مرة واحدة فقط تأهل المنتخب الإنجليزي إلى نهائي كأس العالم، وهي المرة الوحيدة أيضًا التي حصد خلالها الكأس عبر تاريخه، تلك هي نسخة 1966 التي استضافتها إنجلترا وفازت في مشهدها الختامي أمام ألمانيا 4-2 في مباراة لا زالت تثير الجدل إلى يومنا.
ومع أن إنجلترا هي مهد كرة القدم، وتمتلك الدوري الأقوى والأعرق في العالم، ناهيك بأن الاتحاد الإنجليزي وضع قوانين وأسس اللعبة في أواخر القرن الـ19 الميلادي، فإن منتخب إنجلترا لم يرقَ إلى نفس الزخم الذي أحدثه الإنجليز في اللعبة.
غابريل هانوت، وهو صحفي فرنسي شهير لدى "ليكيب" وأحد مؤسسي بطولة كأس أمم أوروبا، سخر عام 1924 من فكرة "تفوّق" المنتخب الإنجليزي التي زرعتها الصحافة في إنجلترا، وكتب عمودًا عنوانه: "عندما تقارن الخيول العربية الأصيلة بأحصنة المزارع".
لكن بعد عقود طويلة من الإخفاقات، يبدو أن المنتخب الإنجليزي بات يمتلك في مونديال قطر 2022 أسلحة ودوافع أكبر للذهاب بعيدًا وربما حصد اللقب، بعد أن وصل إلى مربع الذهب في روسيا 2018.. دعونا أولًا نعرف تاريخ إنجلترا في البطولات الدولية.
إنجلترا.. 5 مربع ذهبي.. نهائيان ومونديال
المفارقة المثيرة للاستغراب أن منتخب إنجلترا طيلة تاريخه لم يبلغ نصف نهائي البطولات الدولية الكبرى (كأس العالم وكأس أوروبا) سوى 5 مرات، وهي حصيلة ضعيفة مقارنة مع ألمانيا مثلًا التي بلغت نصف نهائي كأس العالم 13 مرّة.
والمثير أكثر أن إنجلترا في المرات الـ5 التي تأهلت خلالها إلى نصف نهائي المسابقات الدولية الكبرى، فشلت في العبور إلى المشهد الختامي 3 مرات، وتأهلت في مناسبتين فقط، ما يكرّس فكرة تواضع "الأسود الثلاثة" في المحافل الدولية.
خسرت إنجلترا نصف نهائي كأس العالم 1990 أمام ألمانيا 3-4 بركلات الترجيح، وضد نفس الخصم انهزمت في نصف نهائي كأس أوروبا 1996 بركلات الترجيح 6-5. وفي نصف نهائي كأس العالم 2018 خسر الإنجليز أمام كرواتيا 1-2.
مرتان فقط عبرت إنجلترا من نصف النهائي إلى المشهد الختامي؛ الأولى في كأس العالم 1966 عندما فاز رفاق جيف هورست 2-1 أمام البرتغال، والثانية في نصف نهائي كأس أوروبا 2020 بعد الفوز أمام الدنمارك بنفس النتيجة 1-2.
إنجلترا ومونديال 2022.. هل يغار الأسود من كأس اللبؤات؟
لم يفز المنتخب الإنجليزي مطلقًا بكأس أمم أوروبا، واقتصرت إنجازاته على بلوغ النهائي في نسخة 2020 قبل الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح. في حين أن سيدات المنتخب الإنجليزي فعلن ما عجز عنه الرجال، وحصدن لقب كأس أوروبا 2022.
أمام ألمانيا –المتوّجة بـ8 ألقاب- استطاعت سيدات إنجلترا حصد كأس أمم أوروبا الصيف الماضي في ملعب "ويمبلي" بالفوز 2-1 بعد التمديد لحصتين إضافيتين. وهذا من شأنه أن يُحفّز قائد منتخب الرجال هاري كين ورفاقه في محاولة الفوز بمونديال قطر.
الماضي القريب يكشف عن قوة منتخب إنجلترا
في البطولتين الدوليتين الماضيتين، وهما كأس العالم 2018 وكأس أمم أوروبا 2020 وصل المنتخب الإنجليزي إلى مراحل متقدّمة بوصوله للمربع الذهبي في المونديال، والتأهل لنهائي كأس أوروبا. ورغم أنه لم يحصد اللقب في أي منهما، إلا أنه أثبت جودته بالفعل.
يؤمن مدرب المنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، بقدرة لاعبيه على حصد مونديال قطر 2022، وقال في أبريل/ نيسان الماضي: "إنه أمر صعب للغاية، لكن لديّ الإيمان بأنه لو وصلنا إلى نصف النهائي، سنتأهل إلى النهائي وسنفوز باللقب، لكن علينا قبل ذلك أن نبلغ درجة الكمال التي أريدها، هذا ما أعمل عليه في الوقت الحالي".
هل يضع ساوثغيت "حبة الكرزة" فوق الكعكة؟
منذ استلامه الدفة التدريبية في عام 2016 خلفًا لسام ألاردايس، قاد ساوثغيت منتخب إنجلترا في 3 بطولات كبرى (في حالة احتساب دوري الأمم الأوروبية) محققًا 6 انتصارات في المراحل الإقصائية، في حين أن كل مدربي إنجلترا منذ 1966 حققوا مجتمعين 5 انتصارات فقط. ما يضع ساوثغيت في مسار مغاير لأسلافه كافة وفي الطريق الصحيح نحو حصد لقب إنجليزي طال انتظاره.