ11، ويستعد للظهور في مونديال قطر 2022، خلال الفترة من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 18 ديسمبر/ كانون الأول، حيث تتنافس هولندا ضمن المجموعة الأولى رفقة منتخبات قطر، السنغال، والإكوادور.
وكان فان غال قد تولى الإشراف الفني على منتخب هولندا في المرة الأولى في الفترة بين 2000 و2002، قبل أن يعود للمرة الثانية في الفترة من 2012 حتى 2014، وبشكل عام خلال الولايات الثلاث للمدرب، قاد فان غال منتخب هولندا في 58 مباراة حتى الآن، حيث حقق 38 انتصارًا، وتعادل في 15 مباراة، فيما تعرض للخسارة خلال 5 مناسبات فقط.
وخلال مسيرة فان غال مع هولندا، سجل منتخب "الطواحين" 146 هدفًا، وتلقت شباكه 51 هدفًا، أما في الولاية الثالثة فقط، فقد لعبت هولندا مع مدربها الحالي 15 مباراة، حيث فازت في 11 لقاء، وتعادلت في 4 مواجهات أخرى، ولم تتلق أي خسارة حتى الآن.
قاد فان غال منتخب بلاده باقتدار للتأهل إلى كأس العالم قطر 2022، حيث تصدر المجموعة السابعة في تصفيات قارة أوروبا، برصيد 23 نقطة، من الفوز في 7 مباريات، والتعادل خلال مواجهتين، وتلقي خسارة وحيدة، كانت مع المدرب السابق فرانك دي بور، وسجل المنتخب الهولندي خلال التصفيات 33 هدفًا، واستقبلت شباكه 8 أهداف.
اعتمدت هولندا خلال التصفيات على 34 لاعبًا، وكان أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الرباعي ممفيس ديباي، فرينكي دي يونغ، دافي كلاسين، دينزل دومفريس، حيث لعب كل منهم 10 لقاءات، ثم الثنائي دالي بليند وجيورجينيو فينالدوم بـ9 مباريات.
طريقة لعب هولندا مع لويس فان غال
انتهج فان غال الرسم التكتيكي "التاريخي" للمنتخب الهولندي "4-3-3" خلال مشواره في تصفيات كأس العالم، لكن بعدها قام بتغيير طريقة اللعب خلال منافسات دوري الأمم الأوروبية، والمباريات الودية الأخرى، حيث اعتمد على 3 مدافعين في الخط الخلفي، مع تشكيلات مختلفة في الوسط والهجوم، إذ لعب بـ"3-4-3" و"3-5-2" في بعض الأحيان، أو "3-4-1-2" في أحيان أخرى.
الشيء الثابت في فلسفة المنتخب الهولندي، هو بالتأكيد الإرث التاريخي للطواحين البرتقالية، من ناحية الضغط المكثف المتقدم عل المنافس، اللعب على مصيدة التسلل، الاستحواذ الدائم على الكرة، وهذه الأمور لم تتغير تحت قيادة فان غال.
من أهم أسلحة المنتخب الهولندي مهاجم برشلونة، ممفيس ديباي، هداف التصفيات برصيد 12 هدفًا، بالتساوي مع الإنجليزي هاري كين. يتميز ديباي بالسرعة والتسديد المُتقن، ويُنتظر أن يكون أحد العناصر الأساسية في التشكيلة الهولندية بالمونديال القطري.
كما يُعتبر نجم وسط أياكس، دافي كلاسين، من أبرز اللاعبين في تشكيلة هولندا. أحرز كلاسين خلال التصفيات 4 أهداف، ويقوم صانع الألعاب بالربط بين خط الوسط والهجوم، ودائمًا ما ينضم إلى ديباي في الهجوم، إضافة لمساندته الدفاعية عند فقدان الكرة مع مجموعة خط الوسط، حيث يرتد لعمق الملعب لعمل كثافة قوية أمام المنافسين.
وهناك أوراق أخرى رابحة في هجوم المنتخب الهولندي، على غرار لاعب آياكس ستيفن بيرجوين، وجناح آيندهوفن كودي جاكبو، أما خط الوسط، فإن متوسط ميدان برشلونة، فرينكي دي يونغ، هو العنصر الأهم في التشكيلة الهولندية.
سواء لعب فان غال بالرسم التكتيكي "4-3-3"، "3-5-2"، أو "3-4-1-2"، يكون دي يونغ حاضرًا بقوة، حيث يمنح الكتيبة البرتقالية قدرة كبيرة على الاستحواذ في وسط الملعب؛ بفضل تمريراته المتقنة وتحركاته الواعية، إضافة لقدرته الرائعة على مساندة المهاجمين، واقتحام يستطيع اللعب كلاعب وسط مساند للهجوم.
كذلك هناك ورقة أخرى هامة في وسط المنتخب الهولندي، وهو لاعب أياكس، ستيفن بيرغويس، صاحب الأدوار الدفاعية المميزة، الذي يقوم مع زميله دي يونغ بالتغطية دائمًا على تقدم الظهيرين الطائرين دينزل دومفريس ودالي بليند.
وفي الخط الخلفي، يتواجد صخرة الدفاع فيرجيل فان دايك، الذي يرى الكثيرون أنه اللاعب الأهم في تشكيلة المدرب لويس فان غال، حيث وضع نفسه في السنوات الأخيرة ضمن أفضل المدافعين على هذا الكوكب. فان دايك قائد بالفطرة، قوي دفاعيًا، لا يمكن مراوغته بسهولة، رائع في بناء اللعب، وهجوميًا يستطيع هز الشباك من الكرات الرأسية.
ورفقة فان دايك، هناك مدافعين آخرين مميزين على غرار لاعب بايرن ميونيخ، ماتياس دي ليخت، المميز في الكرات العالية، والأغلى من حيث القيمة السوقية حاليًا في تشكيلة هولندا، وكذلك مدافع مانشستر سيتي ناثان آكي، الذي يستطيع اللعب كظهير أيسر، إضافة إلى لاعب أياكس يوريان تيمبر، ومدافع إنتر ميلان القوي ستيفان دي فري.
وفي حراسة المرمى، اعتمد فان غال على أكثر من اسم في هذا المركز، حيث تناوب على حراسة العرين الهولندي كل من جاسبر سيليسن، ومارك فليكن، وريمكو باسفير.
ويستعرض لكم winwin في السطور التالية تشكيلة هولندا المتوقعة في مونديال قطر 2022، وأفضل طريقة لعب لمنتخب "الطواحين البرتقالية" خلال العُرس العالمي.
تشكيلة هولندا المتوقعة في مونديال قطر: 3-4-1-2
جاسبر سيليسن
فيرجيل فان دايك - ماتياس دي ليخت - ستيفن دي فري
دينزل دومفريس - فرينكي دي يونغ - ستيفن بيرغويس - دالي بليند
دافي كلاسين
ممفيس ديباي - ستيفن بيرجوين
مجموعات كأس العالم قطر 2022