بات مستقبل الظهير الأيسر لنادي الزمالك ومنتخب مصر، أحمد فتوح، يمثل صداعًا كبيرًا لإدارة الزمالك برئاسة حسين لبيب؛ بسبب تعقّد موقف اللاعب من الاستمرار مع القلعة البيضاء.
ويحق لفتوح التوقيع لأي نادٍ في يناير المقبل والانضمام إليه عقب انتهاء عقده الحالي مع الزمالك في نهاية الموسم الحالي 2023-24، بصفقة انتقال حر.
رحيل فتوح سيمثل ضربة فنية كبيرة للزمالك، خاصةً أنه من اللاعبين القلائل أصحاب الجودة الفنية في تشكيلة الفريق الأبيض الذي يُعاني الأمرّين من إيقافِ قيدٍ وأزمة مالية تهدّد قدرته على تدعيم صفوفه بشكل جيد، ما يجعل من الصعب على النادي تعويض فتوح.
ما طلبات فتوح لتجديد عقده مع الزمالك؟
فتحت إدارة الزمالك المفاوضات مع فتوح، الذي اشترط التجديد لمدة 3 سنوات على أن يحصل في موسمه الأول على 18 مليون جنيه، بزيادة مليون جنيه في الموسم الثاني، ثم مليونَي جنيه في الموسم الثالث.
لم تقف شروط فتوح عند هذا الحد، بل طلب أيضًا الحصول على منحة تعاقد تبلغ 30 مليون جنيه، وهو الطلب الذي قُوبل برفض مجلس إدارة الزمالك؛ نظرًا لأنه سيؤثر في غرفة الملابس والمطالب المالية للاعبين الآخرين.
موقف الزمالك من طلبات فتوح
الزمالك يرى أن فتوح يُغالي في مطالبه المادية، خاصةً في بند منحة التعاقد، لا سيما أن النادي يُعاني من أزمات مالية طاحنة وإيقاف القيد يتطلب ترشيد النفقات من أجل رفع الإيقاف، في ظل المعاناة من ارتفاع سقف رواتب اللاعبين، خاصة أولئك الذين تم التعاقد معهم في فترة الرئيس السابق مرتضى منصور.
أزمة الزمالك المالية جعلته يُحاول تقسيط غرامة محمود عبد الرازق "شيكابالا" لنادي سبورتينغ لشبونة لرفع الإيقاف في يناير، حتى يوفر جزءًا من السيولة المالية لتجديد عقد فتوح ومن ثّم دفع مستحقات اللاعبين واجبة السداد، دون أن تفلح مساعيه بهذا الشأن حتى الآن.
بيد أن عرض الزمالك لفتوح يتضمن راتبًا سنويًا قدره 10 ملايين جنيه مصري في عقدٍ يمتد لـ3 سنوات، علاوةً على منحة تعاقد تبلغ 50% من قيمة الراتب أي حوالي 5 ملايين جنيه، وهو ما يرفضه فتوح.
تعقّد الوضع
في خضم مفاوضات تمديد عقده، خرج أحمد فتوح برفقة زميليه مصطفى الزناري ومحمد صبحي من معسكر مباراة فريقه أمام زد في الجولة السادسة من الدوري المصري دون إذن من الجهاز الفني.
وعليه أحال الزمالك لاعبه إلى التحقيق ثم قرر إيقافه لمدة شهر وعرضه للبيع مع خصم 25% من قيمة عقده الحالي.
بعد ذلك، خرجت شائعات تفيد بأن اللاعب سيسير على خُطا زميله السابق إمام عاشور بالانضمام إلى الغريم الأهلي في صفقة انتقال حر، في ظل سعي المارد الأحمر لإيجاد بديل على المدى الطويل للتونسي علي معلول.
مع تلك الشائعات ظهر فتوح برفقة لاعبي الغريم التقليدي في افتتاح مشروع ملعب لاعب الأهلي حسين الشحات، وهو ما تسبب في غضب شريحة كبيرة من جمهور الزمالك على منصات التواصل الاجتماعي.
آخر مستجدات التجديد لفتوح
الصحفي مصطفى جويلي رئيس المنظومة الإعلامية في الزمالك سابقًا، نشر تغريدة قال فيها إن فتوح اقترب من تجديد عقده مع الزمالك.
مصادر داخل نادي الزمالك كشفت لـwinwin حقيقة الأمر، وأكدت أن موقف فتوح لا يزال كما هو دون تغييرٍ، مع استمرار إيقاف اللاعب وابتعاده عن التدريبات مع الفريق الأول إلى جانب تمسك الزمالك بموقفه.
إدارة الزمالك تشعر أن طلبات فتوح سترهق خزينة النادي، خاصةً أن الإدارة الحالية مستمرة لسنوات وليست إدارة مؤقتة.
وكيل أعمال اللاعب، الذي تربطه علاقة قوية بموكله بعيدًا عن كرة القدم ويدير معظم مشاريعه- يبحث عن عرض خارجي للاعب في محاولة منه لجعله قريبًا من الملاعب خشية ابتعاده عن منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 2023.
الأندية المصرية الراغبة في ضمّه -ومنها الأهلي وزد- ترغب في ضمه بصفقة انتقال حر، خاصةً الأهلي الذي يدرك أن إدارة الزمالك لن توافق على بيعه بشكل مباشر إلى الأهلي.
ورقة إحراج من مرتضى منصور؟
ويرى متابعون أن تغريدة رئيس منظومة الزمالك الإعلامية السابق والذي يُعَدّ أحد المقربين من الرئيس المعزول مرتضى منصور، هي محاولة من الأخير لوضع المزيد من الحرج على الرئيس الجديد حسين لبيب ومجلس إدارته.
وكان تمديد عقد فتوح من بين الوعود الانتخابية لرئيس الزمالك حسين لبيب، لذلك فإن انتقاله من الزمالك إلى الغريم التقليدي الأهلي قد يسبب بعض الحرج له، خاصة من أنصار الرئيس السابق.
ودفعت المعطيات السابقة مراقبين إلى القول إن رئيس منظومة الزمالك الإعلامية السابق يُحاول إضفاء المزيد من الحرج والضغط على لبيب بنشر شائعة تجديد فتوح، لإعطاء جمهور الزمالك الأمل ببقاء واحد من أهم نجوم الفريق وحرمان الأهلي منه؛ لكن النهاية قد تكون مختلفة ما قد يحرج حسين لبيب أكثر وأكثر.
"ضرب من تحت الحزام"، هكذا علّق متابعون على تغريدات سابقة لرئيس المنظومة الإعلامية للزمالك السابق لحسين لبيب، الذي سبق له أن غرّد قائلًا: "عيّن مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب، علي هشام نصر، نجل نائب رئيس النادي، في منصب المدير الإداري لفريق اليد بالنادي".
وبسبب هذه التغريدة تلقى جويلي انتقادات واسعة بسبب تلميحه لقيام هشام نصر بمحاولة ابنه بتعيينه في المنصب المدير الإداري كما فعل الرئيس السابق لنادي الزمالك بتعيين نجله أمير مرتضى منصور مديرًا للكرة بالفريق الأول لكرة القدم.
الانتقادات ذكرت أن رئيس المنظومة الإعلامية السابق للزمالك تناسى حقيقة أن علي هشام نصر يُعَدّ من أبرز اللاعبين السابقين للزمالك في كرة اليد، وله باع طويل في اللعبة المرموقة في القلعة البيضاء، بعكس أمير مرتضى منصور.