هل تُسرّع تصريحات ماكرون في تنظيم مواجهة بين الجزائر وفرنسا؟

بواسطة Nabil.Belhimer , 27 أغسطس 2022

جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بخصوص إجراء مباراة ودية بين منتخبي الجزائر وفرنسا، لتعيد الجدل القائم بخصوص هذه المباراة "المستحيلة" على حد تعبير الفرنسيين في العديد من المناسبات، في وقتٍ يرى محللون بأنها قد تكون عاملًا حاسمًا في تسريع إقامة هذه المواجهة التاريخية، التي لطالما انتظرها اللاعبون والجماهير على حد سواء.

وقال ماكرون الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر استغرقت ثلاثة أيام (منذ الخميس 25 أغسطس/ آب)، في تصريحات لوسائل الإعلام الفرنسية والجزائرية، ردًّا على سؤال بخصوص إمكانية إجراء مباراة بين منتخبي "محاربي الصحراء" و"الديوك": "أعتقد أنه سيكون شيئًا جيدًا لتجاوز الماضي"، مضيفًا: "ستكون فرصةً جيدةً لمحو خلافات الماضي، سأتحدث مع الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، بخصوص الأمر؛ لكن هناك عدة عوامل حاسمة".

وتابع الرئيس الفرنسي تصريحاته بإبراز رغبته الشديدة في تحقيق مقاربة ومصالحة تاريخية مع الجزائر عن طريق كرة القدم، وقال بهذا الشأن: "الثقافة والرياضة، مجالان يجب أن نكون (نحن والجزائر) فيهما معًا، لذلك في بعض الأحيان يمكننا التنافس، لكننا نتنافس بطريقة ودية"، وأردف: "لستُ أنا مَن يقرّر، وكذلك سيعتمد الأمر أيضاً على ما تسمح به المنافسات (الرياضية) المقبلة".

وقال رئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي في تصريحات سابقة لموقع "سو فوت"، شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، ردًّا على سؤال حول إقامة مباراة بين الجزائر وفرنسا: "لديَّ رغبة قوية في التنظيم لإقامة هذه المباراة؛ لكن السياسة تمنعنا من ذلك"، في إشارة من لوغريت إلى أن قرار تنظيم هذه المباراة هو أمر خارج عن صلاحيات الاتحادين الجزائري والفرنسي.

The referenced media source is missing and needs to be re-embedded.

الرئيس ماكرون يتحدث عن إمكانية إعداد مواجهة ودية بين فرنسا والجزائر

وأشارت صحيفة "ليكيب" الفرنسية في تقرير سابق لها عن هذه المباراة "الحلم"، قائلةً إن "اليد الممدودة من طرف رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لم تلقَ أي ردة فعل من نظيره الجزائري"، وهو ما يؤكد أن الفرنسيين يُحمِّلون الجزائريين مسؤولية فشل تنظيم مباراة بين الجزائر وفرنسا.

جدير بالذكر أن إقامة مباراة بين الجزائر وفرنسا ستكون حدثًا خاصًّا جدًّا لعوامل تاريخية ومتشعبة مرتبطة باحتلال فرنسا للجزائر لفترة طويلة جدّا قبل طردها منها بثورة تحريرية ألهمت العديد من الثورات التحريرية في بلدان أخرى، بعد أن دفعت الجزائر مليونًا ونصف المليون شهيد من أجل أن تنال حريتها، وإلى جانب العوامل السابقة هناك أيضًا عامل آخر يتمثل في وجود جالية جزائرية كبيرة جدًّا في فرنسا.

وتألق منتخب الديوك عالميًّا بأقدامٍ من أصول جزائرية، مثل الأسطورة زين الدين زيدان سابقا، وكريم بنزيما وكيليان مبابي حاليًا، في وقتٍ يعتمد فيه منتخب الجزائر حاليًا على لاعبين جزائريين مولودين في فرنسا وتخرجوا من أكاديمياتها الكروية، وفي مقدمتهم النجم رياض محرز، مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي.

وجرت آخر مباراة بين المنتخبين قبل حوالي 21 عامًا، وعلى وجه التحديد في شهر أكتوبر/ تشرين الثاني 2001، وفاز آنذاك زملاء الأسطورة صاحب الأصول الجزائرية، زين الدين زيدان، على الجزائر وديًّا بأربعة أهداف لهدف، في مباراة أوقفها الحكم في الدقيقة 76 بعد اقتحام بعض الجماهير لأرضية الملعب، وكان المدير الفني الحالي لمنتخب الجزائر، جمال بلماضي، صاحب الهدف الوحيد لـ"محاربي الصحراء" في تلك المباراة.

Image
جماهير منتخب الجزائر
Author Name
Opinion article
Off
Source
Caption
أرشيفية لمشجعي منتخب الجزائر (Getty)
Show Video
Off